&&
قبل زهاء 20 عاماً سُرقت لوحة ثمينة في ظروف غريبة من غاليري في مدينة بياتشينزا شمالي ايطاليا. &وحتى الآونة الأخيرة كان الأمل معدوماً باستعادتها ولكن الشرطة تلقت معلومات جديدة محيرة وتعتقد الآن ان اللوحة ستعود الى المدينة في غضون اسابيع أو أشهر. بدأ لغز اللوحة المسروقة حين اختفت لوحة بعنوان "بورتريه سيدة" من غاليري الفن الحديث في المدينة فيما تُرك اطارها المذهب على سطح الغاليري. &وحدثت السرقة في 22 فبراير/شباط 1997. &وكانت "بورتريه سيدة" موضوع دراما من نوع آخر قبل عشرة اشهر على سرقتها عندما لاحظت طالبة الفنون كلوديا ماغا (18 عاماً) وهي تقلب اعمال الرسام غوستاف كليمت الكاملة ان هناك شهباً كبيراً بين المسروقة وعمل مفقود منذ زمن طويل انجزه كليمت في عام 1912 وهو لوحة بعنوان "بورتريه سيدة شابة". وتوصلت ماغا الى ان "بورتريه سيدة" تخفي تحتها لوحة اخرى هي "بورتريه سيدة شابة". وحين أُخضعت اللوحة الموجودة في الغاليري لسلسلة من الفحوص بالأشعة السينية في مستشفى المدينة ظهرت حقاً ملامح عمل سابق تحت سطح اللوحة المعلقة في الغاليري. &وكانت قصة هذه اللوحة هي المفاجأة الثانية. &فان كليمت هام بحب شابة من فيينا سرعان ما اصبحت مصدر الهامه. &وحين توفيت بصورة مفاجئة رسم بورتريه فوق صورتها لينسى ألم فراقها. &ولكن اللوحة فُقدت يوم اقامة معرض خاص لها. &وإزاء هذه السرقة الغريبة اتصلت الشرطة الايطالية بلص سيئ الصيت اختصاصه سرقة الأعمال الفنية طالبة مشورته ولكنه لم يتمكن من مساعدتها. &وفي 1 ابريل/نيسان 1997 اعترضت شرطة الحدود طردا على الحدود الايطالية ـ الفرنسية في منطقة فينتيميليا. &وكان العنوان المكتوب على الطرد هو عنوان رئيس الوزراء الايطالي السابق بنيتو كراكسي الذي كان وقتذاك هارباً من وجه العدالة في منتجع الحمامات في تونس. &وحين فتحت الشرطة الطرد وجدت داخله لوحة للرسام كليمت. & &
بدت اللوحة مقنعة ولكن رائحة الزيت كانت طازجة. &فهي لم تكن اللوحة الأصلية بل نسخة متقنة منها. &وتوصل غاليري الفن الحديث الى ان اللوحة الأصلية فُقدت للأبد وأُغلق ملفها حتى عام 2013 عندما قامت الشرطة الايطالية بمحاولة أخرى لمعرفة هوية الشخص الذي ترك أثراً من بصمة اصابعه على اطار اللوحة ولكن بلا جدوى. في صيف 2016 بادر صحفي محلي الى ترتيب لقاء بين المحقق الجديد في القضية الكولونيل لوكا بيترانيرا ولص لوحات تعرف اليه في احدى حانات بياتشينزا الكثيرة. &واتضح ان هذا اللص كنز من المعلومات. قال اللص للكولونيل انه الرجل الذي اتصل به المحققون الأصليون طالبين مشورته في عام 1997 حين كانوا يبحثون عن سارق اللوحة. &ثم اعترف بأنه في الحقيقة اللص الذي سرق اللوحة وترك اطارها على سطح الغاليري لتكون مفاجأة. &ثم اوضح ان ما سرقه في ذلك اليوم كان في الحقيقة نسخة. &
&
فماذا حدث للوحة الأصلية؟
قال اللص العجوز الآن بفخز للصحفي ماكس باراديسو حين التقاه في احد مقاهي بياتشينزا انه سرق اللوحة الأصلية قبل ان يلاحظ احد اختفاءها بأشهر. فبعد اشهر على اكتشاف اللوحة التي رسم عليها كليمت بورتريه حبيبته الراحلة ثم بورتريه سيدة أخرى في حوالي نوفمبر/تشرين الثاني 1996 دخل اللص الغاليري واستعاض عنها بنسخة ، كما يقول. &&
واضاف اللص "لم يطرف جفن أحد ولم يلحظ احد شيئاً. &بل كانت عملية سهلة وحسنة التخطيط من الداخل". وحين سأل الصحفي باراديسو اللص الذي لا يتوقف عن التدخين لماذا وجد من الضروري ان يسرق النسخة ايضاً اجاب انه فعل ذلك لاخفاء حقيقة انها نسخة لأن المعرض الخاص كان سيأتي بخبراء بأعمال كليمت ومن المؤكد ان يكتشف احدهم انها لوحة مزيفة وكان من شأن هذا ان يسبب كارثة لموظف الغاليري الذي ساعده في تنفيذ السرقة ، كما افادت بي بي سي. &ولكن الغريب ان اللص الذي يساعد الشرطة الآن في تحقيقاتها بشأن عدد من السرقات الفنية ، ادعى ان اللوحة ستُعاد في يوم الذكرى العشرين لسرقتها أو بالأحرى سرقة النسخة ، أي في فبراير/شباط 2017. اما كيف يعرف اللص ذلك فهذا لغز آخر. & ذلك ان تاجراً فنياً باع اللوحة مقابل مبلغ كبير من المال والكوكايين ، كما يقول اللص لكنه واثق من تنبؤه بعودة اللوحة والأكثر من ذلك ان الشرطة الايطالية تقول انه قد يكون مصيباً في تنبؤه. الشيء الوحيد غير المتأكدة منه الشرطة بصورة تامة هو &ما إذا كانت اللوحة التي يتعقبون آثارها هي الأصل أو انها نسخة. &ويقول المحققون انهم لن يستطيعوا تأكيد ذلك إلا حين تكون اللوحة بأيديهم.
&