لم تكن حياتك أيها المخلوق الخارق بالصدفة حتى الأرض والسماء فما كل موجود خلق إلا للوجود، لو لم يكرس آدم وقته ويرسل رسائل لعقله أنه سيأكل من الشجرة لما أكل منها وأصبحنا اليوم بين السماء والأرض نرسل كلماتنا بإيقاعات حتى تعود إلينا ماضية.... هاهي كانت بمشيئة الرب.

لم نوظف إيماننا بأن هناك قانون يدعى الجذب حسب ما استعرضه الكاتب (مايكل جيه لوسير) وكما أنهّ في الأرض سرَّ الجاذبية فمشاعرك التي تخول بينك وبين ذاتك هي أيضا جاذبية سوف تتحقق كلما جدفت إليها بسلبيةٍ أو إيجابيةٍ وسوف يصلك القارب نحو ما تودُّ أفكارك، فأفكارك تقودك وليس ماتريد.

ترديدنا لذكر الله هو عبادة واستشعار أن كل شيء سوف يكون بخير مادمت تذكر الله وتستحضر الكلمات حتى يجول في جوفك أنَّ الصلاة التي تصليها ماهي إلا كلمات من كلام الله تقيك من السيئات وتوصلك إلى الحسنات فلماذا لا نطلق ما نريد ونتفائل بكل ما نحب أن يكون ويتحقق.

لم يكن عائقاُ على امرأة أن تبحث حلمها أمام النساء وقالت سوف يؤمُّ ابني المسلمين في العالم فكانت السخرية أكثر إثارةً ولم تتأثر بردة فعلهن ولأنها أمٌّ فمن حقها أن تحلم وتترجم الحلم بكلماتٍ إيقاعية حتى يتحقق وفعلا ترجمَ الإبن تلك الكلمات وأصبح ذات يومٍ ليس أماماً فقط بل مفتياً وأماماً وخطيباً.

إن ما يكسر مجاديفنا هو مشاهدة الجبال الشاهقة فمالذي يعيقنا من تسلقها؟ إن الجبال من حصى التفاؤل الإيجابية وهي أقوى جاذبية تصنع الآمال مع السعي إليها، فالحجاج بن يوسف الثقفي كان يتخيل منذ أن كان صغيراً بأنه يخاطب الناس من حوله ويتخيل الحجار أنهم أناس يستمعون إليه وشاب على ما رسم خياله حتى نشأ خطيبا فصيحا ودُوِّنت خطبه وتأرّخ هذا التخيل حقيقة.

فعندما نستشعر مانقول ونردد لن نلوم أنفسنا لما وصلنا الآن وإلى هذه النقطة الخريطة الذهنية تسير كما تسير بها الكلمات سلبية كانت أم إيجابية فهي التي تشحن بها، وحينما يحل الاكتئاب ضيفاً على بشر نتيجة مايفكر به من موجات سلبية ماضية عادةً أو حدث له ما كان ليحدث ؛ فكل مجريات الحياة من أيدينا ومن أفكارنا وهذياننا المستمر ولو أعطت خطة سر النجاح الجاذبية بالكلمات لما حصد الفاشلون نجاحهم اليوم.

اللَّهَ جَلَّ وَعَلا يَقُولُ في حديث قدسي : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ "
فهذه معادلة قدسيةٍ طرديةٍ في ظنه أن أيقن نفسه بأن كل شيء بخير وكل عالمه بخير مادامت النية التي شحنت من عبارات يرددها في خلده وإنما الأعمال بالنية والنية الناصعة هي الجاذبية التي يبحث عنها المرء حتى ينجح فأحسنوا نوياكم ومايجول في صدوركم تجاه الحياة وتجاه من حولكم.

أنت قادر على تغيير نفسك عملك حياتك عالم كامل يشعرك بالغربة وإذا لم تتأقلم معه حدد وجهتك وهدفك الساميِ الذي تحلم به كل يوم وتستيقظ عليه وأطلق كلماتك إلى السماء وأنت في بقعة من الأرض أنا سأكون وأكون حتى يكن من حيث لاتشعر بعد زمن.

نستيطع أن نروض الوحوش بكلمات ونمتص الغاضبين بعبارات باردة لذلك اسكبوا كل ماتريدون تحقيقه فلا شيء مستحيل لاننا على يقينٍ بأنه لا مستحيل مع الله عز وجل، فأنا وأنت مادمنا وصلنا إلى نهاية السطور واستشعرت القراءة إذاً أنت بكامل قواك العقلية فما الذي ينقصك وما الذي يمنعك بأن تكون كلماتك هي (سر الجاذبية).

كاتبة سعودية