ما يجري يجر الجميع معه كل نحو حتفه مع هذه الجبهة او تلك، ولأجل هذا الهدف او ذاك. لا النظام يملك سلطة القرار ولا المعارضة بكل اطيافها، الارهابية والسلمية والثورية. الكل يصارع من اجل البقاء، يقاتل من اجل الاستمرارية او تحقيق ما يهدف اليه. الجميع يقاتل بمساندة قوة هي التي تمسك بزمام الامور في هذا الطرف او ذاك، ثلاثة قوى رئيسة تساند القوى السورية المتصارعة. روسيا وإيران تقاتلان مع النظام. تركيا وقطر تقاتلان مع وتساندان (جبهة النصرة والاخوان المسلمين). والتحالف الدولي (أميركا) تدعم وتساند قوات سوريا الديمقراطية وبعض الفصائل الجنوبية. الجميع متورط ولا أحد يستطيع الخروج منها او الهروب من القوة التي تدعمها، الفرق هنا هو ان النظام يقوى بروسيا وإيران والمجاميع المسلحة المتأسلمة تفقد سوريتها وتلفظ انفاسها بتركيا وقطر، وقوات سوريا الديمقراطية تحاول لملمة الجراح والخروج من المأزق بأقل الخسائر الممكنة والحفاظ على ما انجز قدر الامكان، ليست راضية في الواقع بالدعم والمساندة الامريكية، ولكن لا بديل في الأفق. عداوة الروس وعنصرية النظام ووحشية تركيا والمجاميع التابعة لها، اجبرت قسد على قبول المساندة الامريكية دون ان تطلبها.
الحل:
اذا كانت روسيا جادة في حل المشكل السوري بالطرق السلمية ما عليها سوى طرح مشروع خارطة طريق تلبي طموحات الاغلبية من السوريين قوميات وطوائف ووضعها امام الاطراف السورية التي ترغب في ايقاف سيلان الدم و حينها لن يبقى لا لأمريكا ولا تركيا اي مبرر او تأثير لمنع حدوث الاتفاق اذا تم .لكن الروس لا يريدون الحل الجذري للصراع السوري بل التكتيك الذي اتبعوه في دفع المسلحين والاغلبية العظمى منهم ارهابيين الى حضن تركيا لتستخدمهم الاخيرة كمرتزقة كما حصل في عفرين وتجعلهم ورقة ضغط في الايام القادمة على روسيا نفسها اذا لم تتوافق طروحاتها مع الاهداف التركية , وستصبح تلك المجاميع القوة التي لن تسمح للاستقرار ان تعود الى سوريا حتى ولو اتفقت الاطراف الاخرى على وقف الاعمال الحربية وتثبيت وقف اطلاق النار .
ما ستواجه سوريا من تلك المجاميع المنقادة من قبل تركيا ستكون استنزافا بشريا واقتصاديا ستمتد لسنوات إذا بقي حزب الاخوان المسلمين بقيادة اردوغان ن في السلطة بتركيا.
بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية وحسب تصريحات قادتها واعمالها وممارساتها فهي ستتوقف عند الحدود التي يتم فيها القضاء على الارهاب وخاصة داعش، وهي لن تهاجم قوات النظام حتى لو طلب منا الا إذا هاجمت الاخيرة ولا تحاول توسيع رقة منطقة نفوذها الا إذا كان هناك تهديد جدي ضدها وهي لن تعمل من اجل تغير النظام بالقوة العسكرية بل ستحاول خلق اجواء سلمية لأجل تغير النظام بالطرق السلمية المعروفة ومن بينها الاحتكام لصناديق الاقتراع، تحت حماية واشراف دولي.
ولهذا إذا كان النظام جادا او روسيا جادة لحل المشكل بالطرق السلمية ليس امامهم سوى الاتفاق مع المعارضة السلمية الداخلية والادارة الذاتية والاحتكام لدستور جديد يحمي حقوق الجميع وتكون صناديق الاقتراع حكما في تحديد الرئاسات والبرلمانات، وابعاد معارضة الخارج بمسلحيها المرهونة للدول الاقليمية. عن اي تفاوض للحل في المرحلة الاولى، كي تنجح الاطراف الثلاثة الاولى في التوصل الى حل يناسب الجميع كما ذكرنا ومن ثم وضع تلك النتيجة امام جماعة تركيا وتخيرهم بين العودة بأمان او البقاء في الخارج ومحاربة من تبقى منهم في الداخل وهنا يمكن لقوات قسد ان تلعب دورا كبيرا في تحرير مناطق الشهباء وعفرين ليعود اصحابها اليها. 
روسيا في هذه المرحلة (مع ان تقدير مدتها صعب) تمتلك إمكانيات فرض الحل المطرح أنفا إذا كانت جادة وان لم تكن فأنها ستبقى على تحالفها مع تركيا وبالتالي ستبقى على الحالة الراهنة قيد التصعيد وخاصة ان الايام الماضية شهدت اشتباكات بين قوات النظام الذي هاجم بعض مواقف قسد مما حدا بالأخيرة الدفاع عن نفسها ولم يكن خافيا بان الدافع كان روسيا. 
بكل الاحوال يبدو ان وجود المجاميع المسلحة ستنحصر في الشمال وداخل تركيا ولن يبقى امام النظام او بالأحرى روسيا اما المجابهة مع قسد وبالتالي فتح جبهة تستنزف قوات النظام فيها وكذلك قسد او تحاول جمع الطرفين على طاولة واحدة من خلال اخذ مطاليب الادارة الذاتية بعين الاعتبار , والوجهة الأخرى هو ان تتوجه روسيا بقوات النظام نحو المناطقة المحتلة من قبل تركيا وهذا ما لا يمكن توقعه وخاصة العلاقات الاقتصادية القوية وحتى السياسية المتطورة بينها وبين تركيا حامية وداعمة الارهابيين السورين .وبالنتيجة لا تهم روسيا ولا امريكا مصلحة الشعوب السورية و بل همهما الرئيسي هو ابقاء الصراع مستمرا لكي يحافظا على ( النجومية) التي حصلوا عليها على حساب دماء السوريين.