ما أن انهى البطل القطري ناصر العطية احتفالاته بعد الفوز برالي الأردن الدولي في نسخته الـ35، حتى بدأ بحزم حقائبه استعدادا للتوجه الى العاصمة الاذرية باكو للمشاركة في دورة العاب التضامن الاسلامي الرابعة التي انطلقت في العاصمة الآذرية باكو وتستمر حتى 22 أيار/ مايو الجاري إذ سيكون باحثا بطبيعة الحال عن الذهب وهو الذي يعرف جيدا طريق المنصات.

 العطية، الذي احرز الجولة الثانية من بطولة الشرق الأوسط محققا لقبه الحادي عشر في رالي الاردن من أصل 15 مشاركة، سيكون إسمه مدّونًا في سجل مشاركات الرماية ضمن الدورة حيث يخوض غمارها اعتبارا من غد الاثنين.
 
وستكون الفرصة سانحة امام البطل الاولمبي لتحقيق التعويض المناسب عن اخفاقه في دورة الالعاب الاولمبية الصيف الماضي في ريو دي جينيرو حين اكتفى في اليوم الاول من تصفيات الاسكيت بـ 64 طبقا قبل ان يُسجل 47 طبقا في اليوم التالي .. ليودع الحدث الكبير بعد آمال وطموحات عريضة تم عقدها على "السوبر مان" ليُكرر انجازه السابق في "لندن 2012" عندما تُوج بالميدالية البرونزية.
 
وتعوّل قطر بشكل كبير على العطية (47 عاما) الذي وصل باكو امس، في تسجيل حضور بارز للرماية القطرية في منافسات دورة العاب التضامن الاسلامي، حيث تحتل الرماية مركزا متقدما في سلم الطموحات العنابية في هذه الدورة الى جانب العاب القوى ورفع الاثقال وكرة السلة (3×3) وكرة الطاولة والملاكمة والتايكواندو والكاراتيه .
 
ويعتبر ناصر، بالنسبة للشعب القطري بطلا قوميا إذ تمكن هذا الرياضي "المتعدد المواهب" من رفع اسم بلاده في العديد من المحافل الدولية سواء برياضة الرماية او في "الراليات" التي يتربع على عرشها في المنطقة منذ فترة طويلة.
 
وكانت انطلاقة ناصر متعثرة هذا العام في بطولة الشرق الاوسط إذ اضطر للانسحاب في رالي قطر الدولي (الجولة الاولى) جرّاء تضرر مشعاع التبريد على سيارته.
 
كما شهد هذا العام ايضا في بدايته انسحابه من رالي دكار الصحراوي بعد الحادث الذي تعرض له خلال المرحلة الثالثة في شمال الارجنتين علما ان العطية قد فاز بالمرحلة الأولى التي أقيمت في الباراغواي، وحل ثانيا في الثانية التي أقيمت في الارجنتين ايضا.
 
ناصر، الذي تأثر كثيرا في أولمبياد ريو ينظر الى المشاركة في باكو بعين التفاؤل، إذ وبموازاة الحزن، تبقى نظرة الشعب القطري الى بطله نظرة فخر واعتزاز خصوصا ان الاخير حمل راية قطر محلقًا في فضاء الراليات حيث حقق لقب رالي الشرق الأوسط 11 مرة، كما فاز برالي دكار مرتين.
 
وعن التضارب الدائم بين تداخل جولات الرالي وبطولات الرماية يقول العطية:" الاثنان مختلفان كليا ولا يوجد أي تضارب بينهما".
 
ومما لا شك فيه ان دورة العاب التضامن الاسلامي في باكو ستمثل محطة مهمة في مشوار ناصر المتواصل إذ يبدو أن طموحه لن يتوقف، فهو عازم على اكمال مسيرته الاولمبية التي بدأها عام 1996 في اولمبياد أتلانتا ، حيث تعد مشاركته في البرازيل الرقم 6 في دورة الالعاب الاولمبية وكانت أفضل نتائجه قبل "برونزية لندن" ، إحراز المركز الرابع في "أثينا 2004" بعد جولة تمايز.
 
العطية ، الذي يعيش حياة "المحترف" بكل ما للكلمة من معنى، يُجيب دوما عن سر نجاحه وتألقه بالقول :"ما تحقق من انجازات سيبقى محفورا في سجل الرياضة القطرية، هذا مصدر عز وفخر بالنسبة لي وانا لست مِلكا لنفسي ولعائلتي بل لبلدي ايضا وسأفعل المستحيل لكي اواصل تحقيق البطولات والانجازات للرياضة القطرية".
 
العطية يؤكد انه باق في الميدان سواء في رياضة السرعة او في الرماية، فلديه المزيد ليقدمه في السنوات المقبلة .. فهو مصدر دائم للمنصات في البعثات القطرية.