في مقالنا عشية الانتخابات العراقية وصفناها بـ (الامتحان العسير) لقوى الإصلاح والتغيير وقلنا ان هذه القوى ستحقق خطوة للامام اذا ما استطاعت تكوين كتلة برلمانية قوية ونشيطة تلعب دورا هاما في المعارضة.

وكانت المفاجأة للجميع في حصول قائمة (سائرون) على المرتبة الأولى ، وفي بغداد نفسها ، فضلاً عن محافظات عديدة أخرى... وهذه القائمة التي يرأسها السيد مقتدى الصدر ، تدعمها قوى المجتمع المدني والتيار اليساريالعراقي.

الوقت مبكر ، والمقالة تكتب ، بانتظار ما سيحدث من اتصالات وضغوط وتحالفات، وصولاً إلى رئاسة مجلس الوزراء. الوقت مبكر كما قلنا، وهذا لا يمنع من إبداء بعض الملاحظات . نقول ربما كان اتفاق قائمة الصدر مع قائمة العبادي وقائمة إياد علاوي ونتائج انتخابات كردستان ، الحل الأفضلفي تشكيل ائتلاف وطني عابر للطائفية والانعزالية القومية، ومناهض للفساد ، وقائم على مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والأقليات، حكومة تختار الكفاءات لكل المناصب وليس على أساس الولاءات الحزبية والمذهبية والمحسوبية . وبالطبع حكومة تضمن الأمن والخدمات وتحارب الإرهاب بلا هوادة.

أما إذا استطاعت قوائم أعداء الإصلاح ودهاقنة الطائفية والفساد والتبعية حيازة السلطة مجددا، بطريقة او أخرى ، فسيكون لا محالة أمام قوى التغيير من اختيار موقع المعارضة البرلمانية والشعبية النشيطة والواعية لدفع العجلة الى الأمام ولو بخطوات. 

هذه ملاحظات بانتظار ما سوف تستقر عليه الأوضاع ، أملين أن يظل السيد الصدر متمسكاً بالمطالب والشعارات والمعايير التي يروج لها اليوم ومنذ سنوات قليلة. أما المالكي فانه وشركائه يحاولون الالتفاف على نتائج الانتخابات كما فعلوا في الانتخابات السابقة التي جاءت لصالح إياد علاوي.