تحول ميزان كلاسيكو الدوري الفرنسي في قمة مباريات الجولة العاشرة من منافسات الموسم الجاري من كشف قوة الغريمين أولمبيك مرسيليا و باريس سان جيرمان إلى إبراز مكانة النجمين المهاجمين البرازيلي نيمار دا سيلفا و الأوروغوياني ادينسون كافاني خاصة بعد حادثة ركلة الجزاء الشهيرة التي عرفتها مباراة النادي الباريسي واولمبيك ليون في الجولة السادسة .

وأوضحت نتيجة التعادل الإيجابي عن تقارب المستوى بين الغريمين، كما أكدت بأن مرسيليا لا يزال يحتفظ بقوته على ارضه وامام جماهيره ، خاصة عندما يلاقي غريمه القادم من العاصمة باريس، غير ان التعادل في موقعة "الكلاسيكو" كشف بأن كفة كافاني أثقل وأوزن من كفة نيمار ، وان مكانة الأوروغوياني قد ترتقي إلى مكانة "الملك" في "حديقة الأمراء"، بينما يبقى نيمار مجرد "أمير" عليها، حتى وإن كان اغلى لاعب في تاريخ انتقالات اللاعبين .
 
وكان نيمار حتى إقامة مباراة "الكلاسيكو الفرنسي" قد نجح في فرض وجوده في الفريق الباريسي كنجم أول دون منازع بعد الأداء الفني الذي قدمه مع الفريق في مبارياته المحلية والقارية ، وخاصة بعدما اظهرت حادثة ركلة الجزاء ان كافة منسوبي النادي وقفوا إلى جانبه ودعموه ليكون ملك "حديقة الأمراء" .
 
في المقابل، كافاني لم ينعم من لقب النجم الأول سوى لموسم واحد فقط ، وتحديداً بعد رحيل "السلطان" السويدي زلاتان ابراهيموفيتش عن النادي في عام 2016 ، ليحل محله كهداف للفريق و لبطولة الدوري الفرنسي ، حيث خسر كثيراً من وزنه ومكانته بعد حادثة ركلة الجزاء ، خاصة بعدما تولى نيمار تسديد ركلات استفاد منها "العملاق الباريسي" بعد مباراة ليون.
 
وجاءت مواجهة الكلاسيكو لتعيد قلب الموازين، خاصة ان أولمبيك مرسيليا وعلى ملعبه بـ"فيلودروم" كان اختباراً حقيقياً لنايمار والفريق الباريسي منذ انطلاق منافسات الموسم في ظل النتائج الإيجابية والعروض القوية التي حققها "البي اس جي" مؤخراً.
 
وراهن نيمار كثيراً على موقعة "الكلاسيكو" ليثبت جدارته وأحقيته بلقب النجم الأول للفريق الباريسي ، وليؤكد شرعية سعيه ليكون خليفة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو كأفضل لاعب في العالم بداية من النسخة الحالية 2017 ، سواء من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) او من جانب القائمين على مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية ، غير ان مجريات و نتيجة مواجهة "الكلاسيكو" امام مرسيليا حسمت الأمر ، بعدما كان "الباريسي" ينتظر اسهاما من النجم البرازيلي لتجديد تفوقه على زميله الأوروغوياني ، فإذا به يتعرض للطرد بسب مزاجيته ، وهو الطرد الذي كاد ان يُعيد مرسيليا إلى عهد تفوقه على الباريسي للمرة الأولى منذ عام 2011 ، لولا وجود كافاني الذي سدد ركلة حرة مباشرة والمباراة تلفظ أنفساها الأخيرة ، ليسجل هدفاً قاتلاً منح الباريسي تعادلاً انقذه من أول هزيمة له هذا الموسم.
 
والواقع ان هدف كافاني بهذه الطريقة الرائعة كان رسالة واضحة، بأن يبقى العنصر المؤثر في أداء الفريق رغم قدوم نيمار ومبابي، و ان ذلك قد لا يظهر في المباريات السهلة امام المنافسين المتواضعين ولكنه يظهر في المواجهات القوية وأمام الفرق التي تصنف من العيار الثقيل .
 
وهكذا خرج كافاني منتشياً من موقعة "الكلاسيكو" الذي عزز من مكانته في صفوف الفريق ، بينما خيب نيمار آمال عشاقه من الجماهير الباريسية التي راهنت عليه لتحقيق الانتصارات على الفرق الكبيرة ، قبل ان يخذلها أمام مرسيليا.
 
وقد يكون الطرد الذي تعرض له نيمار والهدف الذي سجله كافاني، قد كشفا واظهرا المهاجم البرازيلي انه لا يزال يفتقد لمواصفات القائد النجم ، وان بقاءه في ظل ميسي في برشلونة كان افضل له وجوده ظلاً لكافاني في باريس.