انتقدت صحيفة "ماركا" الاسبانية سياسة نادي برشلونة في إبرامه لتعاقداته مع لاعبين في خط الوسط بهدف انتداب لاعب قادر على سد الفراغ الذي خلفه الإسباني تشافي هيرنانديز الذي رحل عن الفريق في صيف عام 2015، مقرراً الانتقال للعب في صفوف السد القطري.

وكان تشافي قد مثل برشلونة قرابة العشرين عاماً، تحول خلالها إلى أسطورة من أساطير النادي كأكثر اللاعبين حضوراً وتتويجًا في تاريخه، بعدما كان ضمن الجيل الذهبي للألفية الجديدة بإسهامه الكبير في الإنجازات التي حققها الفريق الكتالوني، وهيمنته على الملاعب المحلية والقارية.
 
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها بأن إدارة برشلونة انفقت ما يقارب من 112 مليون يورو حتى الآن، لانتداب لاعب وسط بمواصفات تشافي هيرنانديز دون ان تعثر على اللاعب القادر على تأدية نفس الدور والمردود الذي كان يقوم به النجم الإسباني .
 
وتعاقدت الإدارة الكتالونية مؤخراً مع البرازيلي باولينيو مقابل 40 مليون يورو من نادي جوانجزو إيفرجراند الصيني، على أمل ان ينجح في تقديم الإضافة الفنية التي كان يقدمها تشافي طوال فترة تمثيله نادي برشلونة، خاصة وان الدولي البرازيلي لديه خبرة في الملاعب الأوروبية ومع منتخب بلاده .
 
وقبل باولينيو، تعاقدت إدارة برشلونة مع لاعب الوسط التركي أردا توران من نادي أتلتيكو مدريد مقابل 34 مليون يورو، في اول ميركاتو صيفي يعقب رحيل لاعب وسطه المخضرم، إلا ان الدولي التركي فشل في حجز مكان ثابت في تشكيلة الفريق الأساسية، رغم انه جاء إلى النادي الكتالوني بعد تجربة ناجحة ومميزة مع النادي المدريدي، حيث قدم أداء باهتًا فشل من خلالها في سد الفراغ الذي تركه تشافي.
 
وفي الصيف المنصرم لعام 2016 ، اضطرت إدارة برشلونة للتعاقد مع لاعب وسط هجومي جديد في إطار بحثها عن "تشافي جديد"، لتبرم صفقة البرتغالي اندريه غوميز من نادي فالنسيا نظير 35 مليون يورو، بالرغم من انه جاء هو الآخر الى ملعب "الكامب نو" بعد تجربة مميزة مع نادي فالنسيا ومنتخب بلاده، إلا انه عجز عن تقديم المردود الذي يشفع له بخلافة تشافي في صفوف الفريق.
 
وتعاقد برشلونة أيضاً مع الإسباني دينيس سواريز مقابل ثلاثة ملايين يورو، إلا ان اللاعب لقي ذات المصير بعدما فشل أيضاً في إثبات نفسه في تشكيلة الفريق، رغم الفرص العديدة التي منحها إياه مدرب الفريق السابق لويس إنريكي.
 
وعلى عكس هذا الرباعي الذي كلف خزينة برشلونة ما يقارب من 112 مليون يورو، فإن تشافي هيرنانديز لم يكلف الخزيمة الكتالونية اي مبالغ ، على اعتبار انه من خريجي مدرسة النادي الشهيرة "لاماسيا"، حيث تم تصعيده للفريق الأول في موسم (1999-2000) بعدما بصم على أداء كبير مع منتخب بلاده في مونديال الشباب دون 21 عاماً التي اقيمت في نيجيريا، ليصبح قطعة أساسية في الخيارات التكتيكية للمدرب الهولندي فرانك ريكارد في موسم (2003-2004)، ولكافة المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق الكتالوني.
 
وأشار العديد من المتابعين الى أن تألق تشافي كان سبباً مباشراً في بروز ليونيل ميسي الذي وجد في لاعب الوسط الإسباني الممون الرئيسي له بالتمريرات الحاسمة والقاتلة التي تزيح المنافس وتشل تحركاته.
 
ونجح تشافي في حجز مركز ثابت في تشكيلة منتخب بلاده، حيث كان له دور مهم في تتويج إسبانيا ببطولة كأس العالم في عام 2010 وكأس أمم أوروبا في عام 2012 ، إذ لا تزال جماهير "البارسا" تتحسر على رحيله، بعدما طالبت بالإبقاء عليه لحين التعاقد مع لاعب يمتلك نفس مواصفاته.