حاول جوزيه مورينيو إخفاء تأثره بهزيمة فريقه مانشستر يونايتد أمام مانشستر سيتي، الذي عمق الفارق بينهما في الدوري الانجليزي إلى 11 نقطة، ولكن علامات الحسرة كانت واضحة في كلامه بعد مباراة يوم الأحد.

فقد قطع بيب غوارديولا وفريقه مانشستر سيتي خطوة عملاقة نحو التتويج بالدوري، وأنهى بفوزه بهدفين لهدف واحد سلسلة من 40 مباراة خاضها مانشستر يونايتد دون هزيمة في ملعبه أولد ترافورد.

وألح مورينيو في تعليقه بعد المباراة على أن مانشستر يونايتد سيواصل اللعب من أجل كسب جميع النقاط المتاحة في بقية المباريات، ولكن حسابات المنطق تقول إن سيتي قاب قوسين أو أدنى من حسم الدوري.

فهل كسب غوارديولا زعامة كرة القدم في مانشستر أمام غريمه التقليدي مورينيو، منذ نزالاتهما في الدوري الإسباني، يوم كان الأول مدربا لبرشلونة، والثاني على رأس ريال مدريد؟

بدأت الحرب النفسية بين المدربين قبل المواجهة الحاسمة يوم الأحد، إذ أطلق مورينيو العديد من التصريحات يتهم فيها لاعبي مانشستر سيتي بتعمد السقوط للحصول على مخالفات سماها مدرب يونايتد "بالمخالفات التكتيكية"، ولمح إلى احتمال أن يكون جيرانه يتدربون عليها.

لكن مورينيو اشتكى بعد المباراة من أن الحكم تغاضى عن ضربة جزاء لفريقه عندما سقط لاعبه أندير هيريرا أمام مدافع سيتي نيكولاس أوتامندي في الشوط الثاني.

وكان يونايتد تلقى هزيمة أولى على ملعبه أمام سيتي في عام 2016، وللمرة الثانية يشتكي مورينيو من تغاضي الحكم عن ضربة جزاء يراها قانونية وحاسمة في تحديد نتيجة المباراة.

وسعى مورينيو بكل ما يملك من دهاء ومكر كروي وتأثير نفسي لإرباك مانشستر سيتي، لكن غوارديولا كان له بالمرصاد إذ تمسك بطريقة لعبه المعتادة، التي تمسك بها منذ مجيئه إلى مانشستر ورفض أن يتخلى عنها حتى وهو يتعرض للانتقادات بسبب ضعف النتائج فكانت له الغلبة في النهاية.

وقال غوارديولا معلقا على نتيجة المباراة بعبارة فيها رد غير مباشر على مورينيو: "فزنا لأننا لعبنا أحسن من الفريق المنافس".

وتعرض أسلوب مورينيو إلى التهكم من جماهير سيتي التي رددت هتافات "اركنوا الحافلة، اركنوا الحافلة يا يونايتد"، وهي عبارة تصف الخطة الدفاعية التي يعتمدها مورينيو عندما يريد "قتل" المباراة والاحتفاظ بالنتيجة، إذا كانت لصالح فريقه.

وبينت مباراة الجارين يونايتد وسيتي الفارق بين أسلوب اللعب الحذر الذي يتبناه مورينيو، والأسلوب الجرئ والمباشر الذي يعتمده غوارديولا، فظهر يونايتد تقليديا محافظا في لعبه أمام فريق يلعب كرة عصرية ومتطورة وهو مانشستر سيتي.

ولا أدل على هذا الفارق من نسبة الاستحواذ على الكرة، إذا لم يتجاوز يونايتد 35 في المئة، وهي أدنى نسبة استحواذ يسجلها في أولد ترافورد منذ موسم 2003-2004.

واستغرب جمهور يونايتد، العاشق للعب الهجومي، تراجع لاعبيه، فراح يهتف "الهجوم، الهجوم، الهجوم"، ولكن لاعبي سيتي كانوا أكثر اندفاعا وأشد خطورة سيطرة على مجريات اللعب طوال المباراة.

ولعل غياب القوة الضاربة، بول بوغبا، عن يونايتد هو الذي جعله أقل اندفاعا وجرأة في اللعب، ولكن لابد أن غوارديولا وضع خطة لمواجهة أي أسلوب ينتهجه غريمه مورينيو.

ومنذ تولى مورينيو تدريب مانشتسر يونايتد وغوراديولا مانشستر سيتي، لعب المدربان 54 مباراة في الدوري الانجليزي. وسجل غواريولا نسبة فوز تعادل 70،4 في المئة بينما حقق مورينيو نسبة 53،7 في المئة.

فهذه الأرقام دليل على أن غوارديولا سيطر على المواجهات الثنائية مع غريمه مورينيو.

معركة الألقاب لمورينيو

ولكن منذ عودة المواجهات الثنائية بين المدربين الشهيرين في الدوري الانجليزي، فاز مورينيو بلقبين اثنين مع يونايتد أما غريمه غوارديولا فلا يزال يتنظر أول تتويج له مع سيتي.

فقد فاز بكأس الاتحاد الانجليزي وكأس الرابطة الأوروبية، الذي سمح له بلعب دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، على الرغم من ترتيب مانشستر يونايتد سادسا في الدوري الانجليزي الموسم الفارط.

وفضلا عن أسلوب اللعب الذي يتبناه غوارديولا، يواجه مورينيو مشكلا عويصا أمام مانشستر سيتي، وهو البحبوحة المالية التي يتمتع بها الفريق، والتي تسمح له بانتداب أكبر اللاعبين في العالم.