روسيا التي تسيطر على جزء كبير من المناطق الاستراتيجية في سوريا لن ترد او قل لا تستطيع الرد على الضربة الاميركية الغربية المحتملة على سوريا وهي, اي روسيا لن تستطيع بالتالي هذه المرة انقاذ بشار الاسد ولا نظامه وبات الروس يعون تماما ان تفردهم مع حلفائهم الايرانيين بمقدرات سوريا انتهى وان الولايات المتحدة بقيادة صقور الجمهوريين ستعود الى دور الشرطي الشرس والذي سيفرض قوانينه واحكامه بالقوة وان ما لن يسير بالقوة سيسير بقوة اكبر بحسب ما يقول الصقور في اروقة البنتاغون هذه الايام.

روسيا اخطأت في امرين اثنين اصابا منها مقتلا كما قالت العرب قديما فعملية تسميم العميل المزدوج سكريبال وابنته في بريطانيا لم تأخذ بالحسبان ان بريطانيا لا تزال على علاقات وثيقة بواشنطن فعلاقات المؤسسات العميقة اقوى من محاباة الرؤساء واستلطاف هذا او النفور من ذاك واضف الى ذلك ان بريطانيا وبالرغم من بريكست لا تزال دولة تتمتع بنفوذ وعلاقات دولية اوروبية واخرى جيدة ومتينة واستطاعت بريطانيا بقيادة تريزا ماي حشد العالم ضد روسيا في هذه القضية والتي لا تزال تتفاعل والاتجاه العام فيها خسارة للروس.

اما الامر الثاني والذي لا يقل اهمية فهو القراءة الخطأ لتصريح ترمب قبل فترة عن الانسحاب من سوريا وربما المستشارين والمحللين الروس لم يقرأوا السطور التي تلت جملة الانسحاب ولم يكترثوا لاعلان الخارجية الاميركي بهذا الشأن وربما اخذوا التمني الروسي بخروج الولايات المتحدة من لعبة سوريا وصبغوه بتصريح ترمب حول الانسحاب مما جعلهم لا يكترثون لما يفعله الاسد في الغوطة وان الضربة الكيماوية الاخيرة ربما قصمت ظهر الجمل بحيث استعاد النظام الغوطة باكملها بعد كيماوي دوما, الا انها اصبحت المؤشر لنهاية نظام بشار الاسد في سوريا وتحت سمع وبصر وحتى رضى الروس, وذلك بعد عودة ترمب وادارته المكونة من الصقور الى منطق الضربات العسكرية واستخدام القوة واعادة ما اسماه احد صقوره "هيبة اميركا" للعالم

قصة سكريبال وتداعيتها والحطأ في قراءة تصؤيح انسحاب ترمب من سوريا هما امران يضافان الى قرار الفيتو الاخير بمجلس الامن وقرارات فيتو قبلها للدفاع عن بشار الاسد الذي استخدم الكيماوي ضد ابناء شعبه, جعلت روسيا تظهر بمظهر الشرير الذي يهم للانضمام الى محور ايران والتنظيمات الارهابية مثل حزب الله وداعش والقاعدة والتطرف الاخونجي في العالم.

روسيا سحبت حاليا كل بوارجها من مينائي طرطوس واللاذقية بعيدا نحو الشواطئ التركية وادخلت طائراتها من السوخوي للميغ ولكل الانواع الاخرى في حميميم الى المرابض المحصنة كما ان الصواريخ التي تسوقها موسكو للعالم انها تتصدى للصواريخ الموجهة تم اخفاءها في مخازن تحت ارضية واغلاق كل مراكز التحكم والقيادة والرادار التي تشغلها فهي غير قادرة على الرد عسكريا وتقنيا على صواريخ ترمب الذكية من جهة ولا تريد المواجهة العسكرية مع اقوى دولة في العالم وصاحبة الترسانة العسكرية الاحدث والاكثر تطورا ناهيك عن امكانية خسارتها لكل انجازاتها السياسية في سوريا بما في ذلك خسارة ميناء طرطوس وقواعد حميميم وغيرها.

روسيا اعلنت بشكل واضح انها لن تتصدى للضربات العسكرية ضد النظام وضد حليفتها ايران بينما ستدافع فقط عن مصالحها وقواعدها العسكرية فقط, والتي لا نية لدى الولايات المتحدة وحلفاءها,لاستهدافها على العكس التصور الاميركي هو منح روسيا الصلاحية الوحيدة للطيران الحربي في اجواء سوريا الى جانب الطيران الاسرائيلي وقت الحاجة وبموجب الاتفاق الروسي الاسرائيلي. روسيا ليست بوارد الصراع مع الولايات المتحدة وقادة الكرملين يعرفون تماما لماذا وهم لن يخاطروا بما تبقى لهم من نفوذ بالعالم من اجل عيون بشار او عمامة الخامنئي.