الحدود الاسرائيلية اللبنانية ساخنة هذه الايام , اسرائيل تحاول بناء جدار على ما تدعي انه الخط الازرق ولبنان يعارض بشدة واسرائيل تدفع بتعزيزات الى الشمال بشكل متقطع ولكن كبير جدا فيوم بعد يوم يزداد عديد القوات المرابطة في جبهة الجولان ولبنان والتي يعتبرها وزير الدفاع الاسرائيلي بحسب تصريحات سابقة له جبهة واحدة.

التحركات على جانبي الحدود اللبنانية الاسرائيلية لا تبشر بالخير وان اضفنا اليها التصريحات النارية للجانبين فيمكن ان نستنتج اننا عشية حرب جديدة وعنيفة في حال اخطأ احد الجانبين في حساباته او فرضت عليه المواجهة من اسياده.

حزب الله لا بقف مكتوف الايدي تجاه التحركات او قل التحرشات الاسرائيلية والتصريحات لمسؤولين عسكريين وسياسيين ممن يريدون اعادة لبنان الى العصر الحجري مثلا, او لا تجربوننا هذه المرة, او مستعدين لكل الاحتمالات, فحزب الله بايعاز من ايران يحاول تعزيز قواته وعناصره في الجنوب ويستقدم قوات النخبة او غيرها من الساحة السورية الى الحدود مع اسرائيل. اما زيارات "الخبراء" الايرانيين والعسكريين ومبعوثي مرشد الثورة الايراني لا تنقطع على الحدود والوضع بحسب الخبراء يذكر بالاوضاع عشية اختطاف الجنود الاسرائيليين واندلاع حرب تموز 2006 ففي حينه اوعزت ايران لعماد مغنية دون استشارة حسن نصر الله بخطف الجنود واشعال المنطقة وهذا الامر بنهاية المطاف ادى بحسن نصر الله الاعتراف انه لم يكن يعرف! هو لم يكن يعرف بالقرار الايراني بخطف الجنود وبالتالي لم تكن لديه امكانية التفكير او معرفة حجم الرد الاسرائيلي.

اذا نظرنا بترو وهدوء الى ما هو حاصل على الحدود بين لبنان واسرائيل والى ما يقال بعد كل تصريح ناري او فيديو يحاكي ضرب منشأت حيوية وشارات لنية كل جانب تلقين الاخر درسا لن يتساه. فبعد كل تهديد يقولون : " لا نريد الحرب ولكن ان اضطررنا اليها فسنخوضها وبقوة " . هذه النغمة نسمعها من الجانبين وهي تأتي لتقول ان الحرب غير واردة في الحسابات الحالية في هذه المرحلة, ولكن هناك من يعمل على اشعالها حتما اذا اقتضت الحاجة. وهنا لا بد من التوقف على وضع ايران الداخلي والذي وصفه الرئيس الايراني حسن روحاني بنفسه انه خطر على النظام الحالي ويذكر بما حصل قبل الاطاحة بنظام الشاه في اواخر السبعينات من القرن الماضي, هذا الوضع لوحده يمكن ان يكون ذريعة لايران لافتعال حرب جديدة بعيدة عن حدودها بواسطة حزب الله في لبنان او الجولان من اجل اسكات الاصوات الداخلية التي تنادي بالحريات والعمل والعيش بكرامة.

اضف الى ذلك منع روسيا لايران التموضع قرب الشريط الفاصل في الجولان المحتل وقيام اسرائيل بضرب بنية مصانع الاسلحة الايرانية التحتية في سوريا وتدمير اغلبها تحت سمع وبصر وربما موافقة الحليف الروسي في سوريا وان لم تكن هذه الامور كافية فمعركة عفرين والصدام المتجدد مع تركيا في سوريا يشكل سببا اخر لايران للقيام بحرب بالوكالة عنها على يد حزب الله في لبنان واخر هم ايران هو مراعاة الوضع الداخلي اللبناني وسجالاته وانتخابته واستقرار هذا البلد. من جهة اخرى فحماس عدلت عن مواجهة مع اسرائيل نظرا لوضعها الحرج داخليا في غزة والمصالحة الداخلية وتورطها خارجيا بعد قطع اموال قطر عنها في الاونة الاخيرة. 

بالمقابل فان المجلس الامني الوزاري المصغر في اسرائيل قام اليوم بجولة في الجولان واستمع لشرح عن الاوضاع الميدانية من رئيس الاركان وقائد المنطقة الشمالية, حيث استعرضت خلال الجولة التي شارك فيها كل اعضاء المجلس الامني الوزاري, كل الاوضاع وكل السيناريوهات المطروحة بالاضافة الى المعلومات التي بحوزة الجيش عن الاسلحة وانواع الصواريخ وعدده والموجودة بحوزة حزب الله ووضع الجيش اللبناني والجيش السوري او ما تبقى منه في الجولان وهنا لا بد من التذكير ان المجلس الامني الوزاري المصغر هو المخول باعلان الحرب او الايعاز للجيش القيام باي عمل او عملية عسكرية محدودة او واسعة في اي مكان بما يتلائم ومصالح اسرائيل وادارة دونالد ترمب ستكون داعمة بلا حدود لاسرائيل وربما ستشاركها هذه الحرب على حزب الله لكسر شوكة ايران عبر ارسال حاملة طائرات لحصار لبنان بحرا واسناد اسرائيل جوا, واضيف هنا, ومصالح نتانياهو في ظل التحقيقات حول شبهات بالفساد ومحاولته الخروج من الازمة عن طريق عملية عسكرية في الشمال وايضا هرولة افيغدور ليبرمان وسعيه لحرب ما كي يسجل لنفسه انجازا امنيا كوزير للدفاع يأتي به للاسرائيليين في الانتخابات المقبلة نظرا لعدم وجود ماض عسكري او امني له كسابقيه من وزراء دفاع الدولة العبرية ويمكن وضع تصريحه عن البلوك 9 في المتوسط وتهديده للبنان في هذا السياق وفي اطار تسخين الاجواء محليا ودوليا وتحضير الاسباب والدوافع لاي عمل عسكري او حرب محتملة في الشمال وزد على ذلك الحديث الاسرائيلي عن اسلحة متطورة ومصانع اسلحة لحزب الله في لبنان باوامر ايرانية. 

في ضوء ما تقدم يمكن تصوير الوضع على انه على حافة حرب يعتبر كل طرف فيها نفسه مرغما اخاك لا بطل وكل خطأ من هذا الجانب او ذاك يمكن ان يشعل المنطقة بنار قد تحرق الاخضر واليابس وبعدها سيخرج من يقول: لو كنت اعلم!