حض لاعب وسط المنتخب الإسباني لكرة القدم أندريس انييستا، وفريقه برشلونة الكاتالوني، على الحوار للوصول الى حل للازمة القائمة بين السلطة المركزية في اسبانيا وإقليم كاتالونيا، في أعقاب استفتاء الاستقلال الذي أجراه الأحد على رغم المعارضة الشديدة لمدريد.

وحاولت الشرطة الاسبانية منع إجراء الاستفتاء بالقوة، ما أدى الى صدامات مع سكان الاقليم جرح بنتيجتها المئات. ولوحت سلطات كاتالونيا بإمكان إعلان استقلال الاقليم الأسبوع المقبل.

وانعكست التشجنات على الرياضة الاسبانية لاسيما في الاقليم الذي يعد برشلونة أبرز أنديته الرياضية، والذي شكل قلب دفاعه جيرار بيكيه محور انتقادات وصافرات استهجان من مشجعي المنتخب الاسباني الذي يخوض هذه الايام الجولتين الاخيرتين من التصفيات الأوروبية المؤهلة الى مونديال روسيا 2018.

وفي حسابه على موقع فيسبوك كتب انييستا "لم يسبق لي أن علقت علنا على أوضاع معقدة لهذه الدرجة وتنطوي على مثل هذه المشاعر المتنوعة، لكن هذا الوضع الذي نواجهه استثنائي".

وتابع قائد برشلونة البالغ من العمر 33 عاما "أمر واحد أعرفه على وجه اليقين: قبل أن نلحق ضررا أكبر، يجب على المسؤولين عن كل ذلك اجراء حوار. قوموا به من أجلنا جميعا. نستحق العيش بسلام".

ويتحدر انييستا الذي سجل هدف الفوز لاسبانيا في نهائي مونديال جنوب افريقيا 2010 ضد هولندا، من كاستيا-لا مانشا في مقاطعة الباسيتي (وسط اسبانيا)، لكنه انضم الى النادي الكاتالوني حين كان في الثانية عشرة من عمره.

وأتى موقف انييستا قبل ساعات من المباراة المقررة مساء الجمعة بين المنتخب الإسباني وضيفه الالباني في اليكانتي ضمن التصفيات الاوروبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018. وتتصدر اسبانيا ترتيب المجموعة السابعة برصيد 22 نقطة، بفارق 3 نقاط عن ايطاليا.

وتحتاج اسبانيا التي ضمنت على الاقل خوض الملحق، الى فوز واحد في مباراتيها الاخيرتين (ألبانيا الجمعة واسرائيل الاثنين) لحجز البطاقة المباشرة الى النهائيات كونها تتفوق بفارق كبير من الاهداف على ايطاليا. ويمكن لاسبانيا ان تتأهل ايضا حتى في حال تعادلها وتعثر ايطاليا امام مقدونيا بالتعادل او الخسارة.

وعلى رغم ان نادي برشلونة يشكل رمزا للهوية الكاتالونية، الا انه دعا أيضا الجمعة الى "الحوار والاحترام"، وذلك بعد مشاركته الثلاثاء في الاضراب الذي نفذ في الاقليم احتجاجا على أحداث الأحد.

وقال النادي في بيان انه "باعتباره أحد أشهر الكيانات المعروفة في البلاد، يطالب ببدء عملية حوار والتفاوض لايجاد حلول سياسية للوضع الذي تشهده كاتالونيا"، مؤكدا وجوب ان تتم هذه العملية "باحترام كبير لارادة الشعب الكاتالوني في تقرير مستقبله".

وأحدث استفتاء كاتالونيا نوعا من الشرخ في صفوف المنتخب، خاصة في ظل موقف بيكيه الداعم لحق الاقليم في تقرير مصيره.

وفي حين يعتزم بيكيه اعتزال اللعب دوليا بعد مونديال 2018، الا انه ألمح مؤخرا الى استعداده للقيام بذلك في حال وجد مدرب المنتخب خولن لوبيتيغي أو الاتحاد الاسباني ان مواقفه السياسية تتعارض مع دوره الرياضي. لكن اللاعب عاد وأكد رغبته في الاستمرار، نافيا وجود تعارض بين تأييد الاستقلال والدفاع عن ألوان المنتخب.

- راموس يشيد بخطاب الملك -

وفي إشارة على الوضع المعقد داخل المنتخب، برز الخميس الموقف الصادر عن قائد "لا روخا" ونادي ريال مدريد الاسباني سيرخيو راموس الذي أشاد بخطاب متلفز للملك فيليبي السادس الثلاثاء.

وانتقد الملك في كلمة نادرة المسؤولين الانفصاليين في كاتالونيا، معتبرا انهم وضعوا انفسهم "على هامش القانون والديموقراطية"، ومشددا على وجوب ان "تكفل الدولة النظام الدستوري".

ورأى راموس ان هذا الخطاب كان "ضروريا للشعب الإسباني بأكمله، واصفا ما قاله بـ"الخلو من أي شائبة".

وسبق لراموس أن المح الأسبوع الماضي بأنه يتوجب على بيكيه أن يحتفظ بآرائه لنفسه إذا كان يريد تجنب صافرات الاستهجان خلال مشاركاته مع المنتخب الوطني، لكنه أكد الخميس أن الأزمة الكاتالونية لم تؤثر على الروح الجماعية في المنتخب الوطني، مضيفا "تربطنا علاقات ممتازة رغم الاختلاف في شخصياتنا وطريقة تفكيرنا".

ورفضت الحكومة الإسبانية حتى الآن أي وساطات لحل الأزمة القائمة مع كاتالونيا في ظل تهديد زعماء الإقليم باعلان الاستقلال.