صحيح ان خسارة المنتخب الفلسطيني في كرة القدم للسيدات امام نظيره التايلاندي صفر-6 الاثنين "مزعجة" بالنسبة لقائدته كلودي سلامة، غير انها "فخورة بزميلاتها لصمودهن في الملعب وفي مواجهة ثقافة تمنع ممارستهن اللعبة".

وتستضيف فلسطين مباريات المجموعة الثالثة من التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس اسيا التي يستضيفها الاردن عام 2018.

ويسعى منتخبا تايلاند وتايوان للفوز بصدارة المجموعة التي انسحب منها منتخبا لبنان وغوام، غير ان المنتخب الفلسطيني الذي تم تجميعه منذ حوالي عشرين يوما، يطمح الى شيء اخر رمزي.

وبدأت رياضة كرة القدم للسيدات بالانتشار في الاراضي الفلسطينية في العام 2009، حينما تم تشكيل اول منتخب نسوي وسط جدل ثقافي حول ممارسة المرأة هذه اللعبة.

وقالت سلامة لوكالة فرانس برس بعد المباراة "كرة القدم بالنسبة لنا في فلسطين هي التحدي. نواكب الكرة العالمية ونلعبها في بلد فيه نظرة متخلفة للفتاة اذا ارادت ممارسة هذه اللعبة".

واضافت "نحن لا نواجه العالم فقط، وانما نواجه شعبنا لنثبت للجميع ان من حقنا ممارسة هذه اللعبة ونستطيع لعبها".

وتابعت "لهذا كله، انا فخورة ببنات الفريق وهذا اكثر ما يمكن ان نقدمه في المباراة خاصة وانه تم تجميعنا حديثا".

- اقل من 10 سنوات -

وبعد انطلاق اللعبة في 2009، تم تنظيم بطولة من ستة فرق في الملاعب المفتوحة و11 فريقا في الصالات المغلقة، غير ان عدد الفرق تناقص على مستوى الملاعب المفتوحة الى اربعة وارتفع في الصالات المغلقة الى 20 فريقا.

وحسب الدائرة النسوية في الاتحاد الفلسطيني، هناك حوالي 400 لاعبة من عمر 14 عاما فما فوق مسجلات رسميا لدى الاتحاد.

وقدمت الفتاة ريهام المغربي (20 عاما) من مدينة اريحا لمتابعة المباراة التي اقيمت على ملعب يحمل اسم القيادي فيصل الحسيني (توفي في العام 2001) في بلدة الرام القريبة من مدينة القدس.

وصرحت ريهام لوكالة فرانس برس "لعبة كرة القدم بالنسبة للنساء في فلسطين ليست عيبا ولا حراما".

واضافت وهي تلوح بالعلم الفلسطيني "هذه اللعبة تعبر عن قدرة وموهبة وارادة، ويمكن ان تفيد الفتاة والبلد والوطن، وما دامت هناك روح رياضية وتقدم فيها الفتاة ما لديها فنحن ندعمها".

ولا تخفي هنادي ناصر الدين رئيسة الدائرة النسوية في الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وجود "معوقات ثقافية" تواجه ممارسة النساء لكرة القدم في الاراضي الفلسطينية اضافة الى عراقيل متعلقة بالاحتلال الاسرائيلي.

وتقول "هناك معوقات كثيرة منها على سبيل المثال التقاليد التي نعيشها. تصل الفتاة الى عمر معين ومن ثم لا تستطيع اكمال اللعب، اضافة الى عراقيل سببها الاحتلال الاسرائيلي".

وتضيف "نحاول قدر الامكان الابتعاد عن هذه المعوقات والصعوبات ونحاول التواجد دائما في كافة المحافل الدولية".

- ثورة رياضية -

ولم تختلف تهاني مع قائدة المنتخب، واكدت ان النتائج بالنسبة للمنتخب الفلسطيني "غير مهمة في المرحلة الحالية بقدر ما هي اثبات للوجود".

وتقول "نحن نريد ان نظهر للعالم اننا قادرون على استضافة المنتخبات سواء اسيوية او عربية او دولية، مهما تكن النتائج".

ويشارك مع المنتخب النسوي لاعبات فلسطينيات من سكان اسرائيل حيث استدعى الجهاز الفني للمنتخب خمس لاعبات من سكان اسرائيل او ما اصطلح على تسميته "فلسطينيي الداخل". 

وكان لرئيس الاتحاد اللواء جبريل الرجوب دورا في نشر كرة القدم النسوية في الاراضي الفلسطينية، وجوبه بانتقادات وصلت حد استنكار ممارسة الفتيات للعبة في خطب المساجد.

ويعتبر الرجوب ان نشر ممارسة كرة القدم النسوية في الاراضي الفلسطينية مثلما يطمح "لم يكتمل"، وصرح لفرانس برس "حتى الان لم تكتمل دائرة الفعل لنشر اللعبة وتطويرها، بما يشمل الوطن والشتات".

وشدد "هذا لا يزال حلمنا وطموحنا ونحن نعمل على صياغة وتطوير آليات تساعدنا على بناء منظومة منها يتم صناعة اللاعبة والمدربة، وقوانين تمكن المرأة، بصفتها نصف المحتمع، من المشاركة في هذه الثورة الرياضية بمعناها الاجتماعي والسياسي والوطني".
وختم "قطعنا شوطا، لكن طموحنا هو ان نكون في القمم".

وينظم الاتحاد الفلسطيني للعبة بين فترة واخرى دورات تدريبية لمدربات وحكمات باشراف من الاتحاد الاسيوي في اطار العمل على تطوير اللعبة ونشرها.