*الضمير نسبي، والتدين نسبي، يغيب الضمير ويتلاشى التدين في غياب القانون، فالقانون وحده من يردع الإنسان الذي يغلب جانب الشر فيه جانب الخير.
*ليس بالضرورة أن تعيش في ثنائية الحب والكره، فإن لم تحب لأنه لا أحد يستحق الحب، فلا تكره لأن قلبك لا يستحق أن يمتلئ بالكراهية.
*الموسيقى وحدها من لها القدرة على الوصول إلى أعماق الوجدان، فتداويه وتطبطب عليه وتخرج أروع ما فيه، لذا فإن احتياج النفس للموسيقى كاحتياج الجسد للغذاء والشراب، وإن من يؤمن بتحريم الموسيقى، فكأنَّه في المقابل يُحرِّم الغذاء والشراب!
وفي الوقت الذي أثبت فيه العلم أهمية الموسيقى بناءً على أبحاث ودراسات علمية، لا زال هناك من يتحدَّث عن حكمها!
*يسأله: لماذا تكذب وأنت مسلم تعلم أن الكذب حرام؟
لماذا أخلاقك سيئة تسب وتقذف الآخرين بمجرد اختلافك معهم في الواقع أو على مواقع التواصل الاجتماعي وأنت تعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول(إنما بُعثت لأتمِّم مكارم الأخلاق)؟
يجيب: لا تنظر إلي ولكن أنظر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فهو قدوتنا جميعاً!
هذا حال الكثير! أرجوكم دعونا نرى ذلك الشخص الذي نرى فيه أخلاق الرسول متجسِّدة على أرض الواقع.
*يقول ابن القيم رحمه الله: "حاجة العبد للمعوذات أشد من حاجته للطعام والشراب واللباس".
كتبها رحمه الله وهو تحت تأثير اللذة الروحية الناتجة عن كثرة التعبُّد لله والإكثار من الأعمال الصالحة التي ماكان ليتفرَّغ لها لولا أنه كان يجد قوت يومه ولديه منزل يأوي إليه، ولكن الفقير المُعدم سيقول: حاجتي للطعام والشراب واللباس أولى وأهم مِمَّا سواها.
(فليعبدوا رب هذا البيت) لماذا يا رب؟ (الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف).
فلا يُعبد الله على أكمل وجه، ولا يمكن تحصيل اللذة الروحية والطمأنينة إلا عندما يُشبع الجسد ويستتب الأمن.
*عندما ترى المثقَّف من النخبة يعطف على البائسين ويقف معهم ويساندهم بقلمه، فاعلم أنه إنسان أقرب إلى الملائكية منه إلى الإنسانية، وعندما ترى مثقَّفاً من النخبة لا يألو جهداً في التقرب إلى المسؤولين وأصحاب المناصب ويترفَّع عن الفقراء والمظلومين والبسطاء فاعلم يقيناً أنه دنيء نفس ووضيع وأقرب إلى الشيطان منه إلى الإنسان.
*في الساحة الثقافية العربية عندما ينتقد مثقفٌ مثقفاً آخر، فإن هذا الانتقاد غالباً يكون مبني على: حقد، حسد، تصفية حسابات...إلخ. فيهدف إلى إسقاطه وتدميره وتشويه صورته بكل ما أُوتيَ من قوة!
بينما في العالم الغربي يكون النقد مُوجَّهاً إلى الموضوع أو الفكرة، فيتم إثراء المجتمع ثقافياً وعلمياً من خلال النقد البنَّاء.
*الحياة ثمينة، وفيها ما يستحق أن يُعاش، لذا من الأفضل ألَّا نضيِّعها في محاولة إثبات وجود إله أو عدم وجود إله، وهذا على ما يبدو هو مافعله برتراند راسل، لذا أقبل على الحياة وجعل فلسفته نحو الحياة ولم ينشغل بما سوى ذلك، ويمكن أن نقيس على رأي راسل في كشف حقيقة نظرية التطور ونطبقه على محاولة إثبات وجود إله أو عدم وجوده، أنه لو افترضنا أن هناك من قام بإثبات وجود إله أو قام بإثبات عدم وجود إله، فإنه سيكون الإنسان هو الذي قام بذلك وليس الإله! وبالتالي يصبح البحث هنا وكأنه نوع من العبث الذي لا يُرجى من وراءه أي طائل.
ولكن كيف يمكن أن يتجاهل الإنسان هذه القضية التي تُعد أهم سؤال بالنسبة للإنسان وتُشكِّل الرأس لجميع الأزمات الوجودية!؟
بالعمل نستطيع أن نلهوا عنها وننشغل بما بين أيدينا وأمام أعيننا، بالعمل استطاع فولتير أن يحمي نفسه من الانتحار، ولو لجأ فولتير إلى قسوس الكنيسة أو قراءة الكتاب المقدس لمحاولة علاج ما يراوده من أفكار وجودية لكان قد انتحر!