&
&
لم يكن احد اباطرة اليونان خاطئا عندما قال وهو يحتضر(سأنضم للأغلبية) مثلما اشتعلت اسئلة الكاتب البريطاني كولن ولسن بوميض حاد حين قال لماذا نحن احياء .. ولماذا نستمر في الحياة (ان الحياة وهم هائل يجثم على عقولنا بلا مقاومة او همسة خافتة متمردة)&
لكن اي سبيل للمقاومة؟ والذهن يتوقف عن التفكير بعيدا عن الحجج والبراهين ، و الكاتب ايضا يرى ان الانفتاح والغور في عمق الاسئلة عن المصير البشري هو السبيل الناجع بدلا من غموض العقائد و(حكايات عن الجنيات والمعجزات ) ومثل (كيركارد) ازاح سياج القاعدة الخربة مشيرا الى ان الحياة تقريبا بلا معنى!&
قبل ولسن بألاف السنين وقف كلكامش خائفا من مصير يبدو خاطفا كالحلم وصاعقا وهاويا كنجم ليذهب في رحلة يعبر بها بحور الموت وصورة انكيدو تطارده اين سيجد عشبة الخلود؟
&وكان جواب اتونابشتم الحكيم الذي نجا من الطوفان قاسيا ومخيبا لكلكامش في تلك العبارة الخالدة (ان الحياة التي تبغي لن تجد)&
&ومثل كلكامش فشلت ايضا الاله بيرسيفون في تحقيق الخلود لانها اكلت حبوب الرمان نيئة في العالم الاخر!!! &
&وكانت فكرة موت الاله والعودة ثانية حاضرة في قصيدة اليوت الشهيرة (الارض الخراب)&
والسياب بلور احساسه الكارثي بالموت مثله الشاعر امل دنقل في حياتهما التي انتهت بموت مبكر وبفلسفة الانتصار على الموت ..
وفي رحلة القراءة للأساطير الافريقية عن الحياة والموت التي كتبها الكاتب اولي بيير وترجمها الاستاذ كاظم سعد الدين يصف الكاتب بان تلك الاساطير ثرية (وفيها اجوبة الانسان على مشكلة الحياة والموت) لكن ما الذي تطرحه تلك الاساطير وعن الاله الذي خلق البشر والغابات وجعل السماء قريبة حتى يتناول الانسان غذائه منها ....&
هذه الاساطير تحمل الكثير من الالغاز والاسرار وخصوبة المعنى وهم يعترفون بان (في البدء لم يكن شي لا الانسان ولا الحيوان ولا نبات ولا شيء ، لاشي سوى الاله الذي اسمه تزامي) *
مايعنينا في موضوع الاساطير الافريقية هنا هو موضوع طريف لكنه يعبر عن رغبة الانسان في الخلود فيقول اولي بيير في (اسطورة من الايبو نايجيريا)&
(عندما جاء الموت الى الدنيا اول مرة ارسل البشر الى جوكو يسألونه اذا كان باستطاعة الموتى العودة للحياة وذهابهم الى ديارهم الاولى) واختاروا الكلب ممثلا عنهم لكن الكلب لم يذهب مباشرة الى جوكو فقد تلكأ في الطريق وسمع ضفدع الطين رسالة البشر واراد ان يعاقب البشر فسبق الكلب الى جوكو وقال خلاف ما اراده البشر في البقاء احياء للابد ... اعلن بعدها جوكو انه سيحترم رغبتهم!! وعندما وصل الكلب ناقلا رسالة البشر! رفض جوكو بشدة ان يبدل قراره وان الموت يسري على الجميع&
&الموت مرعبا ومخيفا حتى للقبائل البدائية التي تؤمن بسطوة البرق وعبادة النار والمطر ... مثلما ادعت قبيلة كونو الى ان الموت هو القوة الاصلية في العالم وقد وجد قبل الله!!
او مثلما تعتقد اسطورة من ايفيك ان الاله أباسي عندما خلق الانسان (خشي ان يكون ندا له) *
&و قبائل ايجاوا تؤكد على الانسان ان (يقرر مصيره قبل مجيئه الى العالم) مثلما تعتقد ايضا ان الانسان الاسطوري (يحاور الحيوانات وقد يعيش في البحر او السماء)
&لقد ايقن الانسان بان الخلود (وهم) وأن الموت هو الحقيقة الخالدة&
&