هي لمسات من الوفاء ولحظات من الحب هي تلك التي يمنحها الإنسان إلى من يحب، منتهزا فرصة او مناسبة ما، وفرصة احتفال إيلاف بعيدها العاشر لا أود أن تفوتني دون أن أتوجه إليها بباقة ورد وشكر علي إتاحتها تلك الفرصة العظيمة لكتابة عشرات الموضوعات فيها بكل حرية وصراحة ودون أي تدخل في التغير أو التبديل حتي أصبحت مثالا لديمقراطية الكلمة وحرية التعبير دون ادني شك في ذلك.

كانت تجربة إيلاف قبل تسعة سنوات تجربة مثيرة ومغامرة مجهولة، إلا أنها أثبتت بعدها مدي صواب وحدس ناشرها ومؤسسها الأستاذ عثمان العمير، وكأنه كان يقرأ ما ستؤل إليه الصحافة المستقبلية في ظل التقدم التقني الكبير في عالم الإنترنت والحاسوب، وهكذا أصبحت إيلاف اهم صحيفة إلكترونية مقروؤه في العالم العربي تتمتع بالتنوع الكبير والخبرة والمصداقية في وقت تتجه فيه وتتحول الصحافة المطبوعة إلى عالم صحافة الديجتال، لأسباب عديدة اهمها ما وفرته تقنيات الإنترنت من السرعة الشديدة في قراءة ما تريد وربما دون أن تدفع بنسا واحدا إضافة إلى الأزمات الاقتصادية العالمية التي طالت أيضا في جوانبها السلبية الصحافة المطبوعة والتي جعلت بعض الصحف تقفل أبوابها متضررة من تلك الأزمة.

علي الصعيد الشخصي كانت إيلاف تجربة هامة لي في عالم الصحافة الرقمية، ففيها عرفت تقيم سريع لما يمكن ان يكتبه الصحفي فيها، و ذلك لتلك السرعة غير العادية في انتقال ما تكتبه فيها الي المنتديات وصفحات القراء، او ان يحتفظ به بعض القراء في ملفاتهم الخاصة او طباعة ما يشاؤون بكل سهولة ويسر، وهو ما يثبت ان الاهتمام بقراءة إيلاف من قبل شريحة كبيرة من مستخدمي الإنترنت العرب امر حقيقي، كذلك فإن أسلوب التعامل فيها هو جدي ومهني يتم بشكل محترم ليس فيه ثرثرة فارغة ولا فلسفة ساقطة، فيه كثير من العمل الجاد مع التمتع الكامل بالحرية،لا أحد يرسم لك أسلوب للتعامل أو العمل فأنت حر في اختيار الموضوعات والأخبار، تبقي سطورك كما هي لا يحدث لها تبديل أو تغير وتنشر كما هي.


إن ثورة إيلاف الاليكترونية سوف تتضاعف وتتزايد وتتقدم بتقدم تقنية الإنترنت في خلال السنوات القليلة القادمة، وان إعطاء الفرصة لتفاعل القارئ العربي مع الكاتب عن طريق نشر تعليقة الذي يتضمن رأيه بكل حرية هو أمر سيضاعف القارئ، ولا شك أن إيلاف تحرص علي نشر التعليق أحيانا بكل ما يتضمنه من نقد لاذع احتراما للقارئ.

المتابع لإيلاف يعرف أنها جريدة إلكترونية شديدة التنوع ولا تقف موضوعاتها علي تيار معين فصفحاتها الاليكترونية متعددة ومتنوعة باحترافية عالية، وفيها تجد كل الأذواق وكل الاختيارات،وهي متجددة علي مدار الساعة وتغطي أخبار العالم والعالم العربي من مختلف الجوانب سياسية اجتماعية ثقافية علمية.
لقد أصبحت أبواب صحيفة إيلاف متطورة في الفترة الأخيرة جدا، فالثقافة دائما متجددة ويلهث القارئ وهو يتابع أخبارها سريعة التجدد.. واهتمام إيلاف بالبيئة تزايد في الفترة الأخيرة، وكل أبوابها الأخري الصحية والفنية والعلمية والسياسية مفيدة وجذابة، أجمل ما فيها أيضا هو انتشار مراسليها وكتابها علي أجزاء كبيرة من سطح المعمورة، وهم يحملون ثقافات عديدة متباينة أعطت لإيلاف نكهة ومذاق لا يمكن أن تجده في أي صحيفة أخري.

أتمنى أيضا في عيدها العاشر في عقد لقاء سنوي لمحريرها المتنوعين والمنتشرين عبر أرجاء الكرة الأرضية، لآن مثل هذا للقاء سيكون فرصة ذهبية للتعرف علي تلك الطاقات الإبداعية الخلاقة وإدارة المجلة المتنورة صاحبة هذا المشروع الرائع العملاق.