شكك مسؤول رياضي كوري شمالي كبير باقتراح الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-اين لتشكيل فريق اولمبي موحد من أجل المشاركة في الأولمبياد الشتوي المقرر في كوريا الجنوبية عام 2018، متطرقا الى التوترات السياسية وضيق الوقت بحسب ما نقلت عنه احدى القنوات المشفرة.

وجاء تعليق تشانغ اونغ، مندوب كوريا الشمالية الى اللجنة الاولمبية الدولية، بعدما اقترح الرئيس الكوري الجنوبي تشكيل فريق مشترك لدورة الالعاب الشتوية لعام 2018 التي تستضيفها مدينة بيونغ تشانغ.

وتفصل بين كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية النووية احدى اكثر الحدود تسلحا في العالم ويبقى الجاران من الناحية الفنية في حالة حرب بعد انتهاء الحرب الكورية بهدنة عام 1953 عوضا من معاهدة سلام.

وقاطعت بيونغ يانغ اولمبياد 1988 في سيول لكن منظمي بيونغ تشانغ 2018 حثوا الجار الشمالي على المشاركة ليكون "اولمبياد السلام".

وخلافا للالعاب الصيفية، تتطلب الألعاب الشتوية مؤهلات دنيا بسبب المخاطر الكامنة في الرياضات الثلجية والجليدية، وحتى الآن لم يستوف أي رياضي من كوريا الشمالية المعايير المطلوبة.

وهذا الأمر، يطرح احتمال عدم مشاركة أي رياضي من الجار الشمالي في ألعاب 2018، حتى إن لم تتدخل القضايا السياسية بشأن الطموحات النووية لبيونغ يانغ، دورا في الوقوف حائلا دون مشاركة الشماليين.

إلا أن المشاركة بفريق موحد، قد يسمح للكوريين الشماليين بأن يكون طرفا في مسابقات مثل الهوكي على الجليد.

لكن بما أنه لا يفصلنا سوى سبعة أشهر على بداية الألعاب، كشف تشانغ بأنه ليس هناك الوقت الكافي للتوصل الى اتفاق بشأن الفريق الموحد، مضيفا للقناة الكورية الجنوبية المشفرة "تشانيل آي" على هامش افتتاح بطولة العالم للتايكواندو في الجار الجنوبي "من وجهة نظر خبير اولمبي، لقد فات الاوان".

ورأى المسؤول الكوري الشمالي الذي كان قائدا للمنتخب الوطني في كرة السلة والعضو الوحيد لكوريا الشمالية في اللجنة الأولمبية الدولية، أن ما يسمى بالدبلوماسية الرياضية تستغرق اشهرا من الاستعدادات المضنية والتنسيق السياسي.

وعقدت الكوريتان أكثر من 20 اجتماعا خلال فترة ستة أشهر قبل التوصل الى قرار تشكيل فريق موحد لبطولة العالم في كرة الطاولة عام 1991.

وقال تشانغ للقناة في وقت متأخر من الأحد أنه "يجب حل الوضع السياسي أولا. السياسة تعلو الرياضة"، مشيرا الى أن دبلوماسية البينغ بونغ التي ساعدت في تحسين العلاقات الصينية الأميركية في السبعينيات جاءت بعد سنوات من المفاوضات السياسية، في اشارة منه الى زيارة المنتخب الأميركي للبينغ بونغ الى الصين عام 1971 حين اصبح اول وفد اميركي يحل هناك منذ 1949 بسبب توتر العلاقة بين البلدين في خطوة مهدت لزيارة الرئيس ريتشارد نيكسون الى بكين.

ورأى أن "الأسس السياسية" كانت موجودة عندما زار الفريق الأميركي للبينغ بونغ الصين، مؤكدا "العالم يقول أن البينغ بونغ جعلت كل شيء يتحقق، لكن هذا غير صحيح".

ويدعو الرئيس الجديد لكوريا الجنوبية مون، الذي تولى رئاسة البلاد في ايار/مايو الماضي، الى تشجيع الجار الشمالي للجلوس الى طاولة المفاوضات، كما اقترح وزير الرياضة الجنوبي دو جونغ-هوان الى اقامة بعض المسابقات الأولمبية في منتجع للتزلج في الشمال.

إلا أن تشانغ أعرب عن شكوكه قائلا "القول أسهل من الفعل".