الشعب الكردي والذي يتجاوز عدده ال 30 مليون منقسم بين أربعة دول، هذه الدول هضمت وأجحفت بحقه ومنعته من حقوقه الطبيعية والمكتسبة، هذا الشعب يحلم بأن يكون له دولة كبقية الشعوب، وأن يرفرف علمه في سماء وطنه كبقية شعوب العالم، وأن يكون له ممثليه في دول العالم، وأن يكون له السفارات والدوبلوماسيين أسوة بغيره، فهناك شعوب لايتجاوز أعدادهم ربع عدد الكرد لهم دولهم المستقلة، ولكن هذا الشعب ظلمه التاريخ على مر العصور ويظلمه الإنسان، فمنذ أعلان رئيس أقليم كردستان المنتهية ولايته السيد مسعود البرازني بأنه سوف يعرض مسألة إقامة الدولة الكردية في كردستان العراق على الشعب الكردي من أجل أبداء رأيه في هذه المسألة المصيرية بدأت الكثير من الدول برفض ذلك جملةً وتفصيلا، فهذا أردوغان صديق مسعود العزيز يرفض ذلك قطعياً ورئيس حكومته لايستبعد أستخدام القوة من أجل منع ذلك، فمن المعروف أن الحكومات التركية المتعاقبة هي ضد حقوق الشعب الكردي إينما وجدوا، فالشعب الكردي في كردستان تركيا يناضل ويحاول الحصول على حقوقه على أرضه بالوسائل السلمية ولكن الحكومات التركية المتعاقبة تستخدم كل وسائل الغير الشرعية في وجهه، من القمع والأعتقال التعسفي والزج بالسجون بدون المحاكمات، كل ذلك على مرمى من أنظار العالم والذي لايحرك ساكناً، كل هذا الظلم والإضطهاد من قبل الحكومات التركية والسيد مسعود البرزاني لايرى ذلك أو بالأحرى لايرغب في أن يرى ذلك، فأصبح أردوغان العثماني صديقه العزيز الودود، فكم مرة تقوم الدولة التركية بضرب الكرد في مناطقه بحجة ملاحقة أعضاء حزب العمال الكردستاني، وهذا ماأضطر الحزب أن يطالب بحقوقه ويلجأ إلى النضال المسلح، هذا الحزب الذي دافع وضحى من أجل الكرد في العراق في منطقة الشنكال ضد تنطيم داعش الإرهابي في الوقت الذي هربت قوات البيشمركة من تلك المنطقة وسلمت الشعب الكردي الأعزل في تلك المنطقة بيد داعش، حيث نكل داعش بهم وقتل الآلاف منهم وسبى النساء وقطع الرؤوس، وحرق البيوت، وسرق ونهب، والأسوء من كل ذلك فحكومة كردستان لم تقم بمحاسبة من تسبب في تلك الكارثة ولم تفتح مجرد تحقيق في ذلك، فأي قائد هذا الذي يُقتل من شعبه الآلاف ويغتصب النساء في عهده وهو لا يقوم بمعاقبة المجرمين الذين تسببوا في ذلك، فأي أحساس بالمسؤولية هذه؟

أرودوغان الذي قام بتحويل النظام البرلماني في تركيا إلى نظام رئاسي ليضع كل السلطات في يده، وليتحول إلى ديكتاتور عصره، حيث عدل الدستورووسع من صلاحياته، فهويحلم بأن يعيد أمجاد الأمبراطورية العثمانية ويسيطر على الدول الإسلامية كسابق، فيزج بمعارضيه في السجون ويحيل الكثير إلى القضاء ويطرد المئات من الوظائف ليضع حاشيته وليسيطر على مقاليد الحكم في الدولة التركية، هذا الغول الذي ترتكب أجهزته الأمنية كل الظلم بحق الشعب الكردي في القسم الشمالي من كردستان هو الصديق المفضل لدى رئيس أقليم كردستان العراق، ولكن هذا الصديق هو أول من وجه الصفعة بوجه البرزاني، الذي وثق به ونفذ كل طلباته، نعم وضع السيد مسعود يده بيد أعداء الكرد من أجل مصلحته الشخصية، فقام بزيارات مكوكية له وقدم الكثير من الهدايا له ولحاشيته وكان يستقبل رئيس حكومته بحفواة ورحابة الصدر في الوقت الذي كان يغلق الأبواب في وجه الكرد، أردوغان الذي فتح حدوده أمام كل الإرهابيين والمرتزقة واللصوص وأدخلهم إلى سوريا، هذه الحدود التي كانت ممر آمن لهؤلاء الإرهابيين ولدخول السلاح، وعندما طرد الكرد هؤلاء الإرهابيين من تلك المناطق قام أردوغان بغلق الحدود وبنى جدار ويقوم بشكل يومي بقصف القرى الكردية في القسم الغربي من كردستان، ويبدو ومع الأسف أن بعض القيادات الكردية في كردستان العراق لم تستفيد ولم تأخذ العبرة من الدروس التي يتعرضون لها، فلم يستفيدوا من أخطائهم عندما أستنجد البعض بصدام حسين والبعض عندما لجأ إلى إيران.

لاأدري متى سوف يستفيق بعض قادة الكرد من سباتهم ويدركوا بأن المصلحة الكردية تكمن في تضامن الكرد مع بعضهم البعض وليس الوقوف في خندق الأعداء، متى يبتعدوا عن مصالحهم الضيقة_ الشخصية ويكون همهم المصلحة العامة، نعم لايخفى على أحد بأننا نعيش في منطقة تسمى بالعالم الثالث أو المتخلف، حيث الأمية والجهل ينخر بجسد المجتمع والأمراض الاجتماعية مستفحلة فيه من الرشوة والمحسوبية وصلة القرابة، فالشعب الكردي أيضاً تأثر بهذه المساوء، ومع الأسف البعض من قادة الكرد يطبقون ذلك في سياساتهم اليومية، فالقائد الكردي هوباقي في الكرسي حتى مماته وغير مستعد للتنازل عن ذلك وليس هذا فحسب فهو كغيره من القادة الديكتاتوريين يجمع حوله شلة من اللصوص والحرامية ويضعهم في المناصب ويشتري ذممهم ويعتمدون على رجالات الدين من أجل التبرير لسياساتهم القذرة واللإنسانية.

نعم الشعب الكردي هو كغيره من الشعوب التي تعيش تحت ظلم الديكتاتوريين هو في خدمة الحزب والحزب بدوره يكون في خدمة رئيس الحزب أي الكل يعمل من أجل كسب رضى هذا القائد، هذا القائد الذي لايهمه سوى مصلحته الشخصية، وعليه نرى بأن هؤلاء القادة يتربعون على المليارات من الدولارات وأطنان من الذهب في الوقت أغلبية الشعب لايكاد أن يوفر قاته اليومي، هؤلاء يعملون ويكون همهم أرضاء الخارج وليس الداخل من أجل الحفاظ على الكرسي، وعندما ينتهي دورهم يقوم الخارج برميهم في سلة المهملات ويضع يده على أملاكهم فلا هم يستفيدوا منها ولاالشعب الذي لاحول له ولاقوة، فمتى يدرك قادة الكرد هذه الحقيقة؟

[email protected]