لوحت السعودية والامارات بالانسحاب من دوري أبطال آسيا في كرة القدم، في حال رفض الاتحاد القاري إقامة مبارياتها ضد الأندية القطرية على ملاعب محايدة، على خلفية الأزمة الدبلوماسية الخليجية.

وسبق للسعودية والامارات رفض اللعب في قطر، على خلفية الأزمة الدبلوماسية الخليجية المستمرة منذ حزيران/يونيو الماضي، عندما قطعت الرياض وأبوظبي والمنامة علاقاتها مع الدوحة، واتخذت سلسلة إجراءات منها وقف الرحلات الجوية ومنع سفر المواطنين اليها.

وطلبت السعودية والامارات من الاتحاد الآسيوي العام الماضي، إقامة مباريات أنديتهما في مواجهة الأندية القطرية في دور المجموعات لدوري أبطال آسيا الذي ينطلق في 12 شباط/فبراير المقبل، على ملاعب محايدة، وهو طلب لم يلق تجاوبا حتى الآن من الاتحاد القاري.

وهذا الأسبوع، أرسل الاتحاد وفدا منه الى الدول الثلاث المعنية بهدف "توضيح القرارات التي تم اتخاذها من قبل لجان الاتحاد القاري ومبادئ قواعد وتعليمات بطولات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم".

وبعد اجتماع بين مسؤولين اماراتيين وسعوديين، والوفد القاري الذي يرأسه النائب الأول لرئيس الاتحاد برافول باتل، قال رئيس الهيئة العامة للرياضة في الامارات محمد خلفان الرميثي في تصريحات لقناة "أبوظبي الرياضية"، "أوصلنا الرسالة لوفد الاتحاد الآسيوي واهمها اننا لن نلعب (في قطر) رغم اهمية دولة الامارات في إنجاح دوري ابطال اسيا، حتى لو اضطررنا لان ننضم الى كونفدرالية (اتحاد قاري) اخرى".

أضاف المسؤول الذي عين مؤخرا في منصبه خلفا ليوسف السركال، ان الأمور "وصلت الى هذا الحد، لن يستطيع احد اجبارنا على المشاركة في أماكن لا نرغب اللعب بها، وكسر قرار دولتنا في هذا الاطار".

أضاف "سنلعب في ملاعب محايدة أو +باي باي+ (وداعا) آسيا".

- "الأمر محسوم" -

وتردد الموقف نفسه من قبل رئيس الاتحاد السعودي عادل عزت الذي قال في تصريحات صحافية بعد اجتماعه مع الوفد الآسيوي "أطلعنا الوفد بان الامر محسوم لدينا، الاندية السعودية لن تلعب في قطر".

أضاف "لن نخاطر بسلامة لاعبينا وجماهيرنا"، مشيرا الى ان الاتحاد "ينتظر القرار النهائي بهذا الشأن في اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الاسيوي بشهر فبراير (شباط)".&

وحذر انه في حال إصرار الاتحاد على نظام الذهاب والاياب "فذلك يعني غياب ست فرق اماراتية وسعودية، وبالتالي ستفشل البطولة الاسيوية فشلا ذريعا ولن يقوم لها قائمة بعد ذلك".

وأوقعت قرعة دوري الأبطال للموسم المقبل، ناديي الدحيل القطري والوحدة الاماراتي في المجموعة الثانية، والسد القطري والوصل الاماراتي في الثالثة، والهلال السعودي والريان القطري في الرابعة.

كما يخوض الغرافة القطري التصفيات المؤهلة لدوري الأبطال، وسيكون في حال تأهله في المجموعة الأولى مع الجزيرة الاماراتي والأهلي السعودي.

وكان المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي قرر في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عدم الموافقة على طلب الامارات والسعودية بخوض مباريات دوري ابطال اسيا مع الفرق القطرية في ملاعب محايدة.

وأشار الاتحاد القاري في حينها الى انه قرر "المحافظة على النظام الحالي لخوض المباريات بطريقة الذهاب والاياب، وبحيث يستمر النظام الحالي بحسب تعليمات دوري ابطال اسيا 2018 خلال المباريات التي تجمع بين اندية السعودية والإمارات وقطر".

ورأى ان على "الاتحادات الوطنية المعنية (...) ان تبحث مع حكوماتها الحصول على اذن خاص لسفر منتخبات واندية كرة القدم"، مشيرا الى انه سيرسل وفدا للبحث "مع الاتحادات الوطنية والحكومات المعنية، لايجاد حلول للمباريات التي تقام في العادة بنظام الذهاب والإياب".

وفي بيان ثان بشأن إرسال الوفد في كانون الأول/ديسمبر، قال الاتحاد انه سيقوم "بتعيين وكالة امن مستقلة من أجل إعادة تقييم وضع الامن والسلامة بشكل شامل في منطقة الشرق الأوسط".

- إصرار الاتحاد الاسيوي -

وكان باتيل كرر عقب زيارته قطر الثلاثاء، موقف الاتحاد القاري.

وقال "سبب الزيارة الوضع السياسي للمنطقة، والحاجة الى تقريب وجهات النظر، والاتحاد الاسيوي في نفس الوقت يصر على مشاركة كل الاتحادات في بطولاته، كما ان الاتحاد الاسيوي يصر على اقامة كل المباريات سواء المنتخبات او الاندية بنظام الذهاب والاياب".

وأكد الأمين العام للاتحاد القطري منصور الأنصاري ان "قطر لا تخلط السياسة بالرياضة، كما اكدنا ان قطر سباقة في الامن الرياضي من خلال انشائها مركز الامن الرياضي ووجود ادارة امن الملاعب بوزارة الداخلية".

وسبق للسعودية والامارات والبحرين، ان امتنعت عن المشاركة في بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين في كرة القدم "خليجي 23" التي كانت مقررة في كانون الأول/ديسمبر في قطر، على خلفية الأزمة الدبلوماسية مع الدوحة. الا ان هذه المنتخبات عادت وشاركت في البطولة بعد نقلها الى الكويت.

وقطعت الدول الخليجية الثلاث علاقاتها مع الدوحة على خلفية اتهامها بدعم "الارهاب"، وهو ما تنفيه قطر.