&

&
&
تزامنا مع تسعينية رفعة الجادرجي: المعمار العراقي المعروف، والتي صادفت في السادس من شهر كانون الأول (ديسمبر) 2016، أصدر د. خالد السلطاني كتاباً جديدا مكرساً لمنتج هذا المعماري المجد والرائد، بعنوان "رفعة الجادرجي: معمار". والكتاب صدر في عمان/ الأردن، وتم طبعه في مطبعة "الاديب"، وجاء بـ 552 صفحة من القطع الكبير، وقد تم عمل "غلاف على شكل صندوق" خاص به جاء مميزا وجديدا، يتناسب مع أهمية المناسبة التي يحتفي بها الكتاب. ويعد المؤلف نشر الكتاب، بمثابة ايماء احترام وتقدير لهذا المعمار المجد ولمناسبة تسعينيته. كما يرى نشره مناسبة مواتية للنظر مجدداً في منجز رفعة الجادرجي المعماري الهام، مثلما تحث المناسبة السارة ذاتها الى قراءة، (واعادة قراءة)، ما الفه من كتب تناولت الشأن المعماري والحضاري. ويعبر المؤلف عن غبطته بان يكون" ضمن أولئك العراقيين المحتفيين بهذا المعمار الرائد والحداثي، وبما يليق ومنجزه الطليعي، الذي كرس حياته المهنية لإنجاز خيرة صفحات المنتج المعماري العراقي والاقليمي. مقدما، هنا رؤياه الشخصية، عن سيرة رفعة الجادرجي المهنية، وقيمتها في ترسيخ الحداثة المعمارية في وطننا العراق وفي بلدان الإقليم الذي ننتمي اليه، واهمية ذلك المنجز عالميا.
تنطوي محتويات الكتاب على مجموعة أبواب، طمح المؤلف بها اضاءة منجز المعمار العراقي، واستهلها بالحديث عن عمارة الجادرجي عبر دراسة بعنوان " الحداثة اولاً-الحداثة دائماً" بتلخيص مكثف لخصائص واهمية المنجز المعماري للمعمار العراقي المعروف. يلي ذلك باب خاص عن رؤية نقدية لبعض مشاريع الجادرجي، مصطفاة من "ريبرتواره" المنفذ وغير المنفذ، سعى فيها الى تبيان أهميتها المعمارية سواء كان ذلك على الصعيد المحلي او الإقليمي. انها رؤى شخصية، يمكن ان تضيء للمتلقي عما يمكن ان تمثله تلك المشاريع المعمارية وقيمتها التصميمية. ولكونها "شخصية"، فهي، اذاً، لا تبتغي ان تكون "الكلمة" الأخيرة والصحيحة عن ما انجزه المعمار العراقي، وهي لهذ، طبعا، قابلة للنقاش والجدل حولها وحول اطروحاتها.
يتضمن الباب الثالث، إضافة الى التذكير بمحطات السيرة الذاتية للمعمار رفعة الجادرجي، فانه يتضمن أيضا سرداً "كرونولوجياً" لإعمال المعمار، ويحتوي على عناوين المشاريع المعمارية وامكنتها وتواريخها، مع صور عامة وتفصيلية (ملونة وبالأسود والأبيض)، فضلا على رسوم تفصيلية لمخططات المشاريع واسكيجات المعمار. يلي ذلك "كلمة ما بعد الخاتمة"، وهو نص مكثف وشديد الاختصار في تبيان مسوغات الكتاب واهمية المعمار.
في القسم الثاني من الكتاب، والخاص بالملاحق، سنجد "شهادات" أصدقاء رفعة الجادرجي المعماريين وغير المعماريين، وهم يتحدثون عن الجادرجي وعمارته وعن منجزه الثقافي والمعرفي، كل حسب ما يراه فيه، وما يمثله رفعة له شخصياً. ويعتقد مؤلف الكتاب ان حضور هذه الشهادات في الكتاب، ستكون "فقرة" مكملة لمحتويات الكتاب لجهة تقديم صورة مثقف عراقي مبدع، كما "يراها" الاخرون.&
تظهر المباني التي صممها رفعة الجادرجي في العديد من مدن العراق وكذلك في خارجه، بدءاً من اوائل الخمسينات –وهي بداية فترة نشاطه المعماري، وحتى انقطاعه القسري عن ممارسة عمله التصميمي في نهاية السبعينات (عندما تم ايداعه بالسجن من قبل الحكم الصدامي الديكتاتوري بدواعٍ كيدية)، تظهر تلك المباني، من ان المعمار استطاع بها تجاوز سابقيه وتميزه على معاصريه ومقدرته في التأثير الحاسم على لاحقيه وتلامذته الكثيرين. ان هذه "الثلاثية" التي تكمن في "التجاوز"، و"التمّيز" و"التأثير" التي حققها المعمار عبر انجاز تصميمي لافت سعى الكتاب الى اظهاره وتبيان أهميته.&
وإذ يحتفي الكتاب، بمنتج رفعة الجادرجي المعماري والثقافي، فانه يحتفي بواحد من الرموز المعمارية المهمة في الفضاء الثقافي العربي والعالمي. كما ان هذا الاحتفاء، الذي عبر عنه المؤلف بصدور هذا الكتاب، ينسجم مع اهداف مشروعه الشخصي الساعي لنشر الثقافة المعمارية وتكريم مبدعيها المعماريين وخاصة العراقيين منهم.&
&
بالطبع يحفل الكتاب بصور عديدة، سواء كانت لمشاريع الجادرجي او صور شخصية له، وغالبية الصور الملونة من تصوير المؤلف، حاول في الكثير منها تسجيل "بورتريه" شخصي له على مدى ازمان مختلفة. كما نشد المؤلف ان يكون هذا الكتاب مميزاً ولافتاً في إخراجه، ولهذا بذل جهداً شخصيا كبيرا في إخراجه وترتيب صفحاته الداخلية، وسعى لان يكون اخراج الكتاب بصيغة غير عادية، آملا ان يجد قراء الكتاب قبولاً ومساندة منهم لذلك المسعى.&
&