صنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) موقع لوسير للنظام البيئي شمالي جزيرة سومطرة في أندونيسيا ضمن التراث الإنساني، وهو واحد من أكبر الكتل المفردة الممتدة للغابات الاستوائية المطيرة التي بقيت في مجمل الجنوب الشرقي من آسيا.

ويعيش في هذه المنطقة أيضا قرود برتقالية اللون تعتبر من بين أكثر الأنواع المهددة بالانقراض في المنطقة.

وبالرغم من إضفاء اليونسكو وضع الحماية على موقع لوسير، فإنه يتعرض لتهديدات مستمرة بسبب انحسار الغابات لصالح إنشاء مزارع زيت النخيل، الأمر الذي يؤثر على النظم البيئية الهشة ويعرض للخطر الكبير الحياة البرية التي تميز المنطقة.

المصور تشارلي دايلي سافر إلى جزيرة سومطرة لتوثيق الجهود المبذولة لتحديد أماكن وجود القردة ذات اللون البرتقالي المعرضة للخطر الداهم.

تعد الغابات الاستوائية المطيرة الموطن الطبيعي الذي تعيش فيه القردة ذات اللون البرتقالي. وتعيش نسبة كبيرة من هذه القردة في حدود منطقة لوسير إذ تكثر في المستنقعات التي تنتج السماد الطبيعي.

وعندما انتقلت إلى المنطقة شركات مختصة في إنتاج زيت النخيل، اختفت مساحات واسعة من الغابات لإفساح المجال لمزارع زيت النخيل. ولجأت هذه الشركات إلى زراعة أشجار النخيل في المناطق المغمورة بالمياه، ومن ثم أقامت القنوات لامتصاص المياه. ونشأ عن هذا الوضع تهجير القردة التي كانت تعيش في المنطقة بسبب إحراق الأشجار الباسقة.

وتُستخدم زيوت النخيل في نحو 50% من منتجات المحلات التجارية سواء كانت مواد غذائية أو وجبات خفيفة أو مستحضرات التجميل أو منتجات صيدلانية.

قضى الدكتور إيان سنغلتون، مدير برنامج حفظ قردة سومطرة، أكثر من 20 عاما في هذه المهنة؛ إذ كرس حياته لحفظ هذه الحيوانات. ويعني ذلك ضمن أمور أخرى مصادرة القردة التي تُتخذ حيوانات منزلية أليفة وإعادة إطلاقها في الحياة البرية.

وعكف الفريق الذي يديره الدكتور سنغلتون أيضا على إنقاذ وتحديد أماكن وجود هذه القردة التي أضحت معزولة عن موطن نشوئها في الحياة البرية. وعندما يتم إعادة تأهيلها، تطلق مرة أخرى في الحياة البرية لتعيش حرة في الغابات.

ويسعى الفريق إلى إنشاء أقمار اصطناعية تشرف على تناسل هذه القردة على أمل حماية هذا النوع من الانقراض. وأطلق الفريق حتى هذا التاريخ أكثر من 350 قردا في هذه الأماكن الجديدة.

وقد تناهى إلى علم الفريق الميداني وجود أم ورضيعها في منطقة تنطوي على مخاطر جسيمة على هذه القردة، وهي من المناطق التي تشهد انحسارا كبيرا في امتداد الغابات بلوسير.

ثم حُدِّد مكان وجود الأم ورضيعها في جزء صغير من الغابة المحاطة بمزارع زيت النخيل. وتمكن الفريق من شل حركة الأم ورضيعها عن طريق التخدير ونقلت بسلام إلى موقع آمن في الغابة حيث أطلقتا في البرية.

وقال الدكتور سنغلتون، عند إطلاق الزوجين في البرية، إن قردة سومطرة ستنقرض لا محالة إذا لم يتم حماية النظام البيئي في منطقة لوسير.