نسمع هذه الايام عن مظاهرات التيار الصدري في بغداد من اجل "الاصلاح" وتغيير هيئة الانتخابات "شلع قلع" كما يسميها العراقيون اي هيئة الانتخابات عن بكرة ابيها يجب تغييرها.

العراق له اهمية كبرى في الامة العربية، لن ننسى ان بغداد العظيمة كانت حاضرة العالم او نيويورك الزمان الذي افل ايام هارون الرشيد والعباسيين، وحل محله الظلام والحقد وعدم التسامح، كل العالم العربي كان ينظر الى بغداد ومايزال، لان بغداد هي رأس العرب الذين باتوا اليوم بلا رأس لان بغداد محتلة من قبل ايران ومليشياتها.

حيدر العبادي عندما استلم رئاسة الوزراء من الفاشل نوري المالكي، ولو ان العبادي اسلامي حاله كحال المالكي واردوغان ومرسي والاخوان والخميني، الا ان العبادي تعلم الدرس بشكل افضل من سلفه المالكي الذي وبالرغم من تنفسه للطائفية مع كل نفس الا انه حاول اصلاح الامور مع السياسيين السُنة الا ان الاوامر اتته من ايران ان لا اصلاح مع السُنة ولذلك قرر المالكي الاستمرار بالنهج الاقصائي التخريبي للبلد. ومن الجدير بالذكر ان المالكي نفسه عندما التقى بالجنرال الامريكي كيسي سمع من كيسي ماشاب له شعر المالكي حول الدور الايراني في دعم الارهاب بل وقال كيسي للمالكي بالحرف الواحد "لقد وجدنا بصمات ايران واضحة في تفجير الضريح العسكري في سامراء" مما جعل المالكي يفكر جدياً ان "حلفائه" لن يرسوها على بر وانهم سيستمرون بدعم الفوضى وان معركة المالكي لبسط النفوذ والقانون في ربوع العراق انما هي معركة محتم لها الفشل ولذلك قرر بناء جدار على طول الحدود مع ايران الا انه فشل في ذلك.

حيدر العبادي اراد ان يعيد العراق للعراقيين وقرر تولية الشريف حسين حفيد الملك العراقي السابق كوزير خارجية الا ان الاوامر جاءت من ايران للمليشيات ان اذهبوا لبيت الشريف حسين واخبروه ان يخرج من العراق فوراً، ولم يقتلوه "كثر الله خيرهم"!

عندها فهم العبادي ان اللعبة كبيرة اكبر منه ومن اي احد، اضافة الى التقارير الاستخبارية التي تبين للعبادي الدور الذي تلعبه ايران في الفوضى في العراق عندها قرر العبادي ان يلعب اللعبة كما هي، ويحاول ان يصلح ما استطاع الا ان المهمة صعبة جدا في هذه الضروف.

من جهة اخرى قرر قاسم سليماني ان يذهب الى روسيا هذه الايام لسبب واحد فقط وهو معاتبة روسيا على التقارب مع العرب، فبربكم اي حظ جمعنا بهذا الجار السيء ايران، وكما يقال عليك ان تشتري الجار قبل الدار الا اننا جبرنا على هذا الجار وكان علينا دوما ان نكون اكثر صرامة في مراقبة من يتولى السلطة هناك الا اننا كنا وما نزال نيام، فهنيئاً للنظام الايراني نجاحه في نشر الخراب في العراق وسوريا ولبنان واليمن وسلّم الله البحرين من براثنه المسمومة.

نعود الى موضوع الاصلاح في العراق وقد تبين مما تقدم انه اكذوبة صعبة المنال ولن تحصل في ضل نفوذ ايراني كامل ومليشيات تحكم العراق بدل الجيش "تحيي وتميت" حسب اوامر الراعي الاسلامي الايراني، كما ان من المستغرب ان تياراً اسلامياً مشارك في المسرحية السياسية العراقية هو من يريد الاصلاح متناسياً ان الخراب اصلاً حصل في العراق بسبب نشر ثقافة طائفية صفوية ايرانية مسعورة تريد ان تسيطر وتنهي العرب عن بكرة ابيهم ان هم رفضوا هذه الهمينة من جهة ومن جهة اخرى ان مايحصل في الداخل الايراني يندى له جبين الانسانية اذ ان اموال ايران تذهب بدل صرفها على البنية التحتية المتهرأة والفقر المدقع الذي يعاني منه الايرانيون فأن هذه الاموال تصرف لبسط نفوذ عدد محدود من اسلاميي ايران التابعين للنظام ومستفيدين منه على حساب ثمانين مليون ايراني لايرون ولن يرون من نفط ايران الا الاحلام والخبز البائت المتحجر.

لقد قلت سابقا انني اؤمن بالشعب العراقي، احفاد البابليين والاشوريين والسومريين، لقد علّمنا العالم القراءة والكتابة سابقاً، فيا ايها العراقيون الاشاوس الابطال، انكم اليوم وقعتم فريسة الخطابات المتشددة التي تجيئكم من جميع الجهات مما قوض الحكمة والتسامح في داخل المجتمع العراقي الذي من المفروض انه من ارقى المجتمعات في العالم لولا نافخي الكير من المتشددين.

اذن لا اصلاح واي حديث عن الاصلاح هو ليس سوى ذر الرماد في العيون واعرف الكثيرين من العراقيين شيعة وسنة قد غادروا العراق ولاينوون الرجوع اليه لأنهم ببساطة قد ايسوا من ان ينصلح هذا البلد وقد قلتها سابقاً انه كان على الانكليز بناء بنية تحتية سياسية قبل بناء بنية تحتية للخدمات العامة لانك ان لم تبني بنية تحتية سياسية متسامحة وتمنع الاحزاب الاسلامية من الولوج الى البرلمان فأنك بلاشك ستسير الى خراب محتوم وهذا مالم نفهمه من الديمقراطية اذ الشرط الاهم في الديمقراطية هو ان لايكون هناك متشددون تحت قبة البرلمان. فصبراً جميلاً والله المستعان.