يسعى المهاجم الإسباني ألفارو موراتا المنضم حديثاً لنادي تشيلسي الإنكليزي إلى التألق معه خلال منافسات الموسم المقبل بتحقيق أعلى رصيد تهديفي لكسر اللعنة التي ظلت تطارد وتلاحق مهاجمي النادي اللندني الذين انتدبهم "البلوز" في عهد المالك الروسي رومان ابراموفيتش منذ صيف عام 2003.

وكان تشيلسي قد تعاقد مع موراتا قادماً إليه من نادي ريال مدريد الإسباني مقابل 65 مليون يورو ليكون أغلى لاعب في تاريخ النادي، مما يفرض عليه أن يكون في مستوى القيمة المالية التي جاءت به إلى قلعة "الستامفورد بريدج".
 
وسيستفيد موراتا من وجوده ضمن الخيارات التكتيكية الأساسية للمدرب الإيطالي انطونيو كونتي لكسر اللعنة التي تمكنت من الإطاحة بأغلب رؤوس الحربة الذين سبقوه إلى لندن وأجبرتهم على الرحيل، باستثناء العاجي ديديي دروغبا الذي نجح في فرض نفسه ضمن صفوف الفريق، ونجح في البصم على رقم تهديفي إيجابي خلال فترة ارتدائه لقميص تشيلسي في الفترة من عام 2004 إلى عام 2012.
 
ويكشف تقرير نشرته صحيفة "سبورت" الإسبانية أن رحيل الهداف الهولندي جيمي فلويد هاسلبانك عن النادي في عام 2004 ، قد ترك فراغاً رهيباً في مركز رأس الحربة لم ينجح في سده سوى دروغبا، فيما فشلت البقية في ذلك.
 
ويستعرض التقرير الأسماء الهجومية الثقيلة التي خف وزنها بعد حضورها إلى لندن، بعدما قدم أصحابها مردوداً تهديفياً متواضعاً، مما جعل إدارة النادي تضطر إلى تسريحها سواء بوضعها على قائمة الانتقال أو السماح لها بالرحيل في صفقات انتقال حر، من أجل الإفساح المجال أمام مهاجمين آخرين، يسعون لملء هذا المركز، وكسر لعنة القميص رقم 9.
 
ويعتبر الهداف الأرجنتيني هرنان كريسبو أول ضحية لهذه اللعنة، حيث انتدبه النادي في صيف عام 2003 من نادي إنتر ميلان الإيطالي مقابل 24.3 مليون يورو، بعدما كان من أفضل الهدافين في الدوري الإيطالي مع أندية بارما ولاتسيو و الإنتر، إلا انه تحول إلى مهاجم متواضع مع "البلوز" مما فرض على إدارة النادي إعادته إلى ايطاليا للانضمام لصفوف أي سي ميلان على سبيل الإعارة في موسم (2004-2005) ، ومنه إلى جاره إنتر ميلان ليستعيد تألقه مجدداً، ويستمر تشيلسي أسيراً للعنة الرقم 9.
 
ودفع المهاجم الروماني أدريان موتو ضريبة باهظة لتلك اللعنة، فبعدما تعاقد معه "الأزرق اللندني" مقابل 19 مليون يورو ، لم يمكث سوى أشهر مع النادي، ليخرج من الباب الضيق بتهمة تعاطي المخدرات والتي تم إيقافه بسببها.
 
وبدوره، فشل الصربي ماتيا كيزمان فشلاً ذريعاً مع تشيلسي، رغم أن الأخير جلبه من نادي ايندهوفن الهولندي وهو هداف للدوري هناك، مما جعل كبار أندية القارة العجوز تسعى للتعاقد معه، حيث كلف خزينة النادي ما يقارب من 7.5 ملايين يورو، شأنه شأن الهداف الكولومبي راداميل فالكاو الذي جاء إلى تشيلسي في صفقة انتقال حر في صيف عام 2015 ، إلا انه فشل هو الآخر في طرد اللعنة من الفريق بعد إقامة قصيرة في قلعة "الستامفورد بريدج " .
 
ويبقى أكبر فشل تعرض له مهاجمو تشيلسي، هو ذلك الذي اصاب الأوكراني أندري شيفتشينكو والإسباني فرناندو توريس ، فالأول جاء إلى تشيلسي قادماً من نادي اي سي ميلان الإيطالي في عام 2006 وهو من أفضل الهدافين في العالم وأفضل لاعب في أوروبا مما كلف خزينة "البلوز"ما يقارب من 43.3 مليون يورو، غير أن مستواه مع الفريق جعله يفشل في حجز مكان في تشكيلة الفريق ليجلس على دكة البدلاء، التي انتشله منها مسؤولو ميلان وأعادوه إلى إيطاليا .
 
أما الإسباني فرناندو توريس الذي كلف خزينة النادي 58.5 مليون يورو دفعها لنادي ليفربول في شهر يناير من عام 2012 ليكون اللاعب الأغلى في تاريخ النادي (قبل مجيء موراتا) ، فقد أصبح مثار سخرية ومادة دسمة لوسائل الإعلام ومنابر مواقع التواصل الاجتماعي ، بعدما بقي صائمًا عن التهديف حتى نهاية موسمه الأول مع الفريق، على الرغم من الفرص الذهبية التي أتيحت له لهز شباك المنافسين ليتم إجلاسه على دكة الاحتياط ثم تتم إعارته إلى نادي ميلان قبل أن يعود إلى نادي اتلتيكو مدريد الإسباني ليستعيد معه بعض توهجه.
 
وفضلاً عن هذه الأسماء الثقيلة التي كلفت خزائن "البلوز" أموالاً طائلة، فإن هناك أسماء أخرى على غرار البرازيلي ألكساندر باتو والبلجيكي ميتشي باتشوايي، اللذين اصطدما بذات اللعنة، التي استفاد منها كثيراً المايسترو الإنكليزي فرانك لامبارد ليصبح أفضل هداف في تاريخ النادي اللندني، بعدما قام بدور رؤوس الحربة في تسجيل الأهداف، بعدما تزامنت هذه اللعنة مع أزهى أيامه في النادي اللندني.
 
ويأمل موراتا أن يبصم على عروض فنية وحصيلة تهديفية تنال إعجاب كافة مسؤولي النادي، لأن الجميع يراهن عليه لدك دفاعات المنافسين وعرائنهم، خاصة في حال رحل مواطنه دييغو كوستا، حيث ستزداد مهمته صعوبة أمام المنافسين لكسر اللعنة. 
 
ويتسلح الدولي الإسباني الشاب في مواجهة تحدي لعنة الرقم 9 ، بمهاراته الفنية العالية وبمشواره المتميز سواء مع نادي يوفنتوس الإيطالي في موسم (2014-2015) أو في موسمه الأخير مع ريال مدريد الإسباني (2016-2017) عندما أصبح يهدد مكانة أضلاع الثلاثي الهجومي للنادي الملكي بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو.