يجد سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون نفسه في سباقه الأول بعد تتويجه بطلا للعالم في الفورمولا واحد، تحت مجهر التهرب من الضرائب و"وثائق بارادايز" في المرحلة التاسعة عشرة في البرازيل، والتي ستشهد خوض سائق وليامس فيليبي ماسا سباقه الأخير أمام مواطنيه.

وفي جائزة المكسيك الكبرى قبل أسبوعين، حسم هاميلتون (32 عاما) لقبه الرابع في بطولة العالم للفئة الأولى، بحلوله تاسعا في المرحلة الثامنة عشرة من بطولة 2017. وهو يدخل السباق ما قبل الأخير لهذا الموسم، على خلفية ورود اسمه في تسريبات "وثائق بارادايز" التي شملت شركات وأفراد بحثوا عن ملاذات ضريبية حول العالم.

وبعد حسمه البطولة لصالحه للمرة الثانية في ثلاثة مواسم، يتوقع ألا يكون تركيز المتابعين والصحافيين على أداء هاميلتون السائق، نظرا الى ان فريقه حسم أيضا لقب بطولة الصانعين، بل ستكون كل حركة أو تصريح له موضع تدقيق لرؤية مدى تأثير القضية الضريبية عليه.

وسعى هاميلتون الأربعاء الى تأكيد انه يركز على مجريات سباق حلبة إنترلاغوس حيث يحظى بقاعدة كبيرة من المشجعين وأحرز السباق العام الماضي. وقال السائق في تصريحات للصحافيين "أركز فقط على محاولة الفوز بهذا السباق في عطلة نهاية الأسبوع. يتبقى لي سباقان، وليس لدي فعلا ما أضيفه الى كل السيناريو الدائر حاليا".

وكشف الكونسورسيوم الدولي للصحافيين الاستقصائيين (آي سي آي جي) بمشاركة عشرات وسائل الاعلام حول العالم، خلال الأيام الماضية، معلومات مستندة الى 13,5 مليون وثيقة تم تسريبها من مكتب دولي للمحاماة مقره برمودا، عرفت باسم "وثائق بارادايز". 

وبحسب هذه الوثائق، قام هاميلتون عام 2013 بشراء طائرة خاصة قيمتها 18 مليون يورو، الا انه قام باستيرادها الى جزيرة مان حيث معدلات الضريبة منخفضة، ما أتاح له استعادة قيمة الضريبة على القيمة المضافة، والبالغة نحو 3,7 ملايين يورو.

وأكد محامو هاميلتون ان استرداد قيمة هذه الضريبة قانوني مئة بالمئة، وهو ما سبق للمتحدث باسم السائق ان أكده هذا الأسبوع.

وقال هاميلتون "ليس لدي فعلا ما أضيفه" الى البيان، مضيفا "أتيت الى هنا بعد فترة رائعة مع عائلتي وأصدقائي ولدي كمية هائلة من الطاقة الايجابية ولا يمكن لشيء ان يؤثر على ذلك فعلا"، مشددا على ان ذكر اسمه "لن يلهيني عن قيمي الأساسية وما أنا هنا لأقوم به، وهو محاولة الفوز بجائزة البرازيل الكبرى للمرة الثانية".

ويحظى هاميلتون بشعبية واسعة في البرازيل، ويعتبر الأسطورة البرازيلية، السائق الراحل إيرتون سينا الذي توفي في حادث تسابق عام 1994 بعد إحرازه بطولة العالم ثلاث مرات، بمثابة مثاله الأعلى.

وحظي البريطاني في البرازيل بدعم من عائلة سينا، اذ قالت له شقيقة الأخير فيفيان ان العائلة "ستبقى دائما الى جانبك".

الى ذلك، يسعى فريقه مرسيدس الذي هيمن على سباقات الفئة الأولى في المواسم الأربعة الأخيرة، الى البدء من الآن بالتحضير للدفاع عن لقبه في الموسم المقبل. ولم يخف الفريق الالماني انه سيعمد على حلبة انترلاغوس، الى البدء باختبار قطع وأفكار جديدة "أكثر جرأة".

وقال رئيس الفريق توتو وولف "نتطلع الى السباقين المقبلين (البرازيل وجائزة أبوظبي الكبرى على حلبة مرسى ياس) على انهما أول سباقين لموسم 2018"، مشددا على الرغبة في "الفوز بالسباقين لنقل هذا النسق الايجابي الى الشتاء (...) كلما نسابق، نسابق للفوز".

- ماسا يودع الذكريات المؤلمة -

وبعد عام على إعلان نيته الاعتزال وعودته عن قراره، سيكون ماسا سائق وليامس على موعد أخير مع الحلبة التي شهدت إحدى أجمل محطات مسيرته، لكن أكثرها إيلاما.

وأكد ماسا (36 عاما) في وقت سابق من تشرين الثاني/نوفمبر، عزمه الاعتزال نهائيا في ختام الموسم الحالي، وهو قرار سبق له ان اتخذه الموسم الماضي أيضا، الا انه عاد عنه بناء لطلب من فريقه.

وبعد مسيرة امتدت 15 عاما فاز خلالها بأحد عشر سباقا، سيودع ماسا، السائق السابق لفريقي فيراري وساوبر، مشجعيه على الحلبة حيث ذرف الدموع في ختام موسم 2008 بسبب هاميلتون نفسه.

وعبر ماسا على متن فيراري، خط النهاية في انترلاغوس 2008 وهو بطل للعالم. الا ان هاميلتون الذي كان حينها مع ماكلارين، تمكن في المنعطفات الأخيرة من اللفة الأخيرة، من التقدم الى المركز الخامس، محققا ما كان يحتاج اليه للتتويج بأول ألقابه في بطولة العالم.

والمفارقة ان سباق 2008 في البرازيل، كان آخر سباق يفوز به ماسا.

ومع إقراره بأن وداع المشجعين البرازيليين له قد لا يكون حارا بقدر ما كان عليه في 2016، أشار الى ان التحيات التي وجهت اليه العام الماضي من مواطنيه "كانت أكثر من كافية. أعرف ان الناس هنا يحبونني ويحترمونني، وهذا أكثر من كاف بالنسبة إلي".

وألمح ماسا لاحتمال انتقاله للمشاركة في سباقات الفورمولا الكهربائية "فورمولا إي"، مشيرا الى ان هذه السباقات "قد تكون خيارا نظرا للصانعين المشاركين، البلدان والمدن الجميلة (على جدول البطولة)".