بينما يسعى المنتخبان المغربي والتونسي لحسم تأهلهما إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا عندما يخوضان مواجهة حاسمة تجمع الأول بمضيفه منتخب ساحل العاج، والثاني بضيفه منتخب ليبيا، فقد أكدت غالبية قراء "إيلاف" عدم رضاها عن الأداء الذي قدمته المنتخبات العربية في تصفيات المونديال.

وكانت التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا قد انتهت بالنسبة لعرب آسيا، بينما تبقى جولة واحدة عن انقضائها في "القارة السمراء" تجمع المنتخب المغربي بنظيره العاجي المقرر إقامتها في أبيدجان.

وكشفت نتائج الاستفتاء عن وجود حالة انقسام بين قراء "إيلاف"، بعدما أظهرت النتيجة تقارباً في نسبة الراضين عن الحصيلة العربية في هذه التصفيات والمستائين منها.

فقد عبر ما نسبته 54% عن عدم رضاهم عن الأداء الذي قدمته المنتخبات العربية في هذه التصفيات، وهو ما تترجمه الحصيلة الموقتة من البطاقات المؤهلة للنهائيات، والتي لم ترتقِ إلى الجمع، بعدما بلغت الحصيلة العربية بطاقتين فقط حتى الآن من أصل عشر بطاقات ممكنة للقارتين، ومن أصل عشرة منتخبات عربية خاضت التصفيات . 

فلغاية الآن، نجح منتخبان عربيان فقط في التأهل إلى النهائيات، وهما الأخضر السعودي عن قارة آسيا والمنتخب المصري عن قارة أفريقيا، بإنتظار خطف المنتخبين التونسي والمغربي للبطاقة العربية الرابعة والخامسة المؤهلة للنهائيات.

وبرأي المستائين من الأداء العربي في تصفيات مونديال روسيا، فإن الفرصة كانت قائمة وجيدة لتحقيق تمثيل عربي أكبر في كأس العالم خاصة أن الجولة الأخيرة في التصفيات الأفريقية قد لا تأتي بجديد في ظل حاجة المنتخبين التونسي عن المجموعة الأولى والمغربي عن المجموعة الثالثة لتسجيل على الأقل نقطة التعادل وتفادي الخسارة التي من شأنها أن تبدد حلمهما بالعودة إلى أجواء المونديال، خاصة أن "اسود الأطلس" سيواجهون "الأفيال العاجية " في مباراة قوية تبدو فيها الفرصة أكبر للإيفواريين على أرضهم وأمام جماهيرهم ، بينما يخوض "نسور قرطاج" امتحاناً سهلاً في متناول يدهم لإعلان تأهلهم رسمياً للنهائيات باستضافتهم المنتخب الليبي، الذي قد يصنع المفاجأة العربية غير السارة في حال تغلبه على المنتخب التونسي، مقابل فوز الكونغو الديمقراطية على غينيا.

وراهن زوار "إيلاف" المحبطون من الأداء العربي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم على استمرار تألق المنتخب الجزائري وعودة المغرب وتونس ومصر لتكون الحصيلة النهائية أربع بطاقات، من أصل خمس في أعلى وأفضل تمثيل عربي أفريقي في نهائيات المونديال، غير ان "الخضر" خيبوا الآمال العربية بنتائج كارثية جعلتهم يحتلون المركز الأخير في ترتيب مجموعتهم . 

في المقابل، راهن العرب على تأهل أكثر من منتخب عربي عن قارة آسيا، خاصة المنتخب السوري الذي بلغ المباراة الفاصلة لكنه اخفق أمام استراليا، ومما اثار الاستياء في نفوس الجمهور العربي، أن نقاط عدة مواجهات عربية خالصة ذهبت لرصيد منتخبات غير عربية، استفادت على اثرها في بلوغ النهائيات وساهمت في خروج العرب وتقليص تمثيلهم في النهائيات إلى منتخب واحد.

وفي المقابل، عبر ما نسبته 46% عن رضاهم عن أداء المنتخبات العربية في تصفيات كأس العالم وعن الحصيلة العربية الموقتة من البطاقات المؤهلة للنهائيات، والتي بلغت تأشيرتين، وقد تصل إلى أربع تأشيرات، في حال نجحت المغرب وتونس في إعلان تأهلهما رسمياً للنهائيات في الجولة الأفريقية الأخيرة التي ستقام الشهر القادم. وبرأي هؤلاء القراء، فإن حصيلة أربع بطاقات من أصل عشر تعتبر أمراً مقبولاً وإيجابياً خاصة في ظل الظروف التي تمر بها المنتخبات العربية في ليبيا والعراق وسوريا بسبب الظروف الأمنية والسياسية في هذه البلدان .

وفي حال تأهل المنتخبان المغربي والتونسي، فإن الحصيلة العربية في أفريقيا ستكون ثلاث بطاقات من أصل خمس، بعدما كانت تأشيرة واحدة من أصل خمس في مونديال 2014 بالبرازيل ، فيما وصلت في مونديال 2010 بجنوب افريقيا إلى بطاقة واحدة من أصل ست بطاقات ممكنة .

أما في قارة آسيا، فإن التأهل المباشر للأخضر السعودي وعودته إلى أجواء النهائيات المونديالية يُعدان في حد ذاته إنجازاً، خاصة انه لا يمكن تجاهل نجاح المنتخب السوري في بلوغ الملحق، رغم انه استقبل ضيوفه خارج أرضه وبعيداً عن جماهيره.

وساهم هذا في رفع التمثيل العربي في نهائيات المونديال من منتخب واحد في الدورتين المنصرمتين في 2010 بجنوب أفريقيا و 2014 في البرازيل إلى منتخبين على الأقل، وهو ما يعتبر مؤشراً إيجابياً على الأداء والنتائج التي حققتها المنتخبات العربية في التصفيات العالمية الحالية، خاصة أنها اصطدمت بمنتخبات قوية سواء في إفريقيا أو في آسيا سواء كوريا وإيران واليابان في القارة الصفراء او منتخبات نيجيريا والكاميرون وغانا والكونغو وساحل العاج في القارة السمراء، فعملية القرعة لم تكن رحيمة بكافة المنتخبات العربية ووضعتها في مجموعات حديدية بوجود منافس شرس على الأقل في كل مجموعة.

ويعزز الراضون عن الأداء العربي في تصفيات المونديال موقفهم بعودة مرتقبة لأربعة منتخبات عربية إلى نهائيات كأس العالم، بعد غياب طويل، فالمنتخب السعودي يعود منذ أن شارك في دورة 2006 بألمانيا شأنه شأن المنتخب التونسي، فيما يعود المنتخب المصري ليخوض النهائيات للمرة الاولى منذ مونديال 1990 بإيطاليا، كما يستعد المنتخب المغربي للعودة إلى الأجواء العالمية بعدما كانت آخر مرة شارك فيها تعود إلى دورة فرنسا 1998.