كشفت حصيلة الجولات العشر الأولى في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى عن معاناة شديدة يعرفها حاملو لقب هذه البطولات، وهي ما تترجمه نتائجهم المتواضعة وفشلهم في إعتلاء الصدارة كمؤشر يؤكد صعوبة احتفاظهم بألقابهم التي يرجح أن تختار أبطالاً جدداً.

الدوري الإسباني
 
في "الليغا" سجل البطل ريال مدريد واحدة من أسوأ بداياته في البطولة، مما جعل من فرصته في الحفاظ على اللقب مهمة عسيرة إن لم تكن مستحيلة في ظل الإيقاع السريع والقوي الذي فرضه غريمه برشلونة.
 
وبعد مرور 10 جولات من عمر المسابقة، فإن برشلونة يتصدر الترتيب العام للبطولة برصيد 28 نقطة دون خسارة ، في حين أن حامل اللقب المدريدي يحتل المركز الثالث برصيد 20 نقطة أي بفارق ثماني نقاط ، فيما يتواجد ثانياً نادي فالنسيا بفارق أربع نقاط عنهما، محافظاً على سجله خالياً من الهزائم.
 
ويضع فارق النقاط الثماني "الأبيض الملكي" في موقف ضعيف جداً، مما يقلص من فرصته في المنافسة على اللقب، خاصة أن هذا الفارق يجعل موقعة "الكلاسيكو" ذات أهمية اقل ، حتى في حال فوز ريال مدريد بنتيجتها، إذ أن الأداء الفني الذي ظهر به "المرينغي" مؤخراً يؤكد بأن الفريق في حالة تراجع ، قد لا تقف عند هذا الحد، مما قد يدفع المدرب الفرنسي زين الدين زيدان ضريبة هذا التراجع ليكون ضحية الإنجازات الكبيرة التي حققها منذ توليه الإدارة الفنية للفريق في مطلع عام 2016.
 
الدوري الإنكليزي 
 
وفي مسابقة "البريميرليغ" يعاني تشيلسي الأمرين بعدما ظهر بوجه مغاير لوجهه في الموسم المنصرم، حيث سجل نتائج متذبذبة خلال الجولات العشر الأولى من المسابقة ، مما جعله يتراجع في الترتيب العام إلى المركز الرابع برصيد 19 نقطة حصدها من ستة انتصارات وتعادل واحد وثلاث هزائم من العيار الثقيل. 
 
ويبتعد النادي اللندني عن المتصدر نادي مانشستر سيتي بفارق 9 نقاط ، وهو الفارق الذي يعكس بين جاهزية "السيتزن" للمنافسة على لقب الممتاز والاستعدادات المتواضعة لـ"البلوز" للدفاع عن لقبه خاصة من حيث التعاقدات الصيفية وتراجع بعض عناصره الفنية خاصة الفرنسي نغولو كانتي وتفريطه في لاعب الوسط المتميز الصربي نيمانيا ماتيتش لصالح منافسه مانشستر يونايتد. 
 
هذا ولا يستبعد أن يلجأ مالك النادي الروسي رومان ابراموفيتش إلى إنهاء خدمات المدير الفني الايطالي انطونيو كونتي قبل تأزم مهمة الفريق خلال منافسات الموسم الجاري .
 
الدوري الإيطالي
 
وفي "الكالتشيو" فوجئ البطل يوفنتوس بمنافس شرس جعله يتخبط ويفشل في احتلال الصدارة حتى الآن بعد مرور 11 جولة على إنطلاقة المسابقة، حيث فرض نابولي نفسه منافساً قوياً على لقب البطولة ، ليصنع لنفسه أفضل فرصة لإستعادة اللقب منذ تتويجه الأخير في عام 1990 ، وإنهاء احتكار أندية الشمال الغنية للمنصة الإيطالية.
 
ويتصدر نابولي الترتيب العام للدوري دون خسارة برصيد 31 نقطة جمعها من 10 انتصارات وتعادل وحيد ، مبتعداً عن البطل يوفنتوس بفارق ثلاث نقاط، بعدما استغل سقوط "اليوفي" في فخ التعادل مرتين ليقود سباق البطولة.
 
وكشفت الجولات التي لعبت حتى الآن من بطولة الدوري الإيطالي، بأن أبناء "السيدة العجوز" خسروا الكثير من توهجهم ، خاصة بعدما هزموا في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني بأربعة أهداف مقابل هدف، وما خلفته هذه الخسارة من جدل في وسائل الإعلام والجماهير حول غياب الاستقرار داخل غرف ملابس الفريق ، حيث انعكس انهيار "اليوفي" في نهاية الموسم المنصرم بشكل سلبي على بدايته في الموسم الحالي ، حتى أصبح يحتاج الى وقت أطول في إعادة ترتيب أوراقه على أمل تعثر نابولي للحاق به في صدارة الترتيب.
 
الدوري الألماني
 
في بطولة "البندسليغا" كان البطل بايرن ميونيخ أحسن حالاً من بقية الأبطال، بعدما سارعت الإدارة البافارية إلى إقالة المدرب الإيطالي كارلو انشيلوتي والاستنجاد بشيخ المدربين الألمان يوب هاينكس ليتولى جهازه الفني، حيث نجح "العجوز الألماني" سريعاً في تدارك الموقف الحرج للفريق الذي وجد نفسه خارج المنافسة على صدارة الترتيب العام للبطولة لصالح غريمه بروسيا دورتموند قبل أن يستعيد الصدارة ويحتلها برصيد 23 نقطة بفارق ثلاث نقاط عن "أسود الفيستيفال".
 
وأهدر "العملاق البافاري" تسع نقاط كاملة خلال فترة انشيلوتي، إذ استفاد البايرن كثيراً من ضعف منافسيه في الدوري مقارنة ببقية الأبطال في الدوريات الكبرى ، حيث استفاد من خسارتين تكبدهما دورتموند ليقلص الفارق الذي يفصله عنه، قبل أن يزيحه مؤخراً من صدارة الترتيب .
 
الدوري الفرنسي 
 
وفي "الليغ الأولى" خسر البطل موناكو صدارة الترتيب العام لصالح غريمه ووصيفه باريس سان جيرمان المنتشي بالتعاقدات القوية التي ابرمها إدارته القطرية في الصيف المنصرم .
 
ووجد موناكو نفسه يبتعد عن باريس سان جرمان بعد مرور 12 جولة من المنافسة ، حيث تصدر 
 فريق الإمارة الترتيب بفارق أربع نقاط بعدما أهدر ثماني نقاط من هزيمتين وتعادل واحد مقابل رصيد خالٍ من الهزائم للعملاق الباريسي . 
 
وتضرر موناكو من رحيل نجمه الأول وهدافه كيليان مبابي الذي انتقل إلى غريمه باريس سان جيرمان على سبيل الإعارة ، ولكن في الوقت نفسه فإنه يمكن اعتبار نادي الإمارة محظوظًا لإستعادة المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو عافيته وفعاليته التهديفية، مما جعل الفريق يستفيد كثيراً من أهدافه ليبقى متحيناً لتعثر الباريسيين وخطف الصدارة مجدداً.