فاز برنامج ألفاغو للذكاء الاصطناعي، الذي صممته شركة ديبمايند التابعة لشركة غوغل للتكنولوجيا، على بطل العالم في لعبة غو الصينية كي جي.

وحقق ألفاغو الفوز بعد تغلبه في المباراة الثانية، ضمن منافسة من ثلاث مباريات. وقال ديميس هسابيس، مؤسس شركة ديبمايند التابعة لغوغل ومبتكرة برنامج ألفاغو، إن اللاعب كي جي لعب "بإتقان" ودفع برنامج ألفاغو إلى استخدام أقصى إمكانياته.

وقال اللاعب الصيني كي جي بعد هزيمته للصحفيين: "أشعر بالحزن نوعا ما. إنه قليل من الأسف لأني اعتقد أنني لعبت على نحو جيد جدا".

ولعبة غو لعبة صينية قديمة ومعقدة للغاية، وهي شبيهة بالشطرنج، وتعتبر أكثر صعوبة للحواسيب من الأخيرة.

الصيني كي جي بطل العالم في لعبة غو
Reuters
استسلم كي جي في نهاية المباراة

صنع الشاي

وبنى برنامج ألفاغو مهارته في تلك اللعبة عبر دراسة مباريات سابقة، ولعب آلاف المباريات ضد نفسه. وتقول الشركة إن هدفها النهائي هو نشر برامجها للذكاء الاصطناعي في "مجالات الطب والعلوم".

وقال البروفيسور نويل شاركي، عالم الحاسوب في جامعة شيفلد، إن الطريق لا يزال طويلا أمام ابتكار ذكاء اصطناعي عام، يمكنه القيام بالمهام الفكرية للإنسان.

ويضيف: "إنه إنجاز لا يصدق، وكان معظم الخبراء يعتقدون أن فوز ألفاغو في لعبة غو لن يتحقق قبل عشرين عاما، ولذلك فإن شركة ديبمايند تقود هذا المجال، لكن هذا الذكاء الاصطناعي لا يمتلك ذكاء عاما. إنه لا يعرف ما إذا كان يلعب مباراة، ولا يمكنه أن يصنع لك كوبا من الشاي بعد ذلك".

ويقول البروفيسور نيللو كريستيانيني، من جامعة بريستول: "إنها آلات تتعلم على أرض الواقع، وثبت أنها أصبحت ذات قدرات عالية، لكنه ليس ذكاء عاما. لم يبتكر أحد هذا بعد".

ويرى كريستيانيني أنه على الرغم من أن المنافسة على صعيد الألعاب شيئ جيد، إلا أنها لا يجب أن تحكم نظرتنا إلى مستقبل علاقتنا بأجهزة الذكاء الاصطناعي.

ويضيف: "يجب أن نركز على الأشياء الجيدة، التي يمكن أن نحصل عليها من تلك الآلات، وأن نحذر خلق مواقف نضع فيها أنفسنا في منافسة مباشرة مع تلك الآلات".

ويتفق الخبيران على أن مثل تلك الأنظمة الحسابية يمكن تطبيقها في مجالات أخرى، مثل الرعاية الصحية.

وبدأت شركة ديبمايند بالفعل العمل مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، من أجل تطوير تطبيقات وأدوات أخرى للمساعدة في تشخيص الأمراض.