هي نهاية جيل. أعلن أريين روبن اعتزاله الدولي بعد فشل منتخب هولندا في بلوغ نهائيات مونديال 2018 في كرة القدم، تاركا وراءه الخيبة والدمار.

لن يعود ابن الثالثة والثلاثين وصاحب 37 هدفا في 96 مباراة دولية، عن قراره. قال لاعب بايرن ميونيخ الالماني "سأخصص وقتي الآن بنسبة 100% للنادي. هذا قرار نهائي".
 
 وعلق مدربه ديك أدفوكات على القرار "حتى بعمر الثالثة والثلاثين، لا يزال أريين من أفضل اللاعبين في العالم. اللعب من دونه سيكون مختلفا جدا، سيترك فراغا هائلا".
 
وعرف جناح ايندهوفن السابق كيف يترك المنتخب البرتقالي. سجل هدفين الثلاثاء في مرمى السويد (2-صفر)، لكن الفوز لم يكن كافيا لتعويض فارق الاهداف الكبير مع خصه الاسكندينافي. كان مرة جديدة الأفضل في فريقه، ماحيا سنوات من الانتقادات من قبل صحافة هولندية لا ترحم كثيرا.
 
وعلق ساخرا على مسيرته التي شابتها اصابات كانت محط تهكم في كثير من الاحيان بسبب كثرتها "مسيرة على مدى 14 سنة و96 مباراة دولية، هذا ليس سيئا بالنسبة لـ+رجل من الكريستال+".
 
واعتبرت وسائل الإعلام الهولندية في بعض الأحيان انه كان يتجنب المنتخب. لكن الثلاثاء، انهمرت دموعه خلال عزف النشيد الوطني قبل المباراة، وتغلبت عليه العاطفة مدركا انها ستكون على الارجح مباراته الاخيرة باللون البرتقالي، نظرا لحاجة الفوز على السويد 7-صفر من اجل التأهل الى الملحق.
 
وشكل روبن مع رافايل فان در فارت وويسلي شنايدر وروبن فان بيرسي، "الرباعي الكبير" في المنتخب الذي بلغ نهائي كأس العالم 2010 قبل حلوله ثالثا في نسخة 2014 الاخيرة.
 
وسيكون صعبا تعويض هذا الرباعي، ولو ان شنايدر (33 عاما) لم يستدع في تشرين الاول/اكتوبر، فيما يتعافي فان بيرسي (34 عاما) من الاصابة، ولم يخض فان در فارت اي مباراة دولية منذ 2013.
 
واضاف روبن "سأتذكر دائما كأسي العالم 2010 و2014، انهما افضل ذكرياتي، ففي البطولتين شكلنا منتخبا حقيقيا".
 
والآفاق لا تبشر بالخير بعد غياب هولندا عن المسابقة الكبرى الثانية تواليا بعد كأس أوروبا 2016.
 
- الكرة الشاملة في حداد -
 
في البلاد المنخفضة، الأزمة عميقة ومعنويات الجماهير في اسوأ حالاتها.
 
وكتبت اسبوعية "فوتبول انترناسيونال" المتخصصة الاربعاء "دول مثل ايرلندا الشمالية أو تركيا أو جمهورية تشيكيا أصبحت أفضل منا بكثير".
 
انها حالة محزنة في بلد كرة القدم الشاملة، خصوصا بعد أشهر قليلة من وفاة الطائر يوهان كرويف. وتابعت وكالة "أي أن بي": "يجب أن ننتظر 11 شهرا على الأقل قبل مباراة تنافسية جديدة، خلال دوري الأمم (مسابقة الاتحاد الأوروبي الجديدة). الدورة الجديدة لا تبدأ فورا".
 
أية دورة جديدة؟ الجيل الجديد يفتقد للموهبة، واللاعبون لم يعودوا نجوم الأندية الأوروبية الكبرى. ولو ان "فوتبول انترناسيونال" تدحض هذه النظرية مشيرة إلى أن "ايسلندا (التي ضمنت تأهلها) لا تملك المزيد من المواهب الفردية".
 
ورأت يومية "الغماينه داغبلاد" ان "السويد خسرت زلاتان، وهذا لم يمنعها من الحفاظ على مستوى تنافسي".
 
يبقى أيضا السؤال عن المدرب المستقبلي. يرتبط ديك أدفوكات (70 عاما) بعقد حتى نهاية السنة، وسيقود المنتخب في وديتين بينهما واحدة ضد الجارة ألمانيا بطلة العالم.
 
وماذا بعد؟ لا يقفل "الجنرال الصغير" الباب حول إمكانية التمديد. لكن السيناريو يبدو مستبعدا.
 
ينبغي ايجاد مدرب جديد للمباراة الودية الأولى في العام المقبل (ضد اسبانيا أو ألمانيا في آذار/مارس). لكن المرشحين لا يتدافعون...