&
رسم سلفادور دالي لوحات فاقت الخيالات الجامحة وأبدع في مضامير فنية عديدة أخرى عدا الرسم منها النحت والنقش على الخشب والرسوم التوضيحية في الكتب وحتى كتابة السيناريو والهندسة المعمارية،&
وعُرف بتصرفاته الغريبة وغير المألوفة ومنها شاربه الذي اختاره ليشبه شارب نيتشه الذي أعجب به بعد قراءته كتابه "هكذا تحدث زرادشت" وقد حافظ على شاربه حتى يوم مماته. ومنها أيضا أنه وضع سريرا من النوع المستخدم في المستشفيات داخل مكتبة في مانهاتن واستلقى عليه وإلى جانبه أطباء وممرضون وجهاز لقياس ذبذبات عقله. وكان هدف هذا الاستعراض الترويج لكتاب روبرت ديشارن "عالم سلفادور دالي". وقد حصل كل شخص اشترى نسخة من الكتاب على نسخة من تقرير يتضمن تحليلا لذبذبات دماغ هذا الفنان الفريد من نوعه.&
ولكن دالي لم يكن موضوع كتب عديدة فحسب بل ألف هو الآخر رواية عنوانها "وجوه مخفية" وهو ما لا يعرفه الكثيرون. وتدور القصة التي نشرها في عام 1943 باللغة الفرنسية، عن علاقة حب في فترة الحرب العالمية الثانية وعن تدهور أوضاع الأرستقراطية. وتعاون دالي أيضا مع الشاعر فيديريكو غارثيا لوركا في عمل مسرحي.&
نشط دالي في عالم الأفلام أيضا إذ كتب في عام 1928 في باريس سيناريو فيلم "كلب أندلسي" الذي أخرجه الإسباني لويس بونويل. بلغ طول الفلم 17 دقيقة ولم يكن فيه لا كلب ولا أندلس بل مجرد مشاهد غير مفهومة ولا عقلانية تعكس شخصية دالي نفسها. وكتب سيناريو فلما ثانيا هو "العصر الذهبي" في عام 1930 وأخرجه بونويل أيضا وكان بمستوى الأول من ناحية الغموض واللاعقلانية. &
كتب دالي ما يشبه اليوميات أيضا وأصدر في باريس في عام 1964 "يوميات عبقري" وتغطي الفترة ما بين 1953 و 1963 من حياته وجاءت اليوميات لتكمل سيرة ذاتية سابقة صدرت بعنوان "حياة سلفادور دالي السرية".
عندما كان دالي مراهقا كان يمضي وقتا طويلا في كتابة قصائد ولكنه انحاز إلى جانب الرسم وتخلى عن الكتابة عدا الرواية الوحيدة في حياته. غير ان دالي نشر كتابا آخر قد يثير استغراب من يسمع به وهو كتاب يتضمن وصفات للطبخ، علما أن دالي كان مغرما بالطبخ وكان يقول أحيانا لإصدقائه إنه كان يفكر في مهنة طباخ عندما كان صغيرا. حمل الكتاب الذي نشر في عام 1973 عنوان "عشاءات غالا" تكريما لزوجته ايلينا ايفانوفا. وكتب دالي في مقدمة الكتاب إن على اولئك الذين يحسبون عدد السعرات الحرارية التي يتناولونها ويحولون متعة الأكل بالتالي إلى شكل من أشكال التعذيب، أن يغلقوا الكتاب في الحال وألا يقرؤوه. ويتضمن الكتاب عددا من الوصفات المفيدة للنشاط الجنسي كما يتضمن رسوما توضيحية بريشته. &
&
إلى جانب ذلك، خط دالي العديد من الرسوم التوضيحية التي نشرت ضمن روائع الأدب العالمي مثل طبعة 1946 من مسرحية ماكبث لشكسبير وطبعة 1969 لأليس في بلاد العجائب وطبعة 1969 من مسرحية روميو وجولييت.
رغم كل عبقريته وتميزه وتفرده لم يحظ دالي بحب الجميع إذ كان في الوقت نفسه محبا للشهرة وللمال وكان يتميز أيضا بغرور واضح حتى أن هنري ميلر وصفه بأنه "أكبر أحمق في القرن العشرين" كما غضب عليه اندريه بروتون وقرر طرده من حركة الفنانين السرياليين فرد عليه دالي بالقول "لا يمكنك طردي فالسريالية هي أنا".