إذا کان الثوري نظيفا، فلماذا تتسخ الثورة؟ تساٶل حذق و عميق جدا في معانيه، طرحه الشاعر العراقي أحمد مطر، وأنا أعيد طرحه بوجه أولئك الذين سرقوا ثورة الشعب الايراني و ألصقوا بها عبارة"الثورة الاسلامية"، وأقول لهم: لماذا وصلتم الى هذا المستوى بحيث صار النظيف في أوساطکم وأنتم من تعتبرون أنفسکم تحکمون وکالة عن السماء، عملة نادرة؟ وإن ماتتقاذفون به اليوم من إتهامات الفساد و سرقة أموال الشعب الايراني بينکم، يجعلکم في موقف مثير للشفقة، بل وإن العبارة الخالدة للسيد المسيح:"من کان منکم بلا خطيئة فليرمها بحجارة"، ترجمکم جميعا أمام الشعب الايراني الذي أذقتموه الويلات بإسم نظام قاده الى أن يصبح نصفه من الفقراء بإعترافکم!

إعترافات الفشل و الانحراف و الاخطاء الفظيعة و الفساد الخيالي بينکم يا من نصبتم أنفسکم کقديسين أمام السعب الايراني و خدعتموه بأن جعلتم کما قال الامام الحسين"ع":الدين لعق على ألسنتکم تحوطونه مادرت معايشکم"، لم تکف لکي تترکون الحکم و تعترفون أمام الله أولا و الشعب ثانيا بفشلکم الذريع، لکنکم أبيتم و إستمريتم في مشوار لم تکونوا من الاساس جديرون به، و قتلتم و أفنيتم و أقصيتم کل من شارك بثورة الشعب الايراني التي أسقطت عرش الطاووس و زعمتم بأنکم أساس بل روح الثورة، أية ثورة هذه التي تصرف المليارات على ضريح رجل عجوز بينما شعبه يتضور جوعا؟ أي مرقد مقدس هذا بينما تعج شوارع طهران و اصفهان و شيراز و کرمانشاه وغيرها بآلاف النساء اللائي يبعن أجسادهن من أجل إعالة أطفالهن؟

38 عاما، من المصائب و المآسي و القمع و الاعدامات و القتل و الإغتيال و الابادة بإسم الله تحديدا، 38 عاما من تبديد و تبذير ثروات الشعب الايراني بذريعة"تصدير الثورة"، أية ثورة؟ وماهي بضاعتها؟ إعداد و تدريب و تأهيل المتطرفين و الارهابيين لإثارة الفوضة و بث روح الحقد و الانتقام و الفتنة بإسم الله أيضا، ولکن عندما ينتفض الشعب مرة أخرى بعد إنتفاضة 2009، في أکثر من 139 مدينة إيرانية هاتفا بشعارات مختلفة ضد نظام ولاية الفقيه و ضرورة إسقاط هذا النظام، ويخرج المرشد الاعلى و الولي الفقيه و ولي أمر المسلمين(کما يصفونه في أدبيات النظام)، ليعلن إعترافا بأن ماجرى هو مٶامرة نفذتها منظمة مجاهدي خلق المعارضة، فإن ذلك أمر يستوجب التوقف عنده طويلا، ذلك إن الحديث ذو شجون!

منظمة مجاهدي خلق، هذه المنظمة التي أعلن القادة و المسٶولون الايرانيون عن موتها و إضمحلال دورها لمرات عديدة و شددوا بأنهم يمسکون بزمام الامور، من المثير للسخرية و التهکم و الاستهزاء أن يعود أکبر مسٶول في نظام ولاية الفقيه ليعلن بعد 38 عاما من الحکم، بأن منظمة مجاهدي خلق قد قامت بتنفيذ الاحتجاجات التي إندلعت في إيران، وأعلن المرشد العام و بصراحة متناهية وژهو يتحدث عن دور مجاهدي خلق في الانتفاضة الشعبية التي دامت اسبوعين:( لقد کانوا جاهزين منذ أشهر، و وسائل إعلام المنافقين إعترفت خلال هذه الايام إنهم على تواصل مع الامريکيين. لقد کانوا يعدون العدة لهذه القضية و يخططون لرٶية هذا و ذاك. و عثروا على أشخاص في الداخل ليساعدوهم على تأليب الناس و تحريضهم لإستخدام شعار"کلا للغلاء" وهو شعار يرحب به الجميع لجذب عدد من الاشخاص، ثم ليدخلوا الميدان بأهدافهم المشٶومة و يقودون حراك بعدها"، هذا الکلام يقود للتساٶل و الاستفسار على أکثر من صعيد:

ـ عندما يعترف أکبر مسٶول في النظام بأن منظمة مجاهدي خلق متواصلين مع الامريکيين و تمکنوا من تحريك 139 مدينة إيرانية ضد النظام، هل يمکن لمنظمة منقطعة و مرفوضة من الشعب ان تقوم بهکذا دور؟ ولماذا يراهن الامريکيين عليها وهي منظمة مضمحلة بحسب مزاعمهم؟ رغم إن هذا الزعم له أهداف و غايات متباينة تهدف للنيل من وطنيتها و مصداقيتها.

ـ من الذي تسبب في الغلاء و تفاقم الاوضاع و وخامتها، هل تقف منظمة مجاهدي خلق ورائها أيضا؟ ولماذا يرحب الناس بشعار کلا للغلاء ومن الذي تسبب بالغلاء؟ أليست التدخلات في بلدان المنطقة وخصوصا في سوريا و اليمن و العراق؟ ومن الذي کان يأمر بهذه التدخلات و يشرف عليها؟ ألم تکونوا أنتم يامن يسمونکم ولي أمر المسلمين؟

ـ بعد 38 عاما من کل ذلك الصخب و الضجة التي أثرتموها عن نظامکم و عن کونکم صرتم تملکون زمام العالم الاسلامي وإنکم وصلتم الى البحر المتوسط و الاحمر، کيف تعلنون و بکل صراحة بأن منظمة مجاهدي خلق تقود الحراك الشعبي ضدکم؟ أليس هذا بإعتراف صريح بدورهم المتعاظم و أفول نجمکم و دورکم؟