تنطلق السبت المقبل النسخة العاشرة من بطولة كأس القارات التي انطلقت كبطولة ودية في عام 1992 وحملت إسم الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز آل سعود قبل أن يتبناها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، واعتمادها كبطولة رسمية ضمن أجندته، مع رفع عدد المنتخبات المشاركة بداية من النسخة الثالثة عام 1997 تحت إسم كأس القارات .

وكانت بطولة القارات قد أصبحت بروفة لنهائيات كأس العالم من خلال إقامتها في البلد المستضيف للمونديال، بداية بالدورة الخامسة التي اقيمت في عام 2001 بكوريا واليابان.
 
وشهدت الدورات التسع هيمنة مطلقة لمنتخبات قارة أميركا على حساب المنتخبات الأوروبية، بعكس بطولة كأس العالم التي عرفت تفوق منتخبات "القارة العجوز" بـ واقع 11 لقبًا أوروبياً مقابل 9 ألقاب أميركية.
 
هذا ونجحت المنتخبات الأميركية في الفوز بستة ألقاب ببطولة كأس القارات بفضل منتخبات البرازيل والأرجنتين والمكسيك مقابل ثلاثة ألقاب فقط أحرزتها منتخبات أوروبية بفضل المنتخبين الفرنسي والدنماركي.
 
ويُعزى هذا التفوق اللاتيني إلى قلة اهتمام المنتخبات الأوروبية بهذه البطولة التي ترهق لاعبيها، نظراً لتزامنها مع نهاية الموسم الرياضي وخوضها لتصفيات المونديال مما يجبرها على تفضيل المشاركة في المسابقة بالفريق الرديف وإراحة النجوم الأساسيين تحت ضغط الأندية والرزنامة، في وقت أن منتخبات أميركا اللاتينية تخوضها تقريباً بكامل نجومها، فضلاً عن إمتلاكها لترسانة من الأسماء اللامعة تتيح الفرصة حتى للفريق الرديف بالمنافسة على اللقب، إذ لم تكن أوروبا متحمسة كثيراً لإعتماد البطولة رسمياً من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعدما سعت بقوة إلى إلغائها قبل أن يحسم "الفيفا" في تبنيه لها ضمن مسابقاته المعتمدة .
 
ويعتبر المنتخب البرازيلي الأكثر تتويجًا بلقب كأس القارات بعدما نالها أربع مرات، بداية من نسخة عام 1997 التي اقيمت بالمملكة العربية السعودية، اثر فوزه في النهائي الشهير على المنتخب الاسترالي بسداسية نظيفة، بعدما خاض زملاء الظاهرة رونالدو منافسات البطولة برؤوس محلوقة على الصفر، ثم كرر راقصو " السامبا" الفوز بلقب الدورة السابعة التي اقيمت بألمانيا في عام 2005 والتي سبقت نهائيات كأس العالم، حيث اكتسحوا الأرجنتين في النهائي بأربعة أهداف مقابل هدف، ثم احتفظ "السيليساو" بلقب المسابقة بعدها مرتين في نسخة عام 2009 بجنوب أفريقيا بفوزه على المنتخب الأميركي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ثم في نسخة 2013 التي اقيمت بالبرازيل بفوزه على بطل العالم المنتخب الإسباني بثلاثية نظيفة.
 
ويأتي المنتخب الفرنسي ثانياً بعدما نال لقب كأس القارات مرتين، إذ جاءت الأولى في عام 2001 بكوريا واليابان بفوزه في النهائي على منتخب اليابان بهدف دون رد، ثم على أرضه في عام 2003 بفوزه على المنتخب الكاميروني بهدف نظيف.
 
وفاز المنتخب الأرجنتيني بلقب واحد في نسختها الأولى بعام 1992 بالمملكة العربية السعودية بفوزه في النهائي على الأخضر السعودي بثلاثة أهداف مقابل هدف.
 
كما عرفت البطولة تتويج منتخب الدنمارك بلقب النسخة الثانية في عام 1995 التي اقيمت بالمملكة العربية السعودية عندما فاز في النهائي على الأرجنتين بثنائية نظيفة.
 
وعرفت نسخة عام 1999 التي أقيمت بالمكسيك تتويج أصحاب الضيافة بفوزه في النهائي على منتخب البرازيل بأربعة أهداف مقابل ثلاثة .
 
وتعتبر البرازيل وفرنسا المنتخبين الوحيدين اللذين نجحا في الفوز بلقب كأس القارات، بعدما شاركا فيها بفضل تتويجهما بلقب كأس العالم، حيث حقق راقصو "السامبا" اللقب في عام 1997 بعدما توجوا بلقب كأس العالم 1994، و أيضًا في 2005 عندما خاضوا البطولة بصفتهم أبطال المونديال وليس ابطالا لمسابقة كوبا أميركا ، أما "الديوك الفرنسية" فنالوا البطولة في عام 2001 بعدما حققوا كأس العالم بعام 1998، بينما اكتفى المنتخب الإسباني بالوصافة في عام 2013 بعدما نال كأس العالم 2010 والمنتخب الإيطالي بطل مونديال 2006 تخلف حتى عن بلوغ المربع الذهبي عام 2009 بجنوب أفريقيا.