عبر الشارع الرياضي في الجزائر الإعلامي والشعبي عن رفضه ومعارضته لقرار تعيين رابح ماجر مدربًا للمنتخب الوطني خلفا للإسباني لوكاس ألكاراز المُقال من منصبه على خلفية الهزائم التي تكبدها "الخضر" في تصفيات مونديال روسيا 2018 و تصفيات كأس أمم أفريقيا للمحليين.

وكان الاتحاد الجزائري قد أعلن عن توجهه للتعاقد مع ماجر ليقود المنتخب في المرحلة القادمة، حيث تنتظره تصفيات في كأس أمم افريقيا 2019 كأهم استحقاق يجب تجاوزه بنجاح لبلوغ النهائيات وتفادي حدوث أي انتكاسات جديدة.
 
وجاء رفض الوسط الرياضي في الجزائري لتعيين ماجر بسبب ضعف كفاءته التدريبية بناء عن تجاربه السابقة مع منتخب "الخضر" ، إضافة إلى بقائه فترة طويلة دون عمل، إذ ان آخر تجربة تدريبية له كانت في عام 2005 ، والتي لم تدم سوى لأشهر قليلة مع نادي الريان القطري ليتفرغ بعدها للعمل كمحلل رياضي في عدد من القنوات الفضائيات المحلية والعربية، حيث برز بشكل كبير في توجيه انتقادات شديدة لرئيس الاتحاد الأسبق محمد روراوة رغم الإنجازات التي حققها الاخير للكرة الجزائرية.
 
وشنت عدة صحف جزائرية حملة قوية على الاتحاد معتبرة ان التعاقد مع رابح ماجر هو العودة الى الوراء في وقت يحتاج فيه المنتخب إلى مدير فني من طراز رفيع قادر على إحداث ثورة في صفوف المنتخب شبيهة بتلك التي قام بها البوسني وحيد خليلوزيتش في عام 2011 ، و هي المهمة التي يستحيل على ماجر القيام بها بالنظر الى تواضع تجربته التدريبية .
 
وكان الجمهور الرياضي الجزائري على اختلاف اطيافه قد اظهر موقفاً معارضاً من تعيين ماجر كون الاخير لا يمتلك المستوى الفني الذي يؤهله لقيادة المنتخب لاستعادة أجواء الانتصارات، بعدما اخفق مرارا وتكراراً في ذلك بدليل انه لا يزال لغاية الآن يتغنى ويثني على التعادل السلبي الذي حققه "الخضر" في المباراة الودية ضد بلجيكا في عام 2002.
 
وتولى رابح ماجر تدريب المنتخب في تجربة أولى في الفترة من عام 1993 وحتى عام 1995 كاد على اثرها "الخضر" أن يقصى من نهائيات كأس امم افريقيا 1996 بعدما تعثر أمام السودان وتعادل معه في الجزائر ثم خسارته في الخرطوم قبل ان يتأهل بسبب خطأ إداري وقع فيه الاتحاد السوداني جعل الاتحاد القاري يمنح نقاط المباراة للجزائر.
 
اما التجربة الثانية فكانت في الفترة من عام 2001 وحتى عام 2002 واهم ما يتذكره الجمهور بشأنها هو الخسارة من المنتخب الفرنسي بأبعة أهداف مقابل هدف في المواجهة الودية الشهيرة على "السان دوني" ثم خسارتين وتعادل في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2002 قبل ان تتم إقالته بسبب تصريحاته التي انتقد فيها الاتحاد المحلي الذي عينه مدرباً للمنتخب .
 
وبعد ذلك، ظل ماجر بعيداً عن المنتخب والاتحاد بسبب خلافه مع محمد روراوة قبل ان يستعيد قرابته معه بعد تعيين خير الدين زطتشي رئيسًا للاتحاد ، والذي جعل منه مستشاراً له.
 
ولا يستبعد ان يتراجع الاتحاد عن خيار ماجر ويسعى لاختيار مدير فني آخر للمنتخب خاصة جمال بلماضي او الفرنسي رولان كوربيس تحت ضغط الشارع الرياضي الجزائري، الذي سيستمر في موقفه المعارض لماجر حتى بعد التعاقد معه.