أخبرني مرسى افشار عضو لجنة العلاقات الخارجية للمقاومة الايرانية خلال مؤتمر المقاومة الذي عقد مؤخرا في باريس ان احدا لم يكن يسعى حقا لاسقاط النظام الايراني انما على الاكثر اضعافه الى حد السيطرة عليه من قبل الدول العظمى والقوى الدولية. كلام معقول وغير بعيد عن الواقع وربما اصاب افشار الذي عانى في سجون الشاه ثم بعدها من قمع نظام الملالي وقضى سنوات في السجن واخرى في المنفى ومتنقلا بين البلدان والاقطار حاملا معه وجع المواطن الايراني الذي خطف منه اصحاب ولاية الفقيه ثورته على ظلم الشاه وحلمه بايران حرة، علمانية ودمقراطية.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو من يساند المقاومة الايرانية وكيف؟ ولاي حد من اجل التخلص من نظام حرس الثورة والمرشد الاعلى؟ هل هو الغرب المتمثل باوروبا التي تسعى لتلميع نظام الملالي وفتح افاق التجارة معه تحت ذريعة احتواء هذا النظام في اطار اتفاق سيء بدل اللا اتفاق؟ ام انها الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترمب المؤمن بالصفقات التجارية لحل الازمات الدولية والعالمية ومثال ذلك اللقاء من الزعيم الكوري الشمالي وفتح صفحة جديدة والتحضير لاطلاق "صفقة العصر" للحل بين الاسرائيليين والفلسطيين؟ ام يقوم العرب بمد يد العون السياسية والعسكرية لتظيم المقاومة الايرانية؟
قد يبدو الامر لاول وهلة سهلا بحيث تقوم الولايات المتحدة المتمثلة بالصقور امثال جون بولتون ورودي جولياني بالضغط على البنتاغون بقيادة ماتيس الحمائمي لدعم مجاهدي خلق واخرين لاسقاط نظام الملالي وكما قال رودي جولياني محامي الرئيس الاميركي خلال مؤتمر المقاومة الايرانية: مؤتمر المقاومة الايرانية سيكون العام المقبل في طهران! الا ان الامر معقد الى حد كبير وقوى كثيرة تتجاذب وتتقاتل وتتعارك اقتصاديا وسياسيا. وتبقى الخشية من من قيام الولايات المتحدة بترك المعارضة الايرانية تقاتل النظام وحدها، مثلما فعلت مع حلفاءها الاكراد في العراق وفي سوريا وتركت المعارضة في جنوب سوريا لمصيرها بعد ان ابرمت اتفاقات وتفاهمات مع روسيا وقوى اخرى على الساحة السورية.
مع كل هذا، يقول مجاهدو خلق ان رياحا جديدة ايجابية تهب من البيت الابيض والمحادثات التي تمت مؤخرا بينهم وبين الادارة الاميركية تمنحهم الامل بالتحرك الفعلي لاسقاط نظام ملالي ايران بمساندة الولايات المتحدة التي انسحبت من الاتفاق النووي مع ايران وفرضت عقوبات اقتصادية على نظام الملالي وتتجه لتسهيل عمل المقاومة الايرانية في الداخل والخارج. 
من جهة اخرى لا يوهم احد نفسه بان نظام الملالي سينتحر او يتنازل بسهولة عن الحكم وسيقوم بكل ما يستطيع لقمع انتفاضة الشعب الايراني والتعامل بوحشية مع المعارضين كما بدأنا نرى من قتل للمتظاهرين عدا عن الخطف والسجن والترهيب وحتى محاولة هذا النظام تفجير مكان انعقاد المؤتمر السنوي للمقاومة الايرانية قرب باريس حين اعلنت السلطات البلجيكية اعتقال مشبوهين احدهم دبلوماسي خططوا لزرع عبوات ناسفة في قاعة المؤتمر. لذلك وجب ان تتجه الانتفاضة الى مزيد من التنسيق بين قوى المعارضة المختلفة والمتنوعة من اجل قطع الطريق على حرس الثورة والباسيج.
اللافت في توجهات مجاهدي خلق الجديدة هو الاستعداد للحوار والتنسيق والتعاون مع كل فئات وتنظيمات المعارضة الايرانية في الداخل والخارج امر لم يكن واردا في السابق لاسباب كثيرة ومتنوعة، وان هذا التوجه الجديد تبلور في الفترة الاخيرة وبدعم من الدول العربية والحلفاء في تبني هدف اسقاط النظام الحالي والتوجه لبناء ايران دمقراطية تعيش بسلام وتناغم مع جاراتها ومع المجتمع الدولي والتخلي عن المشروع النووي وعن صناعة الحرب والعبث في مقدرات دول الجوار وتصدير ما يسمى بالثورة الى الخارج. 
الاحتجاجات الداخلية في ايران واتساعها الى شتى انحاء الجمهورية الاسلامية وانضمام فئات واتحادات اليها والحراك الشعبي الواسع الى جانب التخطيط من تجمع المقاومة في الخارج والتنسيق مع الداخل امر في غاية الاهمية مع استمرار حشد الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لدعم الاحتجاجات والانتفاضة واستغلال الاوضاع العالمية الجديدة من اجل الضغط على نظام الملالي للتغيير، وكما قال السيد موسى افشار انه برأي خامنئي نفسه كل تغيير على نظام الملالي يعني اسقاط هذا النظام.