أعلن رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والإستفتاء في إقليم كُردستان السيد ( هندرين محمد)، عن المستمسكات المطلوبة لمشاركة الجالية الكُردستانية في الإستفتاء المزمع إجراؤه في الـ 25 من الشهر الجاري مشيراً إلى ضرورة توفر (البطاقة التموينية ) كشرط اساسي للمشاركة في إستفتاء الإستقلال بجانب مستمسكات اخرى منها ( الجنسية العراقية وجواز السفر والبطاقة الوطنية)، وأشار ( محمد ) إلى أنه بموجب قوانين المفوضية فإن كل مواطن لا يملك (البطاقة التموينية) لن يستطيع التصويت، لأن تسجيل أسماء الناخبين يتم وفقاً للأرقام المدرجة في قوائم البطاقة التموينية. 

ولمتابعة الخبر ومعرفة بعض التفاصيل اتصلت اليوم ( 5 / 9 / 2017 ) بالمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والإستفتاء في إقليم كُردستان وسالتهم: بالنسبة للناخب الكُردستاني في المهجر والذي لايتوفر لديه البطاقة التموينية، هل يستطيع التصويت ام لا؟ 
وكان الجواب نصا: (المواطن الكُردي الذي لایملك البطاقة التموینیة لایمکنە ان يصوت.، الا اذا استعمل البطاقة التموینیة لعالئتە) ( طبعا الجواب يعتبر أكبر نكتة ونكبة وخاصة للجالية الكُردية والتي تقدر عددهم بعشرات الألاف ). 
بهذه الشروط التعجيزية حرمت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والإستفتاء في إقليم كُردستان، حرمت بغيرحق الناخب الكُردستاني في المهجر من حقه في التعبير عن رأيه في هذه القضية المصيرية والمهمة التي تخص شعوب كُردستان بجميع مكوناتها القومية والدينية وخاصة الذي لايتوفر لديه ( البطاقة التموينية ), كما سلبت المفوضية بقرار إرتجالي وغير مدروس هوية وإرادة الناخب الكُردستاني في المهجر ايضا، في حين لم يستطيع النظام البعثي البائد بكل جبروته وعنجهيته ان يسلب ويغتصب هوية وصوت وإرادة المواطن الكُردستاني....! 
خيبة امل كبيرة، وكبيرة جدا اصابت الجالية الكُردستانية جراء هذا القرار الجائر،نعم، الجالية الكُردستانية التي وقفت ولاتزال تقف بكلّ شموخ وإباء لتؤدي دورها وواجبها الوطني تجاه قضية الشعب والوطن، فاكثرهم تركوا كُردستان قسرا بعد عام الانفال واستخدام النظام العراقي البائد السموم القاتلة لإبادتهم، وعليه اضطروا مجبرين للهجرة القسرية بعد ان ضاقت بهم سبل العيش في كُردستان المحروقة بالغازات الصدامية السامة.
اخيرا: ان ضرورة توفر (البطاقة التموينية ) للمشاركة في إستفتاء الإستقلال، شرط مجحف وغير منصف بحق الجالية الكُردستانية، التي وقفت دائما وقفة شموخ وإباء من اجل انتصار قضية شعبهم ووطنهم ولعبت دورا كبيرا في ايصال معاناة بلدهم الى الراي العام العالمي ونقل صورة حقيقية عن واقع قضيتهم العادلة، فهي التي قامت باعتصامات ومظاهرات ابان الحكم النظام البعثي الهمجي في الدول العالم وادانت واستنكرت الافعال الاجرامية للنظام البعثي البائد والانظمة الاقليمية القمعية الايرانية والتركية تحديدا. وهي التي اعتصمت ضد جرائم داعش في شنكال وزمار وكوجو و كوباني واستنكرت وادانت الاعدامات والقتل العشوائي في جمهورية ( القتل الايراني ) ووقفت ضد حرب الإبادة الاردوغانية الشعواء ضد الشعب الكُردي، اضافة الى ارسال المساعدات و الدعم المادي والتبرعات والادوية والمستلزمات الطبية والمساعدات الضرورية الى المجمعات والمخيمات في إقليم كُردستان. 
فكيف لا يصاب المواطن الكُردستاني في المهجر بالخيبة والخذلان والاحباط جراء اقصائه عنوة من ابسط حقوقه، وهو حق التصويت ب( لا ) او (نعم ) لإنفصال الإقليم عن العراق؟