يحتاج العالم أن يعيد فهم الدين الإسلامي بالطابع المعتدل فقد كانت معظم الشعوب تقبض على دينها حتى تشرنقوا فيه وأنتج لهم عقولاً غير مرنة وغير صالحة للتعايش والاعتدال، كانت تحلم كل دولة عربية بأن تقلّد بوسام الدولة الإسلامية حتى تشوهت مع الطاغوت الأسود، فسرعان ما ارتدت كل الدول التي تهاب الإرهاب للوسطية وأنها دولة إسلامية وليست ما ينادي بها الدواعش ، ويا للأسف جمع داعش خوارج العرب!

‏إنّ من يحتضن الإرهاب هم باثقوا الكراهية للحياة لأنهم أعلنوا أن حياتهم رخيصة وتنتهي أجسادهم في قنبلة ! هم مؤمنون بأنه مازال لديهم قائد يُدعى أمير المؤمنين طاعته هي الطريق والمسلك إلى الجنة، مخلفات الثورات والحروب أولدَت لنا هذه الجماعات التي تحارب المعتقدات الدينية الأخرى تحارب وتتاجر في جيوشها وأسلحتها بأجساد أبنائنا، من السهل أن تستقطب أبناءً من بلادنا فمناخها ملائم لبعض المتشددين المنشقين عن أهلهم ومرخصين الدنيا ورغبتهم هي ختم حياتهم بالاستشهاد الذي طال زمانه في الجهاد إلى سبيل الله باسم الخلافة وأمير المؤمنين، هم مسلمون مستسلمون لكل عميلة تفجير والقنبلة هي رأسه". 

‏العرب كانوا يصفقون بحرارة حاسمة باسم الجهاد وباسم حركة فتح في فلسطين المرهونة إلى إسرائيل بالعمليات الفدائية والتفجيرات التي تدار بينهم دولتين في أرض واحدة ونحن العرب نصفق للعمليات الإرهابية حتى فضلت وأحل بعض مشائخ الدين هذا التفجير وأصبح جائزاُ لما فيه منفعة لفتح فلسطين وتحريرها من إسرائيل حتى توالت واستحدثت هذه التفجيرات في بقع الغرب باسم الدين وصنعنا دين يفضل الإرهاب حتى يدعو العالم إلى الإسلام فما كان إلا تزعمها لجماعة طالبان وتنظيم القاعدة أيضا وكان لديهم أميراً للمؤمنين أفتى لهم بأن يكون الجسد شعلة حتى يحترق ويموت في سبيل الإسلام ونسوا أن ديننا الإسلامي يحرم الموت بالحرق كما تنتقد ديانة المجوس حرق الأجساد بعد الموت وهؤلاء يحرقونها وهم أحياء. 

‏قضية أنّنا نعذب غير المسلمين بات شأنها وما هي إلا نغمة في صمام الإرهاب لكن ما يناديه الإرهاب إلى عامنا هذا هو الإرهاب على المسلمين حتى ينال المنال ويحدث المخطط الفارسي فإيران هي الأم الآن المرضعة للإرهاب وكل ما يدور في البحرين والسعودية والعراق وسوريا واليمن تتبناه حتى يشق الخليج الفارسي الذي كانت تحلم به في تاريخ العرب، ولكن هيهات هيهات يا خميني .

‏علينا أن نجفّف منابع الإرهاب حتى لا يجدوا ثغرة وتُصنع من الفئة المصابة بداء التشدد ويكون جندياً مسخراُ لهم بمفعول الخلافة ، وعلينا أن نحدث ثورة في العقائد الدينية المتشددة التي تطالب بالغلو ونخرس الخطابات الدينية من أفواه دعاة الفتن ومهيئي العقول إلى ثورات فالعالم مازال يتساءل متى تسقط داعش وينقلب علمها إلى أبيض ويعلن الإسلام في العرب ؟! .. بكل تأكيد حين يموت رأس الاخطبوط الفارسي ويرغد العالم بالأمان .

كاتبة سعودية