&
ترى من يختبئ وراء شخصية بانكسي، أكثر فناني الشوارع شهرة في العالم وأكثرهم غموضا؟ ظل هذا السؤال يتردد في كل مكان تقريبا، بين مريديه ومحبيه ومتابعيه ومعارضيه فيما طرح البعض فرضيات كثيرة ولكن لم تتمكن أي منها من الرد بشكل جازم على سؤال مهم وهو: من هو بانكسي الحقيقي؟&
أحدث محاولة للإجابة على هذه التساؤلات قام بها صحفي بريطاني يعمل في مجال الصحافة الإستقصائية لصحيفة ديلي ميل إسمه كريغ وليمز إذ بدأ تحقيقا معمقا بهدف الكشف عن حقيقة بانكسي وعن شخصيته الحقيقية ثم نشر نتائج عمله وقال إنه لاحظ أن ظهور أعمال لبانكسي تزامن مع جولات تجريها فرقة موسيقى هيب هوب بريطانية شهيرة أصلها من بريستول، أي مثل بانكسي، إسمها ماسيف أتاك Massive Attack علما أن قائد الفرقة واسمه روبرت ديل ناجا معروف بكونه فنان غرافيتي.
ولكن لا يقتصر الأمر على هذا التطابق فحسب. ففي الأول من آيار/مايو 2010 ظهرت ستة رسومات لبانكسي في شوارع سان فرانسيسكو بعد أيام قليلة من حفلين أقامتهما الفرقة في المدينة في 25 و27 نيسان/ابريل. وعندما توجهت الفرقة إلى تورنتو بعد اسبوع، ظهرت أعمال جديدة لبانكسي في تلك المدينة ثم حدث الشئ نفسه في الحي الصيني في بوسطن. وفي عام 2013، خلال "إقامة" بانكسي في نيويورك لمدة شهر كان يرسم عملا واحدا كل يوم في أحد شوارع المدينة فيما كانت الفرقة في &الفترة نفسها في منطقة مانهاتن بين 28 أيلول/سبتمبر و4 تشرين أول/اكتوبر. &
&
ويؤكد الصحفي أن بانكسي نفذ قبل عشر سنوات رسما في المدينة الأسترالية ملبورن حيث قدمت الفرقة حفلا قبل شهر واحد فقط من يوم ظهور رسم الغرافيتي. وفي عام 2006، خلال جولة في الولايات المتحدة، مرت الفرقة بهوليوود بول في لوس انجلس قبل اسبوع واحد من تنظيم معرض مهم لبانكسي في المدينة، رغم أن المعرض لم يكن قانونيا تماما. ووقعت مصادفة أخرى مهمة في عام 2008 عندما رسم بانكسي 14 غرافيتي في شوارع نيو اورليانز بمناسبة الذكرى الثالثة لإعصار كاترينا فيما شارك ديل ناجا في الوقت نفسه في فلم وثائقي عن الإعصار. &
&
حقا؟؟؟&
ولكن هل يمكننا القول إن الصحفي كشف بالفعل عن شخصية بانكسي الحقيقية؟ الجواب هو بالتأكيد لا. ويقول الصحفي "هناك إشاعات تسري منذ عام 2010 بأن الرسومات التي ظهرت في أميركا الشمالية له ولكن لا يعني ذلك أنه هو من نفذها بل مجموعة من فناني الشوارع تقوم عادة بمتابعة جولات فرقة ماسيف اتاك" ثم يضيف بأن ديل ناجا هو قائد هذه المجموعة.&
وكان باحثون من لندن قد توصلوا إلى ان بانكسي هو روبن غاننغهام الذي درس في بريستول هو الآخر واعتمدوا في التوصل إلى هذه النتيجة على أسلوب حساب علمي يربط بين الأعمال والأماكن التي سكن غاننغهام فيها. ولكن هناك عنصرا آخر ينسف تماما فرضية الصحفي كريغ وليمز وهو فرق العمر بين بانكسي ومغني فرقة ماسيف أتاك الذي كان يلقب ب 3D. ففي مقابلة أجريت في عام 2006، قال بانكسي عن ديل ناجا: "عندما كان عمري عشر سنوات، كان هناك شاب يسمى 3D ينشط بشكل كبير على صعيد الرسم في الشوارع".