تنظر اليوم الكثير من الصحف الى quot;ايلافquot; بحذر لا يخلو من الحسد ؛ لا لأنها تمتاز بquot;خاصها quot; وquot;سبقها الصحفيquot; وحسب، بل لأنها تدخل الى quot;حيث لا يجرؤ الآخرونquot;، وهي المناطق المسكوت عنها والمغيَّبة في وعي الشعوب وما صُنّف على انه من quot;التابوهات المحرمة quot;، فرفعت الغطاء عن كل العُقد التجمعية المستفحلة في بنية التفكير وناقشت معظم الموضوعات المحرمة التي تزعج أصحاب النفوذ من quot;الساسةquot; وquot; رجال الدينquot; ممن يدعون quot;امتلاك الحقيقةquot;...

ولادة quot;ايلافquot; كانت عنوان مرحلة جديدة في صحافة المنطقة العربية، عندما خرج رئيس تحريرها عثمان العمير من أسر الورق وضيق الصفحات الى فضاءٍ الكتروني شاسع، فأقدم على خطوة نوعية أسس منها quot;مدرسة للصحافة العربية الإلكترونيةquot;، و طوال مسيرتها سعت quot;ايلافquot; للتطور عبر الشكل والمضمون فكانت حريصة على أن تدخل في كل مرحلة جديدة بتطور يناسب مستجدات المرحلة وأحدث وسائلها وأدواتها، فكانت ايلاف ديجيال، و مدونات ايلاف، وفيديو ايلاف، ثم ايلاف على الفيس بوك وتويتر وغيرها من المواكبة التي لا تنضب وتتطور بتسارع مضطرد.

وفي رؤية بانورامية لأعوام تسع خلت، يرصد متصفح quot;ايلافquot; تطورات مفصلية في انجازها حيث أخذت على عاتقها ان تكون ساحة كبرى للرأي والرأي الآخر وكانت منبرا حرًّا لردود القراء؛ تنقل لهم المعرفة والمعلومة دون تدخل quot;مقص الرقيبquot; الاجتماعي أو السياسي أو الديني، فاخترقت أخبارها وتقارير مراسليها quot;محظورquot; المجتمعات العربية ولا سيما الخليجية منها، وساهمت في تحريك الركود الفكري وخرجت من اطار quot;التعليب الخبريquot;، وبثبات خطّت قيمها الانسانية عبر استقطاب كُتَّاب طالما استبعدت صحافة quot;تمسيح الجوخ quot; مقالاتهم، ولطالما طارد رجال quot;أمن الدولةquot; تحركاتهم، فكانت متنفسًا حقيقيًا لأولئك الذين آمنوا ان نهوض الانسان لا يكون إلا برؤية الواقع كما هو لا كما نتخيله، وعبّرت بفهم وإدراك للأحداث عن أولويات الانسان والتعريف باحتياجاته وقضاياه، ونبهت إلى مستجدات طارئة واكبت التنمية، فكانت مرآة حقيقية واضحة لمجتمع مصاب بالغثيان من حاضره وقلق من غده، حتى بات القارئ شريكاً فيها من خلال مراسلاته وردوده، وربما انفردت quot;ايلاف quot; في عرض أقسى الردود وأعنف النقد بحق إدارتها ومحرريها وكتابها. وكانت أسرة التحرير تتعامل بانفتاح مميز مع جميع الآراء لإيمانها العميق ان النقد أساسي في بناء الوعي وتطوره.


منذ صدورها الاول واكبت quot;ايلافquot; هموم الشباب ومشكلاتهم الحقيقية في مفاصلها الأساسية وفي تفاصيلها اليومية، وكانت ملتصقة بقضاياهم ولعل أكثرها إلحاحا هو كفرهم بمضمون quot;الجرائدquot; والاعلام quot;الرسميquot; الذي صادر المال حرية أصحابه فتحول الى quot;إعلام جدارquot; وquot;جرائد حائطquot; تعرض البيانات الصحفية الصادرة عن اصحاب النفوذ ومنبرًا لأخبارهم quot;الرسميةquot;.


تدخل quot;ايلافquot; اليوم عامها العاشر وهي أكثر إصراراً وحماسة للعهد الذي التزمته وهو نشر الوقائع دون أدنى تجميل أو ترقيع عبر الولاء الأول والأخير لحريّة الانسان، راسمة جوهر نظامها بالمصداقية والحياد النسبي والشمولية قدر الامكان، في محاولة دؤوبة لاحترام القارئ الذي تستمد منه رونقها وتألقها حتى صارت زاده الاخباري كل صباح؛ فسارت في طريق لا اصفه بquot;الهادفquot; وحسب بل بالمنفتح لبناء عقل مبدع حرّ عارٍ ووعي مستنير، حاملة رسالتها بإتقان وتجرد ولا تزال كما بالأمس عارية عن كلّ تبعية.
http://marwa-kreidieh.maktoobblog.com/