يعاني المصري يوسف حسام، لاعب كرة المضرب الشاب (19 عاما)، وهو العربي والافريقي الوحيد المصنف ضمن أول مئة لاعب شاب لما دون 20 عاما، للعثور على راع يضمن له مستقبلا في لعبة احترافية شديدة التنافس.

يحتل حسام المرتبة 334 ضمن تصنيف لاعبي كرة المضرب المحترفين، والمرتبة 22 لمن هم دون 20 عاما، بحسب تصنيف رابطة محترفي كرة المضرب العالمية ("آي تي بي").

وحصد اللاعب المصري ألقابا عدة في بلاده، وأحرز بطولة افريقيا للشباب ثلاث سنوات تواليا منذ العام 2014، في منافسات تواجه خلالها مع لاعبين من العشرة الأوائل عالميا في فئته العمرية.

في باحة حرم جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بمدينة 6 أكتوبر غرب القاهرة، يمضي يوسف وشقيقه الأكبر كريم الجزء الأكبر من وقتهما في ملعب كرة المضرب، وأكثر من الوقت الذي يمضيانه في قاعات كلية اللغات في الجامعة حيث يدرسان اللغة الانكليزية.

ويقول حسام مبتسما، ان دراسة الانكليزية "هي الأقل تقييدا فيما يتعلق بحضور الفصول".

اختار حسام ذو الجسد النحيل والشعر الأسود، مزاولة كرة المضرب في بلد تعد كرة القدم فيه اللعبة الشعبية الأولى دون منازع. 

ويقول "لقد أعجبتني فكرة أن امارس لعبة لا يمارسها الكثيرون"، مشيرا الى انه يحلم بأن يتمكن يوما من خوض منافسات بطولة ويمبلدون الانكليزية، ثالث البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب.

سار يوسف على خطى شقيقه كريم في مغازلة الكرة الصفراء منذ سن مبكرة، مشيرا الى ان "(السويسري) روجيه فيدرر هو نجمي المفضل ولكن يظل شقيقي الأكبر هو مثلي الأعلى".

برزت موهبة الأخ الأصغر بشكل سريع، وجعلت التلميذ يتفوق على الأستاذ، لاسيما وانه يتدرب بانتظام في فرنسا.

ويرى كيري أباكار مدرب اللاعب المصري في أكاديمية "موراتوغلو" في مدينة نيس الفرنسية، ان يوسف قادر على ان يصبح في مصاف اللاعبين البارزين "لديه أسلوب فني أعلى من المعدل، وقوة هائلة" في ضرباته، مضيفا ان ذلك "ليس كافيا لأن يصبح لاعب كرة مضرب، فهو يحتاج إلى هيكل تنظيمي ورعاة على المستوى نفسه".

- دعم غير كاف -

ويقول ماريوس بارزيو مدرب كرة المضرب في الجامعة، وقد بدا عليه الحماس "منذ ثلاث سنوات حققت فوزا على يوسف بستة اشواط مقابل لا شيء، أما اليوم يحدث العكس فهو يتطور بشكل مبهر".

ويضيف بارزيو الذي يشارك حسام اللعب أحيانا "يمكن أن يصبح يوسف بين أفضل مائة لاعب على مستوى العالم ولكنه يواجه تحديا في أن يجد الدعم المالي المناسب القادر على ان يجعل منه نجما".

بيد أن الشركة اليابانية الشهيرة "يونيكس" والمتخصصة في انتاج ما يحتاجه لاعبو كرة المضرب، توفر الملابس والمعدات ليوسف حسام.

ويوضح وكيل الشركة اليابانية في مصر شريف نافع "نبحث عن الشبان ذوي الامكانات الكبيرة. عندما اقترحنا يوسف حسام، وافقت شركة +يونيكس+ على الفور".

على المستوى الشخصي، لا يبدي حسام الكثير من الشكوى. فهو يقيم في منطقة راقية من العاصمة المصرية، يقود سيارة من طراز "جاغوار" ويحاول المضي في مسيرته معتمدا على ثروة والده الذي يملك شركة كبيرة تعمل في مجال التأثيث.

الا ان ثروة عائلة بورجوازية لا تكفي لمواجهة القدرة المالية لرعاة الكبار في كرة المضرب، اذ يحتاج محترفو اللعبة الى مدرب جيد بدوام كامل، وفريق محيط به وطبيب شخصي ومدرب للياقة البدنية، وذلك من أجل ان "تسير الأمور بشكل صحيح"، كما يقول اللاعب.

ويتابع حسام أن اتحاد كرة المضرب المصري يساعده "بقدر ما يستطيع. فقد تحسنت الأمور مؤخرا ولكنها لا تزال غير كافية"، مشيرا الى انه تلقى العام الماضي ما بين خمسة آلاف وستة آلاف جنيه من الاتحاد، أي ما يوازي 300 يورو فقط، وهو مبلغ لا يذكر على صعيد الاحتراف أو بالنسبة الى لاعب يأمل في ان يصبح من ضمن الكبار.

الا ان يوسف حسام يبقي على آماله "أنا متفائل والأمور تسير على ما يرام بالنسبة إلي"، مؤكدا ان هدفه هو ان يصبح بين المصنفين المئة الأوائل عالميا، وهو انجاز لم يحققه أي لاعب مصري منذ اسماعيل الشافعي في السبعينات من القرن الماضي.