كشفت مباريات تصفيات كأس العالم 2018 عن وجود نسختين من المهاجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ، تتمثل الأولى في نسخة الهداف القادر على دك دفاعات أي منافس مع نادي برشلونة الإسباني ، و نسخة الهداف المتواضع غير القادر على تقديم الإضافة مع منتخب بلاده .

وتكشف الأرقام التهديفية التي حققها ميسي مع ناديه ، وتلك التي بلغها مع الأرجنتين خلال عام 2017 عن فارق شاسع بين "ميسي برشلونة" و "ميسي الأرجنتين" ، و هو الفارق الذي أعاد الانتقادات الموجهة لميسي بشأن أدائه و مردوده عندما يتعلق بمشاركته مع المنتخب الوطني ، والتشكيك في ولائه لبرشلونة على حساب الأرجنتين.

وقد نشرت صحيفة "سبورت" الإسبانية تقريراً سلطت فيه الضوء على الفارق بين المردود التهديفي الذي بلغه ميسي مع برشلونة والأرجنتين في عام 2017 ، في أعقاب التعادل السلبي المخيب للآمال الذي سجله ابناء "التانغو" على أرضهم و أمام جماهيرهم في الجولة قبل الأخيرة من تصفيات المونديال أمام منتخب البيرو المتواضع ، وهو التعادل الذي من شأنه أن يحرم ميسي من خوض آخر مونديال في مسيرته قبل اعلانه الاعتزال ، بعدما وجد المنتخب الأرجنتيني نفسه يحتل المركز السادس غير المؤهل للنهائيات حتى المواجهة الفاصلة.
 
وبحسب الصحيفة الكتالونية، فإن ميسي سجل مع برشلونة 45 هدفاً بعدما خاض معه 43 مباراة في جميع الاستحقاقات الرسمية ، منها 11 هدفاً خلال المباريات العشر الأولى من الموسم الجاري في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، بمعدل تجاوز الهدف الواحد في المباراة، في مقابل إحرازه هدفاً واحداً مع المنتخب الأرجنتيني بعدما خاض معه أربع مباريات .
 
وطرح هذا الفارق الشاسع علامات استفهام كثيرة عن الفائدة من استدعاء ميسي بالانضمام للمنتخب الأرجنتيني، وتوسل كافة المدربين الذين تعاقبوا على تدريبه للانتظام في معسكر المنتخب على أمل تقديم إضافة للفريق وبلوغ نهائيات كأس العالم، غير ان تواجده لم يكن لصالح "التانغو".
 
ويبدو أن مرحلة المنتخب الأرجنتيني مع ميسي تعتبر الأسوأ في تاريخه بعدما عجز عن تحقيق أي لقب قاري أو عالمي رغم وجود فرص عديدة في بطولة "كوبا أميركا" وفي كأس العالم لإثراء سجله بألقاب كثيرة.
 
وتبقى أمام ميسي فرصة أخيرة عندما يلاقي منتخب الإكوادور في الجولة الأخيرة من تصفيات أميركا الجنوبية قد تشفع له في فتح صفحة جديدة مع الجماهير الأرجنتينية التي لن تغفر له غياب "التانغو" عن المونديال للمرة الأولى في تاريخه .