عوض الاسباني الشاب ماركو أسنسيو غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الموقوف، عندما سجل ثنائية ناديه ريال مدريد في مرمى ضيفه فالنسيا (2-2) في المرحلة الثانية من بطولة اسبانيا في كرة القدم، فحظي بإشادة مدربه الفرنسي زين الدين زيدان بعدما أظهر قدرته على ملء فراغ أفضل لاعب في العالم.

وعلى رغم ان أسنسيو (21 عاما) لم يأت للنادي الملكي بالنتيجة المأمولة في المراحل الأولى من حملة الدفاع عن اللقب المحلي، الا انه أنقذه من خسارة محرجة، لاسيما في ظل غياب رونالدو (32 عاما) الموقوف خمس مباريات إثر دفعه الحكم في ذهاب الكأس السوبر الاسبانية أمام برشلونة في آب/أغسطس الحالي.

وافتتح أسنسيو التسجيل لريال في الدقيقة العاشرة بكرة أرسلها مقوسة قوية الى الزاوية اليمنى لمرمى فالنسيا. وبعدما سجل الأخير هدفين بالتساوي بين الشوطين الأول والثاني، تمكن أسنسيو قبل سبع دقائق من النهاية من تحقيق التعادل من ركلة حرة مباشرة، أعادت الى الأذهان الركلات القوية والدقيقة التي ينفذها رونالدو.

وكانت هذه اول مرة يسجل فيها أسنسيو هدفا لريال من ركلة حرة مباشرة، وذلك في محاولته الثانية فقط.

وعلق زيدان على النتيجة بالقول "خسرنا نقطتين، وهذه ليست نتيجة جيدة، لكن مثل هذا الامر يعد جزءا من كرة القدم، ومما قد نراه طوال الموسم. هذا الامر قد يحصل".

الا انه أشاد بأسنسيو القادم من مايوركا الاسباني عام 2015، قبل إعارته لموسم واحد الى اسبانيول. وقال زيدان ان الشاب الاسباني "يقدم الكثير من المتعة للجميع"، مضيفا "أنا سعيد، هو لا يفاجىء أحدا، انه يتطور، ويظهر ان ريال مدريد قام بالخيار الصحيح عندما ضمه".

وتابع "نحن جميعا سعداء بما يقوم به، وآمل في ان يواصل ذلك".

وشكلت نتيجة مباراة الأحد أول إنذار مبكر لريال بطل اسبانيا وحامل لقب دوري أبطال أوروبا، بعد بداية موسم مثالية تمثلت بالفوز مرتين على برشلونة في الكأس السوبر (3-1 ذهابا و2-صفر ايابا)، وفوز في افتتاح الدوري على ديبورتيفو لا كورونيا بثلاثية نظيفة.

وعلى الرغم من ان ريال يواصل تحقيق سلسلة مذهلة تتمثل بتسجيل هدف على الأقل في مباراته السبعين على التوالي، الا انه واجه ضد فالنسيا، فريقا منظما نجح في اقتناص الفرص، في مقابل إضاعة لاعبي النادي الأبيض فرصا عدة، لاسيما الفرنسي كريم بنزيمة.

وبموجب التقاليد الاسبانية، تسلم ريال في مباراته الأولى على أرضه هذا الموسم، كأس الدوري الذي أحرز لقبه الموسم الماضي للمرة الأولى منذ عام 2012.، وجال رونالدو وقائد الفريق سيرخيو راموس، الموقوف بدوره، بالكأس على أرض الملعب. 

وفي غياب رونالدو وابتعاد الويلزي غاريث بايل وإيسكو عن مستواهما المعهود، تحمل أسنسيو الذي نشأ في الفئات العمرية لنادي مايوركا قبل الانتقال الى اسبانيول، العبء الهجومي لريال.

- "مصدر فخر" -

ولقي أداء اللاعب الشاب إشادة من زملائه. وقال المدافع داني كارفاخال في تصريحات بعد المباراة "لا شك ان أسنسيو بات (يمثل) حاضر ريال مدريد، وليس مستقبله".

وفي الأيام الأخيرة، تردد اسم أسنسيو كأحد اللاعبين الذين يهتم نادي أرسنال الانكليزي بضمهم قبل انتهاء فترة الانتقالات الصيفية في 31 آب/أغسطس، وانه مستعد لدفع 75 مليون جنيه استرليني. الا ان الأداء المتصاعد للشاب الاسباني، والذي بدأت تظهر ملامحه في المراحل الأخيرة للموسم الماضي، قد يجعل من تخلي ريال عنه حاليا أمرا شبه مستحيل.

ونقل الموقع الالكتروني للنادي الملكي عن أسنسيو قوله بعد مباراة الأحد "دائما ما أقدم أفضل ما لدي. سجلت مرتين الا ان ذلك لم يكن كافيا (...) أشعر بأني ذو أهمية، كما نحن جميعا. نحن وحدة، ولا يوجد مواقع (أساسية) مضمونة وبدلاء".

وأضاف ان الدفاع عن ألوان ريال "هو مصدر فخر (...) تحسنت كلاعب منذ الانضمام الى النادي. تعلمت الكثير من زملائي، اكتسبت المزيد من الخبرة وبت قادرا على قراءة المباراة بشكل أفضل حاليا".

أضاف "أنا سعيد بجهودي ومستوى أدائي. سأواصل تقديم كل ما لدي في كل مباراة ومساعدة الفريق على تحقيق أفضل النتائج".

وكانت الإشادة الأبرز بأداء أسنسيو ومستقبله... من رونالدو نفسه.

فبعد فوزه بجائزة أفضل لاعب في مسابقات الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، سئل رونالدو الذي يهيمن والارجنتيني ليونيل ميسي منذ أعوام على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، عن المرشحين لنيل هذه "الكرة" بعدهما... الاسم الأول الذي ذكره البرتغالي؟ "أسنسيو".