صنفت صحيفة "ذا صن " البريطانية نادي إنتر ميلان الإيطالي كأسوأ الأندية على الصعيد الأوروبي استغلالا لإمكانيات نجومه بعدما فرط في تشكيلة هامة من اللاعبين منذ فترة "التسعينات" بسبب سوء تقييم مسؤوليه ومدربيه ليسرحهم إما مجاناً أو بأسعار زهيدة قبل أن يصبحوا لامعين ومن أفضل الأسماء في الملاعب الأوروبية و العالمية .

ومن اللافت للنظر أن الإنتر انفق مبالغ مالية طائلة لانتداب عدد من اللاعبين المميزين ، محطما بذلك أرقاما قياسية في سوق الانتقالات خاصة خلال فترة تولي الإيطالي ماسيمو موراتي رئاسة وإدارة "النيراتزوري" في عام 1995 ، حيث تعاقد مع المهاجم البرازيلي رونالدو الملقب بـ "الظاهرة " في عام 1997 ثم المهاجم الإيطالي كريستيان فييري في عام 1998.
 
و جاء انتقاد الصحيفة البريطانية السياسة العقيمة التي اتبعها إنتر ميلان في تقييمه لاعبيه ، بعد التقارير التي تحدثت عن قرب انتقال المدافع الدولي الإيطالي ليوناردو بونوتشي من نادي يوفنتوس إلى الدوري الإنكليزي الممتاز الصيف القادم في صفقة قد تجعل منه أغلى مدافع في العالم ، علما أن مدافع "السيدة العجوز" هو احد اللاعبين الذين فرط فيهم "الإنتر" قبل أن يفرض نفسه كواحد من أفضل المدافعين في إيطاليا .
 
واستعرض التقرير عددا هاما من اللاعبين الذين سبقوا بونوتشي في التهميش والتقييم السلبي لهم من قبل إدارة الإنتر ، حيث يعتبر الألماني ماتياس زامر من أوائل النجوم الذين فرط فيهم النادي الإيطالي ، إذ استعان بخدماته في عام 1992 من نادي شتوتغارت ، غير ان إقامته في ميلانو لم تدم طويلاً بسبب سوء استغلاله إمكانيات الدولي الألماني السابق ، ليضطر للعودة إلى ألمانيا ، واللعب مع نادي بروسيا دورتموند ويصبح واحداً من أفضل اللاعبين في أوروبا ، ويتوج بجائزة "الكرة الذهبية" في عام 1996 بعدما قاد منتخب بلاده لإحراز لقب كأس أمم أوروبا ثم قاد بعدها ناديه لتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا.
 
كما انتدبت إدارة الإنتر المهاجم الهولندي دينيس بيركامب في صيف عام 1992 بعد تألقه مع نادي أياكس أمستردام والمنتخب الوطني ، غير انه بقي في قلعة الـ "جوزيبي مياتزا" لثلاثة مواسم فقط ليضطر إلى ترك ميلانو و الانتقال إلى إنكلترا للعب مع نادي أرسنال ، ليصبح "إيقونة النادي اللندني "ويقوده لإحراز لقب الدوري الممتاز ثلاث مرات ، وهو ما دفع النادي لتشييد تمثال له، اعترافا و تخليدا لما قدمه لـ "المدفعجية" .
 
وكان "النيراتزوري " أول من جلب المدافع البرازيلي الشهير روبيرتو كارلوس في صيف عام 1995 ، إلا انه سرّحه من صفوف الفريق بعد موسم واحد فقط ، لينتقل بعدها إلى نادي ريال مدريد الإسباني في صيف عام 1996 ويبقى في صفوفه حتى عام 2007 ليصبح احد مهندسي الانجازات التي حققها "الميرنغي" على الصعيدين المحلي والقاري.
 
كما فرط النادي كذلك في المايسترو الإيطالي اندريا بيرلو في عام 2001 بعدما تركه يرحل مجاناً لينتقل إلى الغريم التقليدي وجاره اللدود نادي أي سي ميلان ثم نادي يوفنتوس ، حيث كان له الدور البارز في الانجازات التي حققها الناديان عندما قادهما لتحقيق لقب الدوري الإيطالي مرات عديدة ، بالإضافة إلى لقب دوري أبطال أوروبا الذي أحرزه مرتين مع نادي أي سي ميلان ، كما قاد المنتخب الوطني لإحراز لقب كأس العالم 2006 في ألمانيا.
 
كما اختار النجم الهولندي كلارينس سيدورف اللعب لصالح إنتر ميلان بعد تركه نادي ريال مدريد ، غير أن "النيراتزوري " كرر أخطاءه مجدداً ، عندما سرّحه لجاره نادي أي سي ميلان من أجل إبرام صفقة تبادل مع الإيطالي فرانشيسكو كوكو ، إذ حقق لاعب الوسط الهولندي ألقابا و بطولات عديدة مع الميلان بينما آلت صفقة الإيطالي مع الإنتر إلى الفشل.
 
و حتى البرازيلي فيليبو كوتينهو الذي يسطع نجمه حاليا مع نادي ليفربول ، كان لاعبا بلا نجومية في الإنتر الذي فرط فيه في عام 2013 فخطفه "الريدز" و جعل منه واحداً من أفضل اللاعبين في وسط الميدان وبات مرشحا للانتقال إلى العملاق الكتالوني نادي برشلونة.
 
ومن الملفت للنظر أن الإنتر ظل ومنذ فترة "التسعينات" يبحث و ينقب في سوق اللاعبين عن الأسماء التي من شأنها ان تساهم في تشييد فريق كبير قادر على بسط الهيمنة على الملاعب الأوروبية والصعود إلى منصات التتويج محلياً وقاريا ، غير ان استعجاله إجراء التغييرات على العناصر الفنية من جانب ، وانعدام الاستقرار على مستوى أجهزته الفنية من جانب اخر ، جعله يفرط في ترسانة من النجوم التي كانت قادرة على منح النادي العديد من الألقاب والبطولات .
 
و منذ فترة "الثمانينات" من القرن المنصرم نجح الإنتر في تكوين فريقين فقط ، نجح بفضلهما في السيطرة على الملاعب المحلية و القارية ، حيث برز الفريق الأول في عام 1989 بقيادة الثلاثي الألماني لوثر ماتيوس و اندرياس بريمه و يورغن كلينسمان والذي ساهموا في تحقيق الفريق للقب الكالتشيو عام 1989 و لقب الاتحاد الأوروبي عام 1991، فيما جاء بروز الفريق الثاني في عام 2010 عندما حقق إنجاز الثلاثية بقيادة نجمه الأرجنتيني خافيير زانيتي ، في وقت ظل الإنتر بينهما صائما عن التتويج بلقب الدوري لـ 17 عاماً.