تستعد مدينة غانغان التي يقطنها سبعة آلاف نسمة وتعد أصغر مدينة ضمن بطولة فرنسا لكرة القدم، لإستقبال أغلى لاعب في التاريخ، البرازيلي نيمار، عندما تستضيف فريقه الجديد باريس سان جرمان الأحد.

وستشهد المدينة الفرنسية حركة لم تعهدها خلال شهر آب/أغسطس، اذ ستكون مسرحا للمباراة الأولى للنجم البرازيلي المنتقل من برشلونة الاسباني مقابل 222 مليون يورو، وذلك عندما يستضيف غانغان نادي العاصمة الفرنسية ضمن المرحلة الثانية من موسم 2017-2018.

واستنادا الى المكتب الاعلامي لنادي غانغان، "كان في امكاننا ملء ملعب يتسع لأربعين ألف متفرج" لمباراة الغد.

جماهير ملعب "رودورو" تدرك قيمة الامتياز التي حظيت به: مشاهدة أولى مراوغات الساحر البرازيلي بقميص فريقه الجديد، بعدما أتم أغلى انتقال في التاريخ وشغل الصحافة الرياضية على مدى أسابيع.

تحضر التناقضات بقوة في مباراة الغد، والتي ستكون محط أنظار بغض النظر عن قيمتها الكروية أو نتيجتها: نجم كرة قدم أشبه بموسيقيي الروك، مع عشرات ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، يبدأ مشواره الفرنسي من مدينة لم يسمع بها على الأرجح غالبية مشجعي كرة القدم في العالم.

- "نجم الأمسية" -

خلال هذا الأسبوع، قال رئيس نادي غانغان برتران دسبلات في تصريحات صحافية "يجب التذكير بداية ان نجم الأمسية سيكون نيمار"، مضيفا "الفكرة هي استقبال هذا الفريق الكبير وهذا اللاعب الكبير في ظروف ممتازة".

وعلى رغم ان غانغان سبق له خوض غمار مسابقات أوروبية، الا ان الحماس الجماهيري الذي يرافق مباراة الأحد لا مثيل له. ويتوقع ان يحطم الأحد الرقم القياسي لعدد المشجعين في مدرجات الملعب، والذي بلغ 18,363 ألف شخص في نيسان/أبريل 2016، لدى استضافة باريس سان جرمان نفسه.

مقصورة الصحافيين التي تتسع لثمانين كرسيا وعادة ما تكون شبه فارغة، ستمتلىء الأحد. وفي ظل الاقبال الصحافي الكبير على طلبات تغطية المباراة، كان يمكن لهذه المقصورة ان تستضيف 350 صحافيا على الأقل، في ما لو كانت سعتها تسمح بهذا العدد.

البث المباشر للمباراة سيكون عابرا للقارات، من آسيا الى البرازيل.

التحدي الأكبر أمام غانغان سيكون عدم التضحية بالطابع "الشعبي" لصالح التدابير الأمنية المشددة الخاصة بالمباراة. فملعبه صمم على الطريقة الإنكليزية (قرب المدرجات من أرض الملعب)، وأرضيته تعتبر من بين الأفضل في الدوري الفرنسي، وهاجس النادي الصغير هو الحفاظ على الطابع العائلي والاحتفالي للمباريات على ملعبه.

حضور رجال الامن والشرطة سيتعزز بطبيعة الحال، وسيتم نشر 145 عنصر انضباط داخل الملعب، أي أكثر بنحو 30 عنصرا من العدد الذي عادة ما يكون حاضرا في مباريات سان جرمان.

وسيصل لاعبو سان جرمان قرابة الساعة الثامنة مساء السبت بالتوقيت المحلي إلى سان برييو على مسافة نحو 30 كلم من الملعب، حيث سيقيمون في فندق أربعة نجوم بات شبه معزول عن محيطه، لاسيما في جزئه الخلفي حيث ستركن حافلة الفريق.

ومن المقرر بقاء الفريق في المنتجع الذي فتح أبوابه في الربيع والذي يؤمن كل وسائل الراحة والاستجمام، حتى مساء الأحد، عندما يتوقع ان ينتقلوا الى ملعب "رودورو" قرابة الساعة السادسة مساء.

ويتوقع ألا يثير الترقب الجماهيري والحماس لمشاهدة نيمار للمرة الأولى، قلق لاعبي غانغان لدى ملاقاتهم سان جرمان ونجمه الجديد، اذ انهم لم يكونوا في المواجهات السابقة على أرضهم، لقمة سائغة.

وفاز لاعبو غانغان في ملعبهم على سان جرمان ثلاث مرات وخسروا مثلها، وانتهت خمس لقاءات بالتعادل. ومنذ عودة غانغان الى دوري الأضواء في 2013، فاز مرتين وخسر مرة وتعادل مرة على ملعبه ضد سان جرمان.