تسبب فريق رينو بجدل في أروقة بطولة العالم للفورمولا واحد، بعد إعلانه الجمعة تعيين المدير التقني السابق للاتحاد الدولي للسيارات "فيا" مديرا تنفيذيا في الفريق الفرنسي، ما دفع المنافسين للتخوف من احتمال تسريب بيانات ومعطيات خاصة بها.

وقبل يومين من جائزة اليابان الكبرى، المرحلة السادسة عشرة من البطولة، كشف رينو مفاجأة تعاقده مع البولندي مارسين بودكوسكي الذي استقال الأسبوع الماضي من "فيا"، تمهيدا للانتقال الى الفريق.

وأشار الفريق الفرنسي في بيانه الى ان المدير التنفيذي الجديد سيتولى "الاشراف على كل الانشطة المتعلقة بتطوير وانتاج الهياكل".

وبما أن بودكوسكي كان يتولى في منصبه السابق مهمة التواصل بين الاتحاد وفرق الفورمولا واحد للوقوف على توافق سياراتها مع المعايير والقوانين، أثارت مسألة انضمامه لفريق مشارك في البطولة، قلق الفرق المنافسة التي تخوفت من أن يضع المعلومات التي اطلع عليها في منصبه السابق، في خدمة رب عمله الجديد.

وحاول مسؤولو "فيا" طمأنة الفرق من خلال الاعلان أن بودكوسكي سيمضي اجازة إلزامية لثلاثة أشهر قبل ان يسرح من عقده، في خطوة اعتبرها مدير فريق ريد بول كريستيان هورنر غير كافية.

وقال هورنر "ثلاثة أشهر أمر غير مقبول، إنه شيء جنوني لشخص في مستوى عال!".

وعقد مديرو الفرق الأسبوع الماضي خلال جائزة ماليزيا الكبرى اجتماعا طارئا للبحث في موضوع بودكوسكي حتى قبل أن يعلن الفريق الفرنسي التعاقد معه.

ورأى هورنر "ان نراه يعود الى العمل مع فريق منافس بعد ثلاثة أشهر من الآن، فإنها مدة قصيرة جدا لا تتوافق بتاتا مع معايير هذه الصناعة. قبل ثلاثة أسابيع كنا نتحدث معه عن تصميم جهاز التعليق الخلفي لسيارتنا. قبلها كان بصحبة فريق آخر في نفق الانسيابية. لقد ارسل توجيهات فنية قبل يوم من مغادرته".

وتوقع هونر أن تخضع مسألة التعاقد مع البولندي الى مزيد من النقاش خلال الاجتماع التقني المقبل بين الفرق الكبرى والاتحاد الدولي ومالكي الحقوق التجارية لبطولة العالم.

وفي رد من رينو، اعتبر المدير الاداري لفرع الفورمولا واحد في الشركة الفرنسية سيريل ابيتبول أن الانتظار لمدة تصل الى ستة أشهر قبل أن يستلم بودوكوسكي مهمته في الفريق تعتبر مساومة "لأنه عندما تتعاقد مع أحد ما فالأمر لن يكون من أجل الأمد القصير".

أضاف "كل التصاميم للموسم المقبل متوقفة اصلا".

وواصل "لا يمكنه التأثير في المسألة (التصاميم) وسنبدأ من نقطة الصفر في 2019"، موضحا "التأثير الذي يمكنه أن يحدثه شخص من هذا النوع في السيارة محدود. نحن نتعاقد مع هذا الشخص لأنه يملك المهارات والخبرة المطلوبة لمشروعنا في الفورمولا واحد، وهو أن نصبح فريقا رفيع المستوى بحلول سنة 2020".

الا ان هذه التوضيحات لم تقنع المدير التقني لوليامس بادي لو الذي قال "من الأهمية بمكان أن يكون لدى الفرق درجة عالية من الثقة في عملها مع الاتحاد الدولي للسيارات. هذا الأمر يعزز من قدرة الاتحاد الدولي للسيارات على مراقبة هذه الرياضة".

لكن رئيس فريق مرسيدس النمسوي توتو وولف توقع "أن يسود المنطق. من الضروري أن يتدخل (رئيس فيا) جان تود. سيحصل فريق رينو على تقييم واقعي لما هو صحيح من الناحية الاخلاقية وما هو غير كذلك".