انضم المهاجم المصري محمد صلاح نجم وهداف نادي ليفربول الإنكليزي إلى قائمة اللاعبين العرب الذين توجوا بجائزة أفضل لاعب في قارة إفريقيا التي أطلقتها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية ثم تبناها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف).

وأصبح محمد صلاح اللاعب المصري الثاني والعاشر عربياً يحظى بهذا اللقب الفردي منذ تأسيس الجائزة في عام 1970 من قبل المجلة الفرنسية التي خصصت نسخة من "الكرة الذهبية" لأفضل لاعب في القارة السمراء إلى غاية عام 1992 ، قبل ان تنتقل الجائزة تحت إشراف الاتحاد الافريقي.
 
ومن أصل 10 لاعبين عرب أفارقة نالوا الجائزة الأغلى على المستوى الفردي ، فإننا نجد 6 منهم حصلوا عليها بقمصان أنديتهم العربية ، بينما بقية الرباعي نالوها مع فرق أوروبية.
 
وساهم تألق اللاعبين العرب العشرة في تصفيات ونهائيات كأس العالم ، وبطولة دوري أبطال أوروبا في نيلهم لقب أفضل لاعب إفريقي بالنظر إلى قيمة المسابقتين.
 
ويمتلك المغرب أعلى رصيد في هذه الجائزة ، بعدما نالها أربعة لاعبين ، بينما حققتها الجزائر ثلاث مرات ومصر مرتين و تونس مرة واحدة.
 
وتعتبر الفترة بين نهاية السبعينات ومنتصف الثمانينات الأفضل للكرة العربية في تاريخ الجائزة ، عندما كانت تسيطر على الساحة الإفريقية سواء بالنسبة للأندية أو المنتخبات ، وهو ما انعكس إيجاباً على الرصيد العربي من "الكرة الذهبية الإفريقية" قبل أن تنتقل الهيمنة إلى الأفارقة غير العرب منذ نهاية التسعينات خاصة الذين ينشطون في قارة أوروبا.
 
ويعتبر المغربي أحمد فراس أول لاعب عربي يتوج بالجائزة ، وذلك في عام 1975 بقميص نادي شباب المحمدية نظير تألقه مع "أسود الأطلس" في تصفيات أمم إفريقيا ، إذ قادهم إلى التأهل قبل ان يساهم في إحرازهم للقب في العام الموالي ، أما على مستوى ناديه ، فقد نجح في قيادته إلى إحراز كأس العرش في عام 1975.
 
وبعده بعامين جاء الدور على التونسي طارق ذياب نجم وسط نادي الترجي التونسي لإحراز الجائزة نظير تألقه في تصفيات كأس العالم بالأرجنتين في عام 1978 ، حيث نجح مع " نسور قرطاج" في بلوغ النهائيات للمرة الأولى في تاريخهم.
 
واستعاد العرب الكرة الذهبية بفضل النجم الجزائري لخضر بلومي الذي كان لاعباً في صفوف نادي غالي ري معسكر في عام 1981 ، بعدما فرض بلومي نفسه نجما لـ "الخضر" في تصفيات كأس العالم 1982 ، حيث قاد منتخب بلاده لبلوغ نهائيات مونديال إسبانيا بفضل مهاراته الفنية العالية ، خاصة مهارة التمريرة العمياء التي يجيدها بفضل إجادته للعب كرة السلة.
 
وفي عام 1983 أصبح محمد الخطيب أول لاعب مصري ينال "الكرة الذهبية الإفريقية" نظير تألقه مع منتخب بلاده في تصفيات كأس أمم أفريقيا في عام 1984 ، و أولمبياد لوس أنجلوس لعام 1984 ، ومع نادي الأهلي القاهري على الصعيدين المحلي والقاري .
 
واحتفظ اللاعبون العرب بـ "الكرة الذهبية" على مدار ثلاثة أعوام في الفترة من عام 1985 وحتى عام 1987 ، بفضل الثنائي المغربي محمد تيمومي الذي نالها في عام 1985 لقاء قيادته "أسود الأطلس" لنهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك ، وناديه الجيش الملكي لإحراز لقب دوري أبطال إفريقيا في عام 1985 لأول مرة في تاريخه .
 
وفي عام 1986 نجح المغربي وحارس المرمى بادو زاكي نجم نادي الوداد البيضاوي في إحراز الجائزة ، بعدما فرض نفسه نجماً لحراس المرمى في نهائيات كأس العالم بالمكسيك ، إذ لم تستقبل شباكه سوى هدفين من أربع مباريات.
 
وفي عام 1987 نجح النجم الجزائري رابح ماجر بالتتويج بالجائزة عندما كان يلعب لصفوف نادي بورتو البرتغالي ، بفضل "الكعب الذهبي" الذي ساهم في حصول فريقه على لقب دوري أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ الألماني ، عندما تمكن من تعديل النتيجة بهدف بالكعب في مرمى الحارس البلجيكي العملاق جون ماري فاف ، فيما كان ماجر قاب قوسين أو أدنى للفوز بالكرة الذهبية للمرة الثانية في عام 1990 بعدما قاد "الخضر" لنيل كأس أمم أفريقيا ، غير أن "الثعلب" الكاميروني روجيه ميلا حرمه منها بعدما تألق مع "الأسود غير المروضة" في مونديال إيطاليا 1990 عندما قادهم للدور الربع النهائي بإحرازه لأربعة أهداف.
 
وبعد تتويج ماجر بالجائزة ، تراجع اللاعبون العرب لغاية عام 1998 عندما نالها المغربي مصطفى حاجي بقميص نادي ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني ، حيث أحرز الجائزة بعد تقديمه لعروض فنية راقية مع "الأسود" التي زأرت في نهائيات كأس أمم أفريقيا ببوركينا فاسو، ثم في نهائيات كأس العالم بفرنسا.
 
وعاد اللاعبون العرب للصيام عن الجائزة لغاية عام 2016 عندما استعادها النجم الجزائري رياض محرز نجم نادي ليستر سيتي الإنكليزي ، الذي تميز عن بقية المتوجين العرب بنيله لها نظير تألقه مع "الثعالب الإنكليزية" وتتويجه بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز كأول لاعب عربي يحصل على هذه البطولة.
 
ونجح محمد صلاح في الاحتفاظ بالجائزة في عام 2017 لتبقى عربية، بعدما قاد المنتخب المصري للعودة إلى نهائيات كأس العالم عبر البوابة الروسية ، كما تألق مع نادي ليفربول الإنكليزي بتسجيله أهدافاً حاسمة ومؤثرة لـ"الريدز" في بطولتي الدوري الإنكليزي ودوري أبطال أوروبا.