يعد مهاجم المنتخب السعودي فهد المولد من أهم الأوراق الرابحة في قائمة المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك واستخدمه كبديل سحري قلب به موازيين المواجهات التي خاضها الأخضر في التصفيات الأسيوية المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018.

لذلك لا غرابة في أن تجد الجماهير تطالب باشراك المولد الذي دائما ما يكون له بصمة واضحة.

اصبح المولد يحظى بثقة فان مارفيك حيث أشركه الأخير في مواجهات تايلاند والعراق واستراليا وخصوصا أمام الامارات، فتعملق على نفسه وسجل هدفا عالميا يشبه الى حد كبير هدف المهاجم الهولندي الشهير ماركو فان باستن في شباك الاتحاد السوفياتي بنهائي كأس أوروبا 1988.

هدف المولد كان فاتحة لانتصار كبير للمنتخب السعودي على نظيره الاماراتي والمحافظة على صدارة المجموعة الثانية برصيد 10 نقاط ، وجعل فان مارفيك يسترجع ذكريات منتخب بلاده.

يبدو أن للسرعة دور كبير في حياة نجم الكرة السعودية فهد المولد، فقد صنع في وقت قصير اسما له في عالم الساحرة المستديرة مع ناديه الاتحاد والمنتخب السعودي، بفضل سرعته العالية واهدافه الحاسمة وايضا فرصه السهلة المهدرة فارتبطت الصفتان بشكل وثيق بالمولد.

انطلق صاحب الـ22 ربيعا مبكرا في صفوف فريق الاتحاد وهو في سن الثامنة عشرة، حيث بدأت مشاركته بصفة اساسية مع الفريق الاتحادي في موسم 2012-2013.

ومن أول مواجهة شارك فيها استطاع إحراز هدف ثمين في مرمى فريق غوانغجو الصيني في وقت حاسم، نقل به الاتحاد إلى الدور نصف النهائي من دوري ابطال آسيا، وهو الهدف الذي كان بمثابة بوابة عبور للاعب إلى قلوب الجماهير وإعلان صريح عن قدومه إلى الساحة الرياضية.

وفي نفس العام قاد فريقه إلى تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للابطال، والتي تعد اخر بطولة حققها الفريق الاتحادي بعد أن قررت الإدارة حينها الاعتماد على اللاعبين الشباب واستبعاد العديد من نجوم الفريق في تلك الفترة إثر مرحلة اقصاء النجوم في منتصف 2013 واطاحت باسماء ذهبية في الفريق مثل القائد محمد نور ومناف ابو شقير وصالح الصقري ورضا تكر وغيرهم من الاسماء التاريخية في الفريق.

ومع خوف الجماهير الاتحادية من انهيار الفريق بعد رحيل هذه الكوكبة، المولد استطاع أن يكون أحد العناصر الشابة الفاعلة التي أعادت الفريق سريعا للبطولات.

 صديق ميسي 

وكما كانت انطلاقته سريعة في ناديه كان الوضع كذلك في المنتخب السعودي بعد أن ضمه المدرب الهولندي فرانك ريكارد إلى قائمة الأخضر، ووضعه اساسيا في اللقاء الودي الشهير الذي جمع المنتخب السعودي بمنتخب الارجنتين بكامل نجومه وعلى رأسهم افضل لاعب في العالم ليونيل ميسي والذي كانت مصافحته للمولد مميزة بحركة "غمزة العين"من المولد والتي تلازمه حتى الآن من جانب الجماهير التي تحب أن تطلق عليه لقب "صديق ميسي".

 أبرز ما يميز فهد المولد كلاعب سرعته العالية وتسديداته القوية وقبل ذلك روحه القتالية والتي تنعكس على الفريق بما يبثه من حماس ورغبة دائمة في الفوز في نفوس زملائه، الا ان هذا الحماس منه يعتبر أيضا من أبرز عيوبه حيث يعد من أكثر اللاعبين إضاعة للفرص السهلة أمام المرمى والتي تقلل كثيرا من اسهمه كلاعب.

وهذا ما كان سبب العلاقة المتأرجحة بينه وبين جماهير ناديه حيث من السهل أن تجده وانت تتابع مباريات الاتحاد وردة فعل جماهيره بمثابة النجم الأول بعد نهاية مباراة، وفي المباراة التالية تسمع الاصوات تطالب بإلغاء عقده بسبب الفرص السهلة التي اضاعها وحرمت الفريق من فوز مستحق.

 إلا أن الجميع يتفق بأن فهد المولد عندما يسجل أو يضيع يكون هو من بحث عن الفرصة وقاتل لخلقها لنفسه فهو يملك القدرة على تحويل كرات ميتة هجوميا لهجمات خطرة بسرعته وقتاله على الكرة إلى أخر لحظة دون استسلام.