شهد الأربعاء الدور ربع النهائي لبطولة ويمبلدون الانكليزية، ثالث البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب، خروج حامل اللقب والمصنف أول البريطاني أندي موراي، وانسحاب الصربي الثاني نوفاك ديوكوفيتش بسبب الاصابة، ومواصلة السويسري روجيه فيدرر الثالث مسيرته نحو لقب ثامن.

وبذلك، يكتمل عقد الدور نصف النهائي بمواجهتين، احداهما بين فيدرر والتشيكي توماس برديتش الذي تأهل على حساب ديوكوفيتش، والثانية بين الاميركي سام كويري الفائز على موراي، والكرواتي مارين سيليتش الذي أنهى مسيرة جيل مولر من لوكسومبورغ.

وخرج موراي بطل ويمبلدون 2013 و2016، بخسارته أمام كويري المصنف 28 عالميا 3-6، 6-4، 6-7 (4-7)، 6-1، و6-1، في مباراة تراجع فيها أداء البريطاني بعد المجموعة الثالثة، في مضاعفات إصابة في الورك تعرض لها في حزيران/يونيو. 

وبهذه النتيجة، واصل البريطاني نتائجه المتواضعة هذا الموسم، اذ لم يحرز سوى لقب دورة دبي، وخرج من ثمن نهائي بطولة استراليا المفتوحة ونصف نهائي رولان غاروس الفرنسية.

وقال موراي "كنت أعرف انني لن أتسبب بأي ضرر كبير في حال لعبت، لذا أردت ان أحاول وأرى ما اذا ممكنا الوصول الى نتيجة في النهاية (...) اعاني من مشكلة في الورك منذ وقت طويل".

اضاف "قدمت أفضل ما لدي، قدمت كل شيء وأنا فخور بذلك (...) الخسارة مخيبة للآمال. كانت فرصة متاحة وأنا حزين لانتهائها".

وفشل موراي (30 عاما) في بلوغ الدور نصف النهائي للمرة 22 في البطولات الكبرى "غراند سلام"، علما انه أحرز لقبه الأول فيها في بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية عام 2012.

أما كويري (29 عاما)، فبلغ نصف نهائي إحدى البطولات الكبرى للمرة الأولى في 42 مشاركة، كما بات أول أميركي يبلغ هذا الدور منذ أندي روديك الذي بلغ عام 2009 الدور النهائي لويمبلدون.

وقال كويري الذي حقق 27 إرسالا ساحقا و70 ضربة رابحة "ما زلت في حالة صدمة. انا سعيد لانني نجحت في الارسال الاخير".

وتابع "لم ابدأ المباراة بشكل جيد ولكني وجدت ايقاعي في المجموعتين الاخيرتين (...) انه حلم تحول الى حقيقة".

وبدأ موراي المجموعة الأولى بشكل جيد، ففاز بإرساله وكسر إرسال منافسه ليتقدم 2-صفر ويحافظ على تقدمه حتى حسمها. وفي الثانية، بدت الأمور متجهة الى المصير نفسه مع تقدم موراي 4-3، الا ان كويري فاجأه بالفوز في ثلاثة أشواط متتالية ويعادل نتيجة المباراة.

وبعدما حسم المجموعة الثالثة بشوط فاصل، تبدلت الأمور جذريا بالنسبة الى موراي الذي بدا يعرج على رجله اليمنى، وخسر المجموعة الرابعة في 22 دقيقة، والخامسة في 27 دقيقة، علما ان كويري كسر إرسال منافسه ثلاث مرات في كل من المجموعتين.

وهو الفوز الثاني لكويري على موراي في تسع مواجهات بينهما.

ويلتقي كويري في نصف النهائي سيليتش السابع الذي أوقف مشوار مولر وبلغ نصف النهائي في ويمبلدون للمرة الاولى في مسيرته، بفوزه 3-6 و7-6 (8-6) و7-5 و5-7 و6-1.

وبات سيليتش، بطل فلاشينغ ميدوز الاميركية 2015، أول كرواتي يبلغ نصف نهائي ويمبلدون منذ ماريو أنسيتش في 2004، علما انه يبلغ نصف النهائي للمرة الأولى بعد أربع محاولات، خرج في ثلاث منها من الدور ربع النهائي.

- ديوكوفيتش يخرج مصابا -

وكان كويري حقق المفاجأة أيضا العام الماضي حينما أخرج ديوكوفيتش من الدور الثالث لويمبلدون.

وكحال موراي، لم يتمكن ديوكوفيتش من التغلب على إصابته، اذ اضطر للانسحاب أمام برديتش الحادي عشر مع تقدم الأخير 7-6 (7-2) و2-صفر.

وعانى الصربي حامل لقب ويمبلدون ثلاث مرات، بداية في نهاية المجموعة الأولى عندما طلب معالجة فيزيائية لكوعه، علما انه يعاني سابقا من إصابة في كتفه الأيمن.

وقال "انه مرفقي. يزعجني منذ عام ونصف عام. من المؤسف ان أنهى ويمبلدون بهذا الشكل"، علما ان الصربي كان سيحتل صدارة التصنيف العالمي بدلا من موراي في حال أحرز لقب البطولة.

أضاف "بدأت أشعر بالاصابة منذ بداية البطولة. كان مقدار الألم يزداد واليوم كان الأسوأ (...) كل العلاجات لم تساعد فعلا".

ولم يستبعد ديوكوفيتش ان يضطر لإجراء عملية جراحية لمعالجة الاصابة، قائلا "المتخصصون الذين تحدثت اليهم، لم يكونوا واضحين جدا. ذكروا الجراحة، وذكروا خيارات أخرى أيضا".

- فيدرر لم يخسر أي مجموعة -

وفي ظل خروج موراي وانسحاب ديوكوفيتش، يبدو الطريق معبدا أمام فيدرر الباحث عن الانفراد بالرقم القياسي في عدد ألقاب ويمبلدون، لبلوغ المباراة النهائية، علما انه لم يخسر أي مجموعة بعد في هذه البطولة.

وفاز فيدرر الأربعاء بثلاث مجموعات على راونيتش السادس 6-4 و6-2 و7-6 (7-4)، وذلك في مباراته الرقم 100 على الملاعب العشبية لنادي عموم انكلترا.

وقال "100 مباراة، لا يمكنني ان أصدق ذلك، هذا كثير"، مضيفا "انا سعيد لان جسدي ساعدني على الاستمرار طوال هذه السنوات".

وثأر السويسري من خسارته في نصف نهائي 2016 أمام راونيتش، وتمكن من انقاذ خمس فرص لكسر الارسال أتيحت لمنافسه الكندي.

وتوج فيدرر في ويمبلدون سبع مرات، ويتقام الرقم القياسي في عدد الالقاب (في عصر الاحتراف) مع الاميركي بيت سامبراس، وبات على بعد خطوتين من الانفراد بالرقم القياسي.

وتقف المواجهات المباشرة بين فيدرر وبرديتش لصالح السويسري، اذ فاز على منافسه 18 مرة وخسر ست مرات فقط.

ويقدم فيدرر هذا الموسم اداء يعيد الى الأذهان المستوى الذي جعله أحد أفضل اللاعبين إن لم يكن أفضلهم في تاريخ الكرة الصفراء، إذ توج في بداية الموسم بلقبه الكبير الثامن عشر باحرازه لقب بطولة استراليا المفتوحة للمرة الأولى الخامسة في مسيرته، ثم أضاف ألقاب دورات انديان ويلز وميامي الاميركيتين للماسترز وهاله الالمانية.

وغاب فيدرر عن دورات الملاعب الترابية للراحة قبل ويمبلدون.