ما يجب أدركه من الجميع في الداخل والخارج اليمني، ان قيامالسعودية والإمارات بتأسيس "تحالف عربي" ينقذ اليمن، ليس لمرحلةقصيرة او مجرد إزله قيادة فاسدة او تدخل عابر من اجل خلافات على المناصب السيادية، او حرب مصالح جيوسياسية على حساب اليمن، بل هو استئصال لسرطان الفساد والطائفية، وإعادة الحياة "لليمنالسعيد"، ما يضمن استقراره، بجيش وطني مدرك للتهديدات الإقليميةوالمتغيرات الدولية بعيد عن شراء الذمم وتأسيس دول داخل الدولةاليمنية، في ضَل موقعة الاستراتيجي للملاحة الدولية وأمن الخليجالعربي.

وعلى الرغم من بعض الأخطاء الطبيعية في سبيل تكريس الشرعيةاليمنية، وفشل أطراف يمنية بتنفيذ المهام بقصد او بدون، تبقي فرصةتصحيح المسار السياسي والاداري في المناطق المحررة متوفرة،والتحالف قادر على ابعاد المتخاذلين مهما تلونا بلون الشرعية اليمنيةبقيادة الرئيس هادي الذي يجب ان يكون فريقه الرئاسي لكل اليمن،في هذا المرحلة وضرورة عدم "تكرار فشلة " في ادرة اليمن ما بعدالمبادرة الخليجية"، خاصة استناده لحزب الاصلاح دون غيرة، قبل انخذلناه في معركة الانقلاب في صنعاء وهروبه منها الى عدن.

والغريب أن هادي يكرر نفس الخطاء في عدن مع اعادة انتاج قياداتمختلف عليها في اليمن، ومرتبطة بنظام صالح وجماعة الاخوان رغم تصنيف الرياض وابوظبي للإخوان بأنهم جماعات ارهابية، ما يجعلادرة لليمن أكثر تعقيد، خاصة في عدن التي تعاني من مركزيةالرئاسة، وفلترة القرار العدني استناد على قرارات حزبية تتستر بثوبالشرعية، جعل مارب وحضرموت يرفضان هيمنة حكومة هادي ويعملانعلى استقلال قراراتهم بعيد عن تجربة عدن والحكومة المركزية.

لهذا يمكن الجزم ان التحالف العربي تكمن اليوم مخاطرة في المناطقالمحررة، أكثر من المناطق الخاضعة لسطوة الانقلابيين، خاصة سعيبعض الأحزاب العقائدية مثل "الإصلاح" بابتزاز التحالف والعمل علىارباك المشهد السياسي بمعادة قوى قيادية في التحالف، خاصةالامارات "الرقم الصعب في التحالف" بدعم من أطراف في المنطقةبتوفيرها منصات اعلامية تهاجم فيها سياسة التحالف، بغية خلقمكان لها في اليمن القادم رغم انها لم تغير افكارها الإقصائية ولمتساهم في عمليات التحالف العسكرية والدبلوماسية.

وعلية فان التحالف العربي لن يبعد سطوة "الحوثي" على اليمن باسمالدين، ويأتي بحزب اخر عقائدي ولن يرهن التحالف المنطقة لمصالح"ضيقة" بعد عاصفة الحزم، ولن ينظر لحرب التواصل الاجتماعي التي تشوه دور التحالف والزعم بعملة على دعم فك ارتباط الجنوب من الشمال اليمني، او تعزيز قوة الجنوب على الشمال. فهل يدركالعابثون في اليمن "الحزين" انهم قد يكونوا العدو الثالث للتحالف بعدصالح والحوثي.