غامبيلا: وصل زعيم التمرد في جنوب السودان رياك مشار السبت الى مطار غامبيلا، غرب اثيوبيا الذي سينطلق منه الى جوبا، ليتسلم منصب نائب الرئيس، بموجب بنود اتفاق سلام، كما ذكر مراسل لوكالة فرانس برس.

ينتظر مشار في غامبيلا موافقة حكومة جوبا على التوجه الى عاصمة جنوب السودان. ويقول ديبلوماسيون ان مراقبين دوليين قد تحققوا من كمية الاسلحة التي ينقلها الحرس الشخصي لرياك مشار معهم الى جوبا. واعلن رياك مشار انه لا يعرف كيف سيستقبلونه في جوبا، عاصمة جنوب السودان التي يسيطر عليها منافسه الرئيس سالفا كير.
&
وقال للصحافيين "لا اعرف"، واضاف "لا اعرف لماذا يتعين علي طلب الاذن بالهبوط". وكان من المقرر ان يعود مشار الى جوبا في 18 نيسان/ابريل، لكن هذا الموعد ارجىء مرارا، بسبب الخلاف على كمية الاسلحة التي يستطيع حراسه نقلها معهم الى العاصمة.
&
واوضح نجري رومان المتحدث باسم الزعيم المتمرد، ان رياك مشار "جاء الى مطار غامبيلا، وهذا يؤكد اننا مستعدون للذهاب الى جوبا (...) اذا لم نذهب الى جوبا، فسيعرف الناس من هو العقبة امام اتفاق السلام".

وكان وزير الاعلام مايكل ماكوي صرح في وقت سابق "لن تتم العودة اليوم"، موضحا ان الحكومة لن تجيز عبور طائرة مشار التي ستقلع من اثيوبيا، قبل ان يتحقق المراقبون الدوليون من عدد الاسلحة التي سيجلبها المتمردون المرافقون له.

وافاد المتمردون الموجودون في مطار غامبيلا في اثيوبيا انهم مستعدون للاقلاع ما ان يحصلوا اعلى الاذن بذلك. وقال مراسل فرانس برس في مطار غامبيلا ان المتمردين يشعرون بالانزعاج بعد ايام من الانتظار للمغادرة.

وحض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة رياك مشار على العودة "بلا تاخير" الى العاصمة جوبا، حيث من المقرر ان يستلم منصب نائب الرئيس ويعمل على تشكيل حكومة انتقالية.

وطلب بان كي مون من مشار العودة الى عاصمة بلاده المدمرة بسبب الحرب الاهلية "من دون مزيد من الشروط التي يمكن ان تقوّض عملية السلام الهشة وتمدد آلام شعب جنوب السودان". وتعكس الصعوبات التي تلقاها الحكومة والمعارضة في الاتفاق على شروط عودة مشار التي تؤجل كل يوم منذ بداية الاسبوع، الارتياب العميق بين الطرفين.

وتشعر الامم المتحدة والقوى الكبرى بالقلق من ان تفشل هذه المماطلات عملية السلام في بلد خلفت فيه الحرب الاهلية التي اندلعت في كانون الاول/ديسمبر 2013 عشرات آلاف القتلى واكثر من 2,3 مليون نازح.