سادت حالة من الإحباط الشارع الرياضي في الجزائر، عقب تعيين الإسباني لوكاس الكاراز مدربًا للمنتخب الأول خلفًا للبلجيكي جورج ليكنز المستقيل من منصبه في أعقاب فشله في قيادة "الخضر " للتتويج بلقب كأس أمم أفريقيا 2017 التي اقيمت في الغابون .

 هذا وبدا واضحا أن الجمهور الرياضي ووسائل الإعلام لم يكنا راضيين بهذا الاختيار الذي وقع عليه خير الدين زطشي، الرئيس الجديد للاتحاد، رغم ان الأخير كان قد وعد بمدرب عالمي.
 
وعبر "عشاق الخضر" عن إحباطهم بكون المدرب الجديد يعكس تراجع الاهتمام بالمنتخب لدى الرئيس الجديد للاتحاد الجزائري، بعدما كان سلفه محمد روراوة قد نجح في انتداب مدراء فنيين جيدين خاصة البوسني وحيد خاليلوزيتش، الذي حقق مع "المحاربين" نتائج أرضت الجماهير، وأيضا الصربي ميلوفان راييفاتس الذي قاد منتخب غانا لبلوغ ربع نهائي كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا، حتى البلجيكي جورج ليكنز لم يكن سيئًا من حيث السيرة الذاتية التي يمتلكها بعدما درب منتخبي بلجيكا وتونس، وحقق معهما نتائج لافتة.
 
وفي المقابل، فإن السيرة الذاتية للمدرب الإسباني الكاراز لا تتماشى مع طموحات المنتخب الجزائري الذي كان يراهن على التعاقد مع مدرب كبير بإمكانه أن يطيح بمنتخبات كبيرة مثل نيجيريا والكاميرون ويخطف منهما تأشيرة العبور إلى نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا ، وبلوغ نهائيات كأس الأمم الافريقية 2019 بالكاميرون، ونيل لقبها.
 
ومما زاد من حالة الإحباط لدى الجماهير الجزائرية أن الكاراز تعرض للإقالة من منصبه من قبل ستة أندية متواضعة في الدوري الإسباني، كان سببها الرئيسي سوء النتائج التي تحققت تحت إشرافه، على غرار ناديي غرناطة وليفانتي، فضلاً عن عدم إجادته للغة الفرنسية، والتي جعلها المسؤولون عن المنتخب اللغة الرسمية السائدة والمتداولة بين عناصره .
 
وبعدما كان محبو المنتخب الجزائري يحلمون بأسماء كبيرة مثل الأرجنتيني مارسيلو بيلسا الذي درب "التانغو" والبلجيكي بول بوت صاحب النتائج المميزة مع منتخب بوركينا فاسو أو البرتغالي باولو دوارتي أو الإسباني خواندي راموس أوالإيطالي كلاوديو رانييري ، فانهم وجدوا أنفسهم أمام أسم تأكدوا مسبقًا بأنه لن يضيف شيئًا لزملاء رياض محرز، ما جعلهم يرشحونه للفشل في مهمته مسبقًا خاصة في ما يتعلق بقدرته على السيطرة على غرف الملابس، التي تركها جورج ليكنز ومحمد روراوة مشتعلة.
 
وتأكد الجزائريون أن زطشي رئيس الاتحاد المحلي، ركز على راتب المدرب عند اختياره للإسباني لوكاس ألكاراز، متجاهلاً كفاءته وخبرته مما جعله يلجأ إلى الخيار غير المكلف في ظل الظروف المالية العسيرة التي تمر بها البلاد، والتي لا تساعده على التعاقد مع إسم عالمي راتبه الشهري لن يقل عن الـ 100 ألف يورو في أسوأ الأحوال، كما تأكد محبو المحاربين بأن تعيين الكاراز يعني أن التأهل لكأس العالم 2018 لم يعد هدفًا للاتحاد ، بعدما تعثر المنتخب في بداية التصفيات بتعادله مع الكاميرون وهزيمته على يد نيجيريا، وان العمل سيكون على تصفيات كأس أمم افريقيا 2019 ، التي سيتواجد فيها المنتخب ضمن مجموعة سهلة تساعده على بلوغ النهائيات بغض النظر عن المدرب المشرف على تدريبه.
 
ويُعاب على زطشي انه لم يفِ بوعده غداة انتخابه رئيساً للاتحاد بالتعاقد مع مدرب عالمي ليجد نفسه يجلب مدربًا مغموراً يخوض أول تجربة له على رأس المنتخبات الوطنية، وهو اختيار لم يبرره الإعلام بالضائقة المالية التي تعيشها البلاد فحسب، بل أيضا بعدم كفاءة المكتب الجديد للاتحاد الذي حل محل مكتب روراوة، الذي كان يتمتع بعلاقات جيدة في أفريقيا وأوروبا، ساعدته كثيراً على إدارة شؤون المنتخب بنجاح.