بعد القصف التركي الهمجي على جبل (شنكال) وضواحيه من قبل الطيران التركي يوم الثلاثاء المصادف 25 ابريل 2017 والذي أدى الى استشهاد واصابة عدد من البيشمركة والمقاتلين من وحدات حماية (شنكال )والمدنيين الابرياء الذين نجوا من مجازرومسالخ داعش , صرحت وزارة البيشمركة في إقليم كردستان في بيان لها اعتبرت أن القصف التركي الذي طال مواقع البيشمركة في (شنكال ) (غير مقبول) وجددت مطالبتها للحزب العمال الكردستاني بالانسحاب من القضاء فورا , كما شددت على أن مسلحي الحزب المذكور يتسببون بمشاكل وعراقيل كبيرة لأهالي المنطقة وإقليم كردستان، وهم السبب الرئيسي وراء إستمرار تركيا في هجماتها على المنطقة...).

أستغربت من محتوى البيان و صدمت لهذا التجاهل والتبرير المتعمد لجرائم تركيا بحق اهلنا في جبل( شنكال) وضواحيه, والاكثر من هذا وضع البيان (وحدات حماية شنكال ) المتكونة من المقاتلين ومن ابناء المنطقة الذين دافعوا عن (شنكال) ومناطق كثيرة اخرى جنبا الى جنب قوات البيشمركة والقوات العراقية والقوات الدولية في قفص الاتهام , والاكثر من هذا يقولون : ان السبب الرئيسي وراء إستمرار تركيا في هجماتها على المنطقة هو بسبب تواجد حزب العمال الكردستاني.

وهنا لابد ان نُذكر الجميع ونقول هل نسيتم بان ( مقرات الاحزاب الكردستانية كانت داخل الاراضي الايرانية قبل وبعد جرائم الانفال؟
نسأل , هل كان قصف (مخيم زيوة ) لللاجئين العراقيين داخل الاراضي الايرانية في 1985/6/9 من قبل النظام العراقي البائد والذي خلف مئات الشهداء والجرحى , كان بسبب تواجد مقرات البيشمركة هناك؟ هل حقأ مشكلة تركيا تنتهي بقصف قنديل او شنكال او كوباني , ام انها ملزمة ( داخل قبة برلمانها ) بإجراء تغييرات سريعة و عملاقة في سياساتها الداخلية والخارجية لاجتياز العوائق التي تعيق تطورها وتخنقها داخليا وتعزلها عن محيطها الخارجي؟ هل مشكلة تركيا تنتهي بتصدير مشاكلها وازماتها التي تهزها وتهددها في عقر دارها الى دول الجوار؟

هل من المعقول ان نقول بان مدينة ( حلبجة ) قصفت بالسموم لانها كانت معاقلا رئيسيأ لقوات بيشمركة الاحزاب الكردية؟ هل من المعقول ان نضع اللوم على قوات البيشمركة عندما ازال النظام العراقي البائد حوالي 4500 قرية كردستانية من الوجود اضافة الى مدن وقصبات مثل ( قلعة دزة وبينجوين وسيد صادق وجوارتا ) , واخلاء عشرات الوف الكيلومترات المربعة من سكانها , ومجازر الانفال ( الابادة الجماعية ) قبل وبعد ايقاف الحرب العراقية الايرانية التي اسفرت عن اختطاف اكثر من 182 الف مواطن كردي وابادتهم في صحاري الوسط والجنوب؟ ماهذا الخلط المتعمد والتخبط بحق السماء؟ 

اتعجب حقأ , بدل المطالبة بفتح تحقيق دولي في جرائم تركيا بحق (شنكال ومناطق مغدورة اخرى ) تقوم وزارة البيشمركة بتبرير جرائم تركيا بحق الابرياء الذين دافعوا ولايزال يدافعون عن( شنكال )ومناطق كثيرة اخرى دمرت بيد داعش واخواتها وبدعم من تركيا تحديدا؟ 

وعليه من حقنا نُذكر الجهات والاشخاص الذين يحاولون ان يخلطوا الاوراق عمدا , من حقأ ان نقول لهم , إن التدخل التركي المباشر من خلال قصف (جبل شنكال) المتضرر اصلا من إرهاب داعش هو خرق سافر للقوانين والمواثيق الدولية وأتفاقات حسن الجوار، وسيؤثر حتما على العلاقات الثنائية بين البلدين ويزعزع الأمن والأستقرار في المنطقة ولاسيما القوات العراقية التي تخوض اليوم معارك عسكرية كبيرة في الموصل ضد تنظيم داعش الأرهابي. 

ان استهداف مواقع البيشمركة والمقاتلين الابطال الذين يقارعون داعش منذ سنوات في جبل شنكال وكوباني ومناطق كثيرة اخرى في (روز افا ) وبهذه الوحشية وبشكل متعمد وبحجج واهية تشكل جرائم حرب، وعليه ندعو المجتمع الدولي والإنسانية للوقوف عند مسؤولياتهم لمحاسبة منفذي هذه الجرائم وعدم تركهم دون عقاب, و لجم (اردوغان افندي )وتركيا من قبل دول خلف الناتو لايقاف جرائمه ازاء شعوب المنطقه. وفي نفس الوقت نحمل الجيش التركي مسؤولية القتل والخراب لأية اعتداءات اخرى قد تحدث لاحقا. 

يجب ان يعلم الجميع بان مشكلة تركيا هي اولا واخيرا مشكلة داخلية قائمة على الاضطهاد والقمع والغاء الاخر... والاخر هو شعب وليس (حزب او منظمة او اشخاص) شعب له خصوصياته ولغته وحضارته وتاريخه وارضه، وبالتالي كيف لتركيا ان تنفي كل ذالك وفي نفس الوقت تطالب بإشاعة روح السلام و قيم العدالة والتسامح والتعايش السلمي بين جميع الشعوب للنهوض بالوطن؟