لم يعد الكتاب فقط للقراءة والخيال عليك أصبحت الأفلام والمسلسلات كتب مرئيّة تستهوي ذائقية شرائح من يستهوون الاطلاع والقراءة فكلها مواهب وابتكارات من معاهد وجامعات ولَّدت صناع تأثير في العالم الرقمي الذي يخلق للمشاهد خيالا فيعيشه معه ولم يعد المسرح لروميو وجوليت على الارض بل أصبحوا يعيشون خارج هذا العالم فيالها من لوحة بصرية مذهلة أدهشت المشاهدين وغمرتهم بالتشويق والإثارة .

منتجو الأفلام ومنتجي الأدب والرواة متحدون في إقامة لوحات متحركة بقصة وسيناريو الكاتب الذي أرسى هذا المنتج وأداء الأدوار والإكسسوارت من يد المخرج كي يظهر في غلاف سينمائي مميّز ومنذ أن انطلقت نقطة البداية لمشروع السينما في السعودية الْيَوْمَ ونحن في حاجة لانتفاضة قوية لتخل الأداء للموهوبين بالَقِيام في هذه الأدوار التي تحتاج إلى مبدع حتى يصبح بطلًاً على شبابيك السينما السعودية ولكن ترى ماذا ينقصنا حتى ننطلق ونسابق العالم الذي يعد فنون السينما ثقافة ينبغي إقحامها في الشعوب حتى ترتقي،

عجلة الأفلام في السعودية ضئيلة للأسف فلم تكن معطلة بل لم تكن موجودة بالأساس ولزم عليها الْيَوْمَ أن تفعل بشكل احترافي وتقني عالٍ جودة بعيدًا عن المهاترات التي حرمت هذا الفن وأضاعت منا سنوات في عدم إعطاء الحق؛

إن الشعوب تتقدم بالاهتمام بالعروض المسرحية والسينمائية وتعدها دخلًا اقتصاديًّا اخرًا لدولتها وبرزت في هذا المجال، فماذا ينقصنا حتى تعتلي منصات هيوليود.! 

فنحن أميون في إنتاجه وعرضه وأدائه باستثناء الموهوبين والدارسين خارج أوطانهم فإلى الآن لم تشرع معاهد وتخصصات الجامعة أو تبرز أهمية السينما والموسيقى حتى يتسنى لمن لديه طموح وحلم في استكمال تعليمه الجامعي بها ، فنحن بحاجة لمعهد متخصص يخرج هؤلاء المبدعين بالتخصص ويولد منها فنونًا كثيرة فالمخرج لايستطيع أن يستغني عن الموسيقى فهي اداء من أدواته حينما يطهو الفيلم ويستعين حينها من مخرجات هذه المعاهد بأقل تكلفة وأكثر مهارة وتعليمًا مما تكون موهوبة .

فالموسيقى تدغدغ فكر الكاتب حتى يقيم القصة والمخرج يحتاجها في مشاهد عدة والعسكري يحتاجها حتى يقرع السلام الوطني لحكام الدولة والدكتور النفساني يحتاجها أيضا في جلسات علاجه والمغني يحتاج كل أدوات الموسيقى ويتفنن في انتقاء الأداة حتى يطرب بها المستمعين وكلنا نحتاجها حتى نقرع بها على أبواب المتطرفين ويتأرجح العالم كله بسلام.

عندما نفعل هذه الفنون المهملة في أراضينا فحقاً سوف تحقق أرقامًا شاهقة وتفتح لدينا خط اقتصادي جديد ونتخلى عن مصدر دخلنا الوحيد "النفط" ويحل التوازن الاقتصادي، فنحن مستعدون لفتح التخصصات التعليمية والجيل القادم سوف يحملها بضوابط تقاليدنا وحسب العرف في هذا البلد وحينها سوف نريهم أن السعودية لديها طاقات بشرية كانت لم توظب وتوظبت بالتوطين وسيردد "نعم أنا سعودي تعلمت داخل وطني ولن أجلب ماتعلمته في الخارج " .